السودان : الفترة الانتقالية و السراب البلقع !

 


 

 

من المعلوم ان الشيخ الترابى كان حليفا  للعقيد ( وقتها ) عمر البشير فى تخطيط وتنفيذ إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989 الذى اطاح حكومة الوحدة الوطنية التى شكلت  من كل  القوى السياسية خصيصا لتنفيذ الاتفاق مع الحركة الشعبية بقيادة العقيد جون قرنق . يومها استبق العقيد عمر البشير بيان حكومة الوحدة الوطنية التى كانت ستعلن فيه تفاصيل الاتفاق مع الحركة المتمردة على قيام مؤتمر دستورى فى الثامن عشر من سبتمبر، استبقه باذاعة بيانه الانقلابى رقم واحد بساعات قليلة  و عطل عملية السلام التى كانت جارية على قدم وساق . وادخل البلاد فى اتون حرب اهلية كانت نتيجتها النهائية ضياع الجنوب الى الابد .  وحربان دائرتان حتى اليوم فىاقليم جنوب النيل الازرق. و اقليم جنوب كردفان . ومصير مجهول فى اقليم دارفور.ومن المعلوم ايضا ان الرجلين كانا قد تصادما و تشاكسا و تفاصلا فى عام 1990وصار بينهما ماصنع الحداد .  وانتهى الأمر بزج الشيخ  الترابى فى السجن. وبحل حزبه ومطاردة عضويته  وتشريدها . وبعد خروحه من السجن اصبح الشيخ الترابى معارضا شرسا لنظام  الرئيس البشير.و مارس الشيخ المسن اكبر قدرمن الفجور فى الخصومة مع الرئيس البشير ونظامه . ولكن الزمن دار دورته وهاهو الشارع السياسى السودانى يرى الشيخ الترابى حليفا متحمسا للنظام . بل صار مسيحيا اكثر من  المسيح فى تودده للنظام والدفاع عنه . حتى اذا اصبح الصبح وقف الشارع السودانى المندهش على حقيقة مخططات و تكتيات الشيخ الترابى التى يغزيها غبن مكين  من غريم قديم زج به  فى السجن واهدر كرامته : هاهو حزب الشيخ يقدم مقترحا لمؤتمر الحوار بالتفكيك الناعم لنظام الرئيس البشير وارسال الرئيس البشير فى اجازة  قسرية ؟ تعالوا الى تلخيص مقترح الفترة الانتقالية الذى قدمه حزب الشيخ الترابى لمؤتمر الحوار :

- تدير البلاد منظومة انتقالية قومية تكون مؤسساتها بالتراضى .

-  يرأس  الدولة  اما فرد  مستقل. أو مجلس رئاسى يشغل فيه منصب الرئيس بالتناوب. أو الاحتفاظ بالرئيس البشير رئيسا صوريا رمزيا بلا سلطات تنفيذية بعد تحويل كل سلطاته الى مجلس وزراء جديد. هذا فضلا عن حل البرلمان الحالى  وتعيين برلمان مصغر من شخصيات قومية وحزبية ومناطقية . ومجلس وزراء لا تزيد عضويته عن عشرين وزيرا ( عدد الوزراء الاتحاديون والولائيون الحاليون يصل الى المائة وزيرا ومن هم فى درجة الوزير. قطعا هذه احلام وردية فى عز الظهيرة يحلم بها الواهمون على قول شقيق الرئيس البشير. او قل  هى سراب بلقع  ينخدع به كل غشيم . وما اكثر هؤلاء!    

alihamadibrahim@gmail.com

 

آراء