. حزب المؤتمر الشعبي يحمل الحكومة مسؤولية إنهيار مشروع الجزيرة، ويقول ان الإدارة الفاشلة هي السبب، وهجرة المزارعين للزراعة والاتجاه الى المدن كان بسبب السياسات الخاطئة..!!
. وهنا بالضبط أخواني واخواتي القراء تكمن مشكلة السياسة السودانية، وانا على يقين بأن قطاعات كبيرة من أبناء هذا الشعب تنطلي عليهم الخدع اليومية التي تستخدمها الاحزاب للتحايل على العقول وتسويق نفسها بشكل جديد بعد التسبب في إحداث الكوارث بهذا البلد..!!
. هاهو المؤتمر الشعبي صانع سياسات هذه الحكومة ومنفذ الانقلاب والمتهم الأول فيما نحن فيه الأن.. يسوق نفسه كحزب معارض وينتقد سياسات الحكومة التي وضعها هو.. وبالأخص مشروع الجزيرة ومعظم المشاريع الزراعية والصناعية.. كلها فشلت بسبب ثورة الإنقاذ التي لا فكر لها ولا كفاءة.. فضاعت بسببها البلاد، وثورة الإنقاذ هي المؤتمر الشعبي والمؤتمر الشعبي هو ثورة الإنقاذ..!!
. وعلينا كشعب سوداني عمل صيانة دورية لذاكرتنا الجماعية حتى لا ننسى، فمنذ ان تم سودنة هذا السودان،تعتبر السياسة جسر للغني وجمع الثروات بالنسبة للنخب، وحتى معظم الأسر الرأسمالية وصاحبة الأملاك والأموال وكبار التجار، نجد خلفيتهم التاريخية، بدأت عبر وزير في العائلة أو وكيل وزارة او مستشار أو سفير.. الخ.. وبعدها ظهرت النعمة على العائلة و ويتم توريث الأسم والثروة، ولكن عندما نبحث فعلا عن من أين لكم هذا، سنجد الجواب، هي أموال الدولة بإستغلال المنصب، ولكن مع الذاكرة السودانية الخربة، يصبح كل شئ جائزاً وموضوعياً..!!
. المعادلة بسيطة جداً، ادخل الحكومة، وطبل وهلل كما تشاء، وأجمع ثروة طائلة في زمن وجيز، كما يفعل الفاعلون عبر الشركات الوهمية وعطاءات الدولة، وبعد ان تذهب الحكومة وتندثر، تمتع بثروتك انت واحفادك مع إسم تجاري كبير، وإنتقد كما تشاء في الفساد والمحسوبية والسياسات الخاطئة.. يعني بالواضح كدا الحكاية لعب في لعب، من هو خارج الكرسي يشتم ومن هو فوق الكرسي (عامل أطرش).. والمواطن المسكين يهتف لهذا ويمجد ذاك وعفى الله عما سلف..!!