. ما هكذا تورد الإبل، وما هكذا تتعاطى السياسة، وما هكذا يتم تضليل الشعب وإستغلاله، إليكم ما قاله نائب رئيس حزب الأمة (القومي)..!!
. قال أن حزبه يرهن عودة الصادق المهدي الى البلاد بالوصول لإتفاق بشأن المؤتمر التحضيري، ووقف إطلاق النار، وفتح ممرات الإغاثة، أي والله هكذا قالها الرجل، هذا ما يؤخر عودة المهدي الذي خرج من البلاد كخيار شخصي، ولو عاد اليوم الى البلاد لن يضيف شيئا جديداً سوى المزيد من الضبابية في المواقف والاتفاقات الثنائية، وخلق صراعات جانبية مع تحالف المعارضة، يعني من الآخر مجرد (خميرة عكننة)..!!
. لم يتوقف الأمر عند مقايضة عودة المهدي (المزعومة) بالإتفاق حول (الملتقى التحضيري) بل وأضاف نائب رئيس حزب الأمة القومي قائلا، في حالة عدم الإتفاق بشأن الملتقي التحضري (سيلجأون) لخيار (الإنتفاضة الشعبية).. نعم هكذا قالها وبالحرف الواحد، سيلجأون لخيار الإنتفاضة، يعني في حالة الإتفاق حول الملتقى التحضيري سيتخلى حزب الأمة عن خيار الإنتفاضة... وهنا لنا أن نسأل منذ متى كان الصادق المهدي يدعم خيار الإنتفاضة، اليس هو من أجهض إنتفاضة سبتمبر، وطفق يتحدث عن (التغيير الناعم) الذي لا نعرف له لونا ولا رائحة، والآن هاهو حزب الأمة يتاجر بالإنتفاضة الشعبية ويقايض بها كخيار في حالة عدم الإتفاق، وكأن الجماهير في إنتظار حزب الأمة ورهن إشارته.. (أصحى يا بريش).. فالجماهير لا تنتظر خياراتكم ولا تنتظر مؤتمر تحضيري أو عودة المهدي في (تهتدون) أخرى أو خروجه في (تفلحون) جديدة، لا الجماهير تتحرك بمعزل عن كل هذا الحراك، والشباب يؤدي في دوره الوطني، دون وصاية من حزب أو شخص..!!
. الإنتفاضة الشعبية هي الخيار الأول والخيار الأخير، ولا نرى أي ضوء في آخر نفق الحوارات والمفاوضات التي تتحدث عنها الساحة، والمهدي في حالة وفاق دائم مع النظام، وفي حوار مستمر مع النظام، وقبل أيام قلائل كان يجلس في القاهرة في جلسة صفاء وود وحوار وتفاهمات مع قيادات النظام من لدن (مصطفى اسماعيل وسفير النظام لدى مصر وآخرون) وتوصلوا لتفاهمات كثيرة، وأعلنوها له كثيراً، أنت حر في العودة او عدم العودة الحكومة لا تطاردك، بل وجودك في الخرطوم يدعم موقف الحكومة، نعم هكذا قيل له، ولكن على ما يبدو يريد الصادق المهدي أن يجعل من تواجده بالخارج نضال وبطولات، ولكن هيهات قد ولى زمن الخداع وزمن تزييف الواقع، وعلى حزب الأمة وقياداته أن يعرفوا بأن خيار الجماهير هو الإنتفاضة، إن أرادوا أن يلتحقوا بخيار الجماهير فمرحب، إن أرادوا خيار آخر إيضا مرحب، ولكن دون وصاية وتزييف، وإستغلال لواقع لا ناقة لحزب الأمة فيه ولا جمل..!!