كل عام وأنتم بخير وعافية وكل سنة ونحن على خير وسلام وأمان وعدم كلام حليات كلام فارغ وعدم تحصيل إيرادات تصل في الشهر إلى أكثر من ١٤٠ مليار جنيه في الشهر في بعض المحليات. كل سنة ونحن نعرف أن الوالي أو أي حاكم أو الوزير أو المدير قرر أن يدفع كل مواطن له خدمة في إدارته مبلغ من المال. وجاء عيد الأضحى المبارك هذا العام ونحن لنا تدابير خاصة وطرق خاصة في جمع المال من الشعب بعضها فيه حسن النية والآخر فيه نية أن يتحصل المدير المسؤول والمدير المنفذ ومندوب تاجر (الخراف) ومندوب ممثل تاجر (الخراف) على كم من المبالغ المتفق عليه. وهذا العيد كانت خراف الأضاحي تمثل كما يقول أهل الجيش (صيف الخرفان) لم نرَ ما كان يفعله أصحاب الخراف من حجز أماكن وميادين وساحات كمثل التي كانت في الأعوام السابقة وكانت الكميات تصل إلى ملايين من الخراف وكلها بدرجة أن أصحاب الخراف أنفسهم كانوا من الذكاء بأن يقوموا بتقسيم الخراف إلى أكثر من كوم، كوم لأصحاب العربات المكيفة، وكوم للناس الماشين بالتاكس وخرفان أخرى في مكان بعيد وهي (بتاعة الحجاج) فقط. هذه كانت هي نظرية بيع الأضاحي في السودان منذ عهود بعيدة ولكن جاءت الينا نظريات جديدة للتسهيل وحتى يتمتع كل الناس والموظفين بالخراف نظام أن تورد كل وزارة أو كل هيئة أو كل إدارة (خرفان) من عدة أطراف حتى تصل إلى حوش الوزارة وبعدمها يتم التوزيع (بالقرعة) أو بالاسم أو بالوظيفة واستمرث هذه الحالة حتى وصلت مجمع الفقه وعلماء الدين ما بين البيع بالأقساط والبيع النقدي ولكن في نهاية الأمر قبل الموظفون والعمالة بفتوى فرحة أطفالهم بصوت الخروف. ولكن هذا العام كان غريباً بالنسبة لاختفاء (الخرفان) في ظروف غامضة وقيد البلاغ ضد مجهول وعلى المتضرر أن يلجأ الى القضاء والى الله، وكانت هذه أول مرة تحدث في تاريخ ولاية الخرطوم وسألنا عدداً من المسؤولين ولم نجد رداً وسألنا عدداً موردي (الخراف) ولم نجد رداً ولكنني فوجئت بإجابة من مصدر مسؤول في إحدى الولايات الحدودية بأن (خرفان الخرطوم) أخذت تأشيرة خروج منها إلى دول مجاورة بكميات كبيرة وبتصاديق تصدير رسمية وأن أكثر من ٧ مليون رأس فقط تقسمت إلى ثلاث دول تصديراً وأن التصدير كان الناس في الخرطوم يبحثون عن الخراف بالأقمار الصناعية إلى أن وصل أحدهم إلى ثلاثة ألف جنيه ثالث أيام العيد. هذه واحدة من قصص (مسعود الذي ذبح) الخروف منذ أكثر من نصف قرن من الزمان كتاب (المطالعة) للمدارس (الأولية) سابقاً. وجاءت القصة الأخرى هي موضوع (جلود الأضاحي) الذي تعودنا عليه كل عام منذ ربع قرن من الزمان أن تعطى لمنظمة الشهداء ولكنها هذه المرة ذهبت لمنظة التجارة العالمية. والخروف الذي تم تصديره في أيام العطلات الرسمية تم تصديره بالقطعة لحم وجلد. وهنا يأتي سعر الجلد أكثر من سعر اللحمة. وهنا وضح وضح أن (الخروف ذبح مسعود).