لكل دواء آثار جانبية كما يقول الأطباء وهنالك أدوية آثارها الجانبية أسوأ من المرض الأساسي. وسيئة الذكر نيفاشا خير مثال لذلك. لم يرد فيها بند واضح يفيد بأن الاستفتاء على تقرير المصير يجب أن يتم بعد أن يتم ترسيم الحدود بين الدولتين ترسيماً كاملاً بإشراف الأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الأفريقي حتى لا يرفضه طرف في المستقبل. الزومة كانت متضايقة ومعصورة شديد وكان يجب التوقيع فوراً وإلا توقعوا الثبور وعظائم الأمور، وكان التوقيع الذي كانت سؤاته أكثر من حسناته ومشاكله تشابكت وصارت وسمعنا بالمناطق الخمسة. ربما نجد حلاّ لمشاكل المناطق الخمسة ولكن النتيجة السالبة هي طمع كل من حولنا من إثيوبيا ومصر. طمع المصريون في حلايب وشلاتين وأبو رماد وأخذوها ودفاعاتهم تقول : إنتو ما فرطتو في نصكو التحتاني هي بقت على حلايب وشلاتين وأبو رماد !! بالله مش معاهم حق. ولو نسي المصريون فإنهم لن ينسوا المذلة التي أذاقها لهم عبد الله خليل.. ولكن حكمة جمال عبد الناصر جنّبت البلدين مزالق التهلكة. وعندما ضعفت سواعد السودان وانعكس حال البلدين دولياً قام المصريون بخطتهم وضاعت المناطق الثلاثة. وفي حد احسن من حد .. فإثيوبيا هضبة جبلية تفتقد الأراضي الخصبة المنبسطة مع كثرة مياهها من أمطار وخيران وأنهار صغيرة.. فقالت لماذا لا تضم الفشقة وما حولها والسودان لا حول ولا قوة له.. وتفاصيل ذلك معروفة للجميع. واليوم نتباكى على مليون فدان ولكن القادم أخطر .. فالخوف على جنوب القضارف بملايينها الستة السهلية المنبسطة وعندها لاينفع الندم. لسنا في موضع قوة يسمح لنا بالحرب في عدة جبهات ولهذا فضلت الحكومة القتال في الجبهة الداخلية لتحافظ على حكمها ولكن أن يتقطع السودان من أطرافه فهذه ليست من أولويات الحكومة فأهمّ منها ضرب سكان الكهوف في جبال النوبة بالبراميل البارودية.. وحكاية حلايب والفشقة يحلها الحلال. فالحكم أولاً وحريقة بجاز في جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق!! أنا قلت حاجة عن منطقة اسمها دا رفور؟ دي وين من خارطة الحكومة ؟؟ السؤال موجه لحسبو القصير وليس حسبو نسوان. (العوج راي والعديل راي).