رسالة إلى الشاعر الكبير عبد الإله زمراوي .. يكتبها: بدرالدين حسن علي

 


 

 

badrali861@gmail.com

    وكما تقول انك لست بشاعر فأنا لست بناقد ، لكني أتذوق شعرك ، أطالعه وأقرأه معظم الأوقات ، قصيدتك القصيرة " مولاي يا مليك كل من ملك "  المنشورة بسودانايل  تداعت في إثرها قصائد كثيرة مثل " خطاب الدكتاتور الأخير " للشاعر محمود درويش ، تداعت قصائد محجوب شريف وحميد وأزهري محمد علي وحتى قصيدة أبو القاسم الشابي " إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر ....
    تداعت يا أخي للذاكرة المنهكة قصائد الجواهري وأحمد شوقي وحافظ ابراهيم وأمل دنقل وأحمد مطر ومظفر النواب ورسومات ناجي العلي .....
    حاصرتني قصائد علي عبدالقيوم وقصيدته التي يقول فيها :
    نحن رفاق الشهداء الفقراء
    نحن الكادحون الطيبون والمناضلون
    حاصرتني أشعار أمل دنقل ونجيب سرور : أرني المسرح في أي بلد أقل لك نوع النظام الذي يحكمه
    ضيقت الخناق علي رصاصات أحمد مطر ومظفر النواب
    وتلك الأمسية الرائعة عندما جاء نزار قباني إلى الخرطوم وكنت ا نتسلق الأشجار لأستمع إلى درره وليس في جيبي ولا مليم واحد
    مواطنون دونما وطن
    مطاردون كالعصافير على خرائط الزمن
    مسافرون دون أوراق
    موتى دونما كفن
    نحن بقايا  العصر
    كل حاكم يبيعنا ويقبض الثمن
    وتداعت مسرحية " موتى بلا قبور " للكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن ، وقبل أيام غادرنا حمدنالله عبدالقادر حزينا معدما
    قصيدتك ذكرتني بقصيدة صديقي الشاعر السوري محمد الماغوط :
    أعطوني بطاقة سفر إلى السماء فأنا موفد من قبل بلادي الحزينة
    بإسم أراملها وشيوخها وأطفالها
    كي تعطوني بطاقة مجانية إلى السماء
    ففي راحتي بدل النقود .....دموع
    لن ندعك تسافر لوحدك يا زمراوي
    لا يهمنا إسرائك ولا معراجك
    سنجرك بالحبال اللؤلؤيات لكي نستمع لأشعارك
    لن ندعك تتركنا لوحدنا في أتون المعركة
    " الرحلة طويلة ولازم نمشيها "
    ولسه في أمل
    الشاعر ضمير العالم
    ومن أجل أمثالك يحلو الوجع ويحلو الألم !!!!!
    badrali861@gmail.com

 

آراء