كما احتفت الجالية السودانية ببرلين بالمرموقين الألمعيين كالأديب الطيب صالح احتفت بلقاء الشاعر والكاتب المسرحي هاشم صديق. في ثلاث أمسيات رائعة حاضر الشاعر الأديب أمام حضور نوعي من السودانيين والعرب. أمسيتان للسودانيين أبناء الجالية وواحدة أخرى للإعلاميين العرب اثر دعوة منهم وجهت إليه. تحدث الشاعر في محاور عدة عن الحرية والمسؤولية وعلاقة الإسلام بالإبداع / المسرح مثلا. أظهر الشاعر بجلاء تأكيد القرآن على توفر المسرح مستندا إلى سورة يوسف والحوار الدائر فيها وظهور دور المرأة "امرأة العزيز". لم يغب عن الأديب التحدث بطلاقة وجرأة عن معاناته السياسية وإيقاف بعض أعماله الدرامية في عهد مايو ومن ثم نظام الانقاذ إذ استدعي من قبل مكتب الجرائم الموجهه ضد الدولة للتقصي عن قصيدة سياسية :غرنتيه" باعتبارها نقد صارخ للنظام ورئيسه. بتأسف بالغ تحدث الشاعر عن انعدام الحرية والديمقراطية المشجعين على الابداع في نظام الانقاذ الراهن وأشار إلى دعوة شكسبير إلى حرية التعبير والديمقراطية وكذلك نمو مسرح بريشت في هذا الجو بعيدا عن سدة الاستعمار النازي. لماذا الفن؟ بهذا السؤال طرح الشاعر محاور عدة عميقة تقوم على السياسة والاقتصاد والاجتماع. يقول: كل مبدع مسؤول عن ما يكتب وهي مسؤولية منوطة بالحرية والديمقراطية لا الكبت والمراقبة.
لمحاورسياسة عدة تطرق الشاعر والمسرحي هشام صديق كاستلهامه من الأساطير الشعبية السودانية في بعض أعماله المسرحية وكذلك استناده إلى مسرح بريشت وتعليمه الأكاديمي في انجلترا بمعهد التمثيل اللندني وخبرته الطويلة كأستاذ في معهد الموسيقى والمسرح السوداني الذي تخرج منه. هذا كما تطرق إلى ابريت المحكمة الذي أداه الفنان محمد الأمين .لم يظهر الشاعر والمسرحي الناقد هاشم صديق للجمهور كمبدع فقط بل كمثقف موسوعي وناقد وضع أسئلة واجابت عريضة حول الاسفاف في مفهوم الحلال والحرام وإقحام الدين اقحاما لتكبيل الابداع. ومثلما تغنى الشعب السوداني بأجمل كلماته "حروف اسمك" وحاجة فيك والملحمة وغيرها. تعم تغنى واستلهم مته سودانيو المنفى اثر زيارته وجيزة لبرلين.....
كل التقدم والازدهار أيها الشاعر الثائر والإنسان والمسرحي القدير.