تكريم الأستاذة فاطمة أحمد ابراهيم

 


 

 


awatif124z@gmail.com


مدخل : حقيقة ما أن نُشر المقال حتى تدافع الجميع نحو تنفيذ الفكرة .. ولست متأكداً ان كانت ظروفها الصحية تسمح بذلك وتسعفها ذاكرتها لاستيعابه ولكن ذلك ما أتمناه من كل قلبي مثل الملايين من عشاقها .
ولكن من جملة الأسئلة التي تقفز مباشرة الى الأذهان : متى يمكن أن يتم ذلك ياترى ؟ وأين؟ وكيف ؟.
عموما أنا ممتن حقاً لكل الذين احتفوا بما ورد في مقالي smile رمز تعبيري فاطمة أحمد ابراهيم تسلم عليكم كووولكم ) واهتموا به وكأني قد قذفت بحجر ثقيل في مياه راكدة .. فمثل أمي- صديقتي فاطمة لا يُنسى حتى لو رحل اليوم عن دنيانا .. وهي التي أسمع صوتها النضالي العالي من به صممٌ .
اثار المقال لدى عدد كبيرممن اطلعوا عليه كوامن أشجان متفاوتة وانطباعات شتى ولكنها بالمجمل مترعة بوفاءعارم ومحبة لا تحدها حدود لهذه المرأة الأسطورة ..وأمتلأت مختلف وسائل التواصل الاجتماعي بتلك الأشجان وهاتيك المحبة .. وتفاوتت ردود الأفعال بين من أشفق عليها وحزن حد البكاء ومن جزم بخلودها في حياتنا حتى لو رحلت اليوم .. ومن أرسل لي جملة من أسئلة أعجز عن الرد عليها أو أتفادى ذلك لأن بعضها يتعلق بها شخصياً لا أستطيع الاجابة عليه .. أو حقيقة أنني – أكررهنا - لا أملك حق الخوض في ذلك .. خاصة وانني أزعم أن رسالتي قد وصلت بالفعل .. وكفى !.
فان كانت مختلف المواقع الاليكترونية قد ضجت بتلك المقالة وتناقلتها في ما بينها وعبّر كل انسان فيها عن مشاعره الخاصة .. فان الواتساب والفيس بوك ومجموعة عابدين التي أنتمي اليها غلبت عليها الدعوة الجادة لتكريم هذه السيدة الفاضلة .. وما كان ملفتاً و بصورة مكررة من معظم هؤلاء وأولئك هي عبارة أبكيتنا !! .. ويقول علماء النفس والاجتماع ان الدموع تكون أكثر صدقاً حينما تنزل في حضرة من هو في قامة أم أحمد .. وأبكيتنا هي أبلغ عبارة لحجم الحب والتقدير اللذين يكنهما أبناء وبنات السودان قاطبة لهذه الأسطورة .. المرأة الهرم .
أصوات لا تحصى ولا تعد من نساء ورجال بلادي نادت بضرورة تبني فكرة تكريمها وتطالبني شخصياً بأن أكون آداة اتصال بينهم في مختلف أماكن تواجدهم – وهم في أصقاع مختلفة من هذا العالم الواسع – ولكن تلك مسألة بالطبع ينبغي أن تكون بحجم القيمة التي تمثلها أم أحمد – شفاها الله وعافاها – وهي أمانة كبرى وثقيلة لا يقدرعلى حملها فرد واحد لأنه أمر يلقي على عاتقي مسؤولية ضخمة وأكبرمني ومن أي فرد آخر الا في ظل مجموعة أو كيان أو اتحاد أو ماشابه ذلك لأن فاطمةهي استثنائية كما وصفها أغلب من علقوا على مقالتي بأوصاف تسيل عاطفةٌ ووفاءاً ومحبة .. وهي – في مجملها – أوصاف عكست المكانة الرفيعة التي تحتلها في قلوب الملايين من أبناء وبنات وطننا المنكوب على اختلاف أجياله .. وأورد هنا بعضاً من تلك الرسائل وهي غيض من فيض :
ولتكن البداية مع الفيس بوك ومن أحد أفراد أسرتها الكريمة وهي ابنة أختها السيدة ماجدة محمود محمد علي المقيمة بالمغرب والتي كانت تقيم معها خلال رحلتها الاستشفائية الأخيرة .. قالت نصاً : مقالك عن الخالة فاطمة عظيم جدًا .. نشكرك عليه .. ولك منا الود والتقدير. وأضافت في اليوم التالي قائلة : حقيقة يا أستاذ في ظروف كثيرة الواحد ما بيقدر يصرح بيها .. كذلك قوانينهم هناك ما نقدر نتحكم فيها .. ورغم الحاصل العزاء أن صحتها والرعاية التي تتلقاها هناك لن تلقاها في أي مكان آخر .
أما أستاذنا المناضل والقانوني الضيلع فاروق أبوعيسى رئيس تحالف قوى الاجماع الوطني – متعة ربي بالصحة العافية - والذي تحدثت اليه وهو يستشفي بالقاهرة فقد أثنى على المقال مشيرًا الى أن فكرة تكريمها هو في حد ذاته اعترافاً محقاً وضروياً بقيمة هذه المرأة وواجباً وطنياً قبل أن يكون حزبياً او أُسريا أو ماشابه .
الأخ الطاهر علي الريح فكتب يقول :كلنا نقف ونضرب سلام تعظيم لهذه الثائرة والمجاهدة العظيمة لأهل بلادي خاصة نساءها الفضليات . وهنا ك قارئ آخر بموقع الراكوبة يقول : أنت امرأة من طراز نادر ونفس أبية وقلب لو فُرق على الأرض لكساها رحمة . والأخت محسية تخاطب أستاذتنا فاطمة بأنها امرأة ب 100 رجل .وقارئ آخر يقول ان فاطمة هي معلمة المرأة السياسية والاحترام والصمود .. و الأخ أبوسامي يصفها بأنها الأسطورة المناضلة الجسورة .. ويضيف : يا ليتني ألاقيك قبل رحيل أحدنا من هذه الفانية .. فيما ردد الأخ أبو داؤود : والله لقد أبكيتني ياخضرعلى فاطمة الأيقونة الحية وعلى وطن فاطمة الذي قتلناه والذي أرادته وأفنت عمرها ليكون حياً .
الأخت فريدة تقول : السلام عليكم أخي الكريم لقد عبّرت عني تماماً .. ولكن في حالة الأستاذة فاطمة كشخصية عامة يصبح الخيط رفيع جداً بين الخاص والعام .. دينها على الشعب السوداني بصفة عامة والنساء بصفة خاصة والنساء السودانيات بصفة أخص لهو دين كبير وعظيم عظمة هذه المرأة التي نحتت اسمها بأحرف من نور على صفحات النضال وحقوق الانسان وحقوق المرأة .. وكان من حقها على الشعب السوداني وعلى أية امرأة سودانية أن توفر لها الرعاية الكاملة وأن تحملها على كفوف الراحة والعناية ..كان هذا واجب الدولة وان قصرت الدولة كان يجب أن يكون واجب أي امرأة سودانية ..وكان يجب أن تتناوب النساء السودانيات كلهن في رعاية هذه المناضلة الجسورة في كبرها .. ولكن .. وآه من لكن .. أين الدولة ؟ أين السودان ؟ أين الشعب السوداني ؟ بل أين المرأة السودانية ؟.. كلهم مفقودون .. سُرقوا بليل بهيم .. وا ..أسفاي !. وأحد المعلقين وسمى نفسه شاعر الرماز قال : أشهد بأن رحم الزمان لن يلد مثلها .. أقولها قولة لأجيالنا التي لا تعرف فاطمة سيدة النضال وخنساء الزمان . أما من أطلق على نفسه اسم تاريخ فقد قال : انها فاطمة أحمد ابراهيم سطرت تاريخها رغم أنف أي جائر .. واذا سألت عن حالة الطواغيت ستجد أن الدولة اهتمت بهم حتى آخر رمق لهم بين انجلترا وألمانيا وكبرى المشافي الأوروبية أما فاطمة فاني اتمنى أن ترى السلام والحب حتى تلاقي ربها .
الأخ عمار يوسف على الفيس كتب : جزاك الله خيراً أخي خضر فهذه خصال ديننا الحنيف وانسانيتنا وسودانيتنا .. انها لفتة طيبة أخالها تترك اثراً نفسياً ايجابياً .. ولو كنت أعلم زيارتك لها لكنت حمّلتك السلام لها .. فمنها تفوح رائحة الزمن الجميل وتاريخها يحكي لنا سنوات من التدبير والحكمة في ادارة الشأن السياسي والاجتماعي سائلاً المولى لها الشفاء . أما السيد أبوبدر البدري فقال : ألف تحية وتقديرلها و لك أيها الصديق الرائع والسوداني المدافع عن حق شعبه والماضي في طريق المناضلين حتى تنقشع الظلمة الى فجر ليس ببعيد .. واني عبرك أحيي هذه الثائرة الجسورة.
أما أختنا الكريمة وفاء حامد فكتبت على الفيس : ألتمس العذر قبل التحية لاقتحامي الخاص بدون سابق معرفة ..تحياتي الأستاذ الفاضل للمقال بخصوص الأستاذة العظيمة فاطمة أحمد ابراهيم .. أنت قمت بسرد كل الواقع حول هذه السيدة ..وبرأيي قبل اقتراح التكريم لابد من تكوين لجنة سريعة لمساعدتها في العودة للسودان وتكملة ما تبقى من عمرها وسط أهلها وناسها .. وهي تحتاج للسودان معنوياً .. وبما أنك صحفي عليك أنت وقلمك بالتركيز على هذا الاتجاه لأن هذه الأستاذة تهمنا جميعاً ولك التحية . وزملينا الصحفي بالشرق القطرية حسن البشاري كتب على الفيس قائلا : ياسلام ياخضر .. فاطمة تستحق كل أبناء الشعب السوداني أن يقبّلوا قدميها وأن يضعونها في المكان والمقام الرفيع الذي يليق بها .. وانه لأمر مؤسف أن تعاني من مثل هذه الوحدة في بلاد غريبة وتحت رعاية غرباء .
الأخ ابراهيم البحاري عضو مجموعة عابدين كتب يقول : نسأل الله دوام الصحة والعافية للرمز والهرم والقامة الأستاذة فاطمة .. فلماذا لا نفكر في تكريمها ؟ دعونا نبادر بتكريمها في حياتها وأرجو من بروف عابدين تبني الفكرة وشكراً . وهناك صديقنا السناري المناضل الشاب خضرعثمان الخضر كتب يقول : لقد أوفيت نظماً وكفيت كلمة وللأستاذة فاطمة رائدة النضال لنساء بلادي ألف تحية وسلام . والسيد جابر حسين وعلى الفيس أيضا علّق : ياسلام ياخضر ياخ , كم أنت رائع , نقي القلب وذكى الفؤاد , استدررت الدموع من عيني وأنا اقرأ حالتها لكأنني كنت معك والأخ راشد , لكما التحيات الزاهيات وأنتم تنوبون عن عجزنا وخيباتنا في حق فاطمة العظيمة , هذه حقا من فضائل شعبنا وهي التي جعلتكما في هذه المؤازرة وهذا الوفاء النادر , ثم قلبك النبيل ووعيك بدورها في تاريخنا كله هما من جعلاك تكتب هذا المقال الجميل عن حالة واحدة من أعظم نساء بلادنا وأجملهن وأكثرهن وعياً ونضالاً وثباتاً ومساراً مضنياً في حياتنا وتاريخنا .. شكراً من القلب لك ياخضر وتقبل مني باقتيْ ورد اليك والى راشد , وكل المحبة للرائدة فاطمة مع أمنياتي لها بالعافية والعمر المديد ..بوركتم ياخضر وكونوا دائماً بخير في حب الوطن .
ومن رسائل الفيس التي استوقفتني ما كتبته الأخت سامية الحسن : شكرا لك أستاذ خضر على هذا المقال ولكن أمنا فاطمة لو رجعت السودان نحن عضوية الاتحاد النسائي قادرين على رعايتها لآخر رمق في حياتها وفي تقديري ولمعرفتي اللصيقة بفاطمة هي محل تقدير واحترام كل الشعب السوداني ومن أعدائها قبل أصدقائها ومن أسرة زوجها الراحل الشفيع قبل غيرها . أما سيف عثمان فقد وصفها بأنها فاطمة السمحة رائدة النضال النسوي السوداني .. فيما قال الأخ هشام شيخ الدين جبريل : مقال رائع عن قامة بحجم الوطن .. والله اني أحبها لدرجة القداسة هي وشقيقها المرحوم صلاح .. لله درهما .. ولله درك يا أستاذ خضر وهنيئاً لك بهذه الزيارة المباركة.. فقد أسعدتني غاية السعادة بهذه المقال الضافي .
ولا يفوتني أيضاً أن أتوجه بالشكر الجزيل لصديقنا عمر الفاروق عبد الله الشيخ الذي تكرم بانزال المقال بموقع سودانيزاونلاين ..وبذلك فتح نافذة اضافية لرواد وأعضاء ذلك الموقع للوقوف على أمر أُم الكل وصاحبة أكبر فضل على كافة نساء وطني المختطف منذ سنين ولا يزال !!.
وهناك غيرها عشرات الرسائل وصلتني سواء عبر الواتساب أوالفيس بوك أوالايميل ولكني أكتفي بهذه الأمثلة هنا .. الا أنه يبقى لزاماً عليّ أن أختتم مهرجان تلك الرسائل بما جاءني من رجلين أكن لكل منهما احتراماً خاصاً ووداً كبيراً وهما : أستاذ الأجيال والصحفي من الزمن الجميل يحيي العوض والذي خصني برسالة مطولة أقتطع هنا جزءاً منها : الأخ العزيز خضر.. التحايا والتقدير والاشادة بجهودكم المتميزة .. مصادفة سارة تحقيقكم عن العزيزة فاطمة أحمد ابراهيم ... فعندما أصدرت صحيفة الفجر من لندن كانت الأستاذة فاطمة ضمن كُتابها المنتظمين . فكتاباتها دائما ما تشمل مفاصل هامة في حياتها وفي تاريخ السودان .
أما الرجل الآخر والذي هاتفني من الامارات فهو السيد اسماعيل الفحيل والذي أصرعلى ضرورة التفكير بجدية في تكريم هذه الأيقونة فاطمة أحمد ابراهيم مكرراً القول بأنه على استعداد تام للمساهمة بكل ما يُطلب منه من أجل تكريم السيدة فاطمة مشيرًا الى ضرورة الخروج من ما هو متبع عندنا كسودانيين دائمًا وهو تكريم الشوامخ في بلادنا بعد الموت .. فلنكرمها وهي على قيد الحياة .. هكذا يقول .
ختاما : أنها دعوة صادقة من أناس عشقوها وعرفوا قيمتها في حياتنا .. اذن فالقضية هنا بين أيدي من يهمه الأمر .. وما أكثرهم حينما يكون الموضوع هو فاطمة أحمد ابراهيم .
فلنتداعى جميعاً لتكريم يليق بهذه المرأة التي حفرت سيرتها بأظفارها في صخور حياتنا وجعلت للنضال معنىً وطعماً ورائحة .. اللهمّ قد بلغت فأشهد .

 

آراء