من فش غبينته … خرب مدينته .. بقلم بروفيسور/ محمد زين العابدين عثمان
قضايا ليست كذلك
لقد جاء فى العدد 1558 الصادر يوم الأثنين الموافق 26 أكتوبر 2015م بهذه الصحيفة الغراء مقالاً لكاتبه الأخ زين العابدين أبن الزعيم الأتحادى من الرعيل الأول العم المرحوم صالح عبد الرحمن بعنوان الشريف والعسكر وغياب المشروع فى اشارة لمبادرة الشريف زين العابدين الهندى الأمين العام للحزب الأتحادى الديمقراطى والتى أطلقها عام 1996م وأسماها مبادرة الحوار الشعبى الشامل والتى دخل ورجع للسودان بها مشاركاً نظام الأنقاذ العسكرى الشمولى ولو أردنا أن نتحدث أو نكتب عن هذه المبادرة لما أكفتنا مجلدات عددا ولكن ما طرحه الأخ زين العابدين حول هذا الأمر والذى فيه كثيراً من الحقائق المغلوطة مع أنه حاول أن يخبر القارئ أنه شاهداً على هذا الأمر فى حين أن كل ما سمعه هو عن الشريف فى جلسات أنس حين تواجدهما سوياً بالقاهرة وأتضح أنه لا يعرف الشريف زين العابدين الهندى معرفة جيدة ولصيقة. ومبادرته هذه لم يحاول ولم يستطع أن يحاور الأتحاديين عليها قبل نظام الأنقاذ ويقنعهم هم أولاً بجديتها وأقلها للذين كانوا حوله والذين أنقسموا معه عن الحزب الأتحادى الديمقراطى وأسموا تيارهم تيار الأمانة العامة تمييزاً لأنفسهم فى مؤتمر الأسكندرية الثانى عام 1992 م عن تيار المقطم الذى يقوده السيد محمد عثمان الميرغنى رئس المكتب السياسي. وللأسف رغم أن الأخ زين العابدين صالح قد قال أن كل ما كتبه هو ما عايشه بنفسه ولكن نقول له أنك لم تعايش مجريات ما قبل لقاء الشريف زين العابدين الهندى بالرئيس عمر البشير ولم تكن جزءاً من تيار الأمانة العامة وقياداتها وكوادرها حتى تكون ملماً بما كان يجرى داخل أروقة الحزب وكل ما سمعته عنها هو جلسات ونسة لك مع العم المرحوم الشريف زين العابدين الهندى وهو المعروف عنه لا يعطى آخره لأى شخص مهما علا شأنه وهو دائماً فى شك حول كل من يلتقى أو يعمل معه.
ونقول للأخ زين العابدين صالح أن لقاء الشريف زين العابدين الهندى بالرئيس عمر البشير لم يرتب له أحمد عبد الحليم ولا يعرف عن الغرض منه أطلاقاً وعرف به قبل يوم من حضور الرئيس للقاهرة لأجتماع مع القيادة المصرية بحكم أنه السفير وقتذاك . وأن ما بين الشريف زين العابدين الهندى ونظام الأنقاذ مراسلات متواصلة بدأت منذ عام 1990م بخطابات من الشريف الى مهدى أبراهيم ممثلاً لنظام الأنقاذ فى التواصل مع الشريف زين العابدين الهندى وكان حلقة الوصل فى ذلك هو العم المرحوم التجانى محمد أبراهيم وهو الذى أقترح الجمع بين الأنقاذ والشريف. وقد كان العم المرحوم التجانى محمد أبراهيم هو المشرف على هذا الأمر تواصلاً وتمويلاً من ماله الخاص وكانت أموالاً مهولة يسأل عنها وفد المقدمة وعرابها وهى بكمبيالات رأيتها بأم عينى لم تسدد للعم التجانى لا من الأنقاذ ولا من الذين استوزروا نتاجاً لهذا المجهود. والحمد لله أنى أمتلك صور من خطابات المراسلات بين الشريف والأنقاذ وأمتلك صور كمبيالات الأموال التى صرفت على مبادرة الشريف ولم تسدد حتى الآن وكثير منها على أفراد ووزراء بأسم الحزب. وهذا الجهد فى المبادرة هو الذى منح به العم المرحوم التجانى محمد أبراهيم نوط الجدارة من رئاسة الجمهورية وكل من تبنى المبادرة وأحتواها لم يكن له أى دور فيها من قبل وقاموا بتجييرها لمصالحهم الشخصية كما أتضح لاحقاً ومات العم التجانى محمد ابراهيم بحسرة لأن من خدمهم تنكروا له سواءً حكومة الأنقاذ أو الشريف ومن معه بعد أن أعتقدوا أنه قد استنفذ أغراضه ومن قبل كانوا يحومون حوله كالنحل بحثاً عن الرحيق.
لا أريد أن أفتى في ما أذا كان للشريف زين العابدين الهندى معرفة سابقة بالسيد عمر حسن أحمد البشير قبل الأنقلاب أم لا، ولكن المؤكد أنه تصادف وجود العم المرحوم الشريف زين العابدين الهندى فى أستراحة العم المرحوم أحمد عبد القيوم وليس على عبد القيوم كما جاء فى المقال مع وجود الضابط عمر حسن أحمد البشير وهو قادماً من جوبا فى نفس الليلة ونفس الأستراحة وهى أستراحة صغيرة لابد للنازلين بها أن يجلسوا مع بعض. هذا غير ما سمعته من العم أحمد عبد القيوم شخصياً باذنى أنه تصادف تواجدهم فى ذلك اليوم بالأستراحة ولا يعلم أن كانوا على سابق موعد أو غيره وتفاجأ بحضور الشريف له بكوستى دونما سابق أنذار وهذا ما شهد به فى المحاكمة التى كانت بين الشريف والأستاذ على محمود حسنين والتى رفض فيها البشير أن يحضر ويدلى بشهادته على اليمين وحكم المحكمة وقتها معروف فى صالح الأستاذ على محمود حسنين. والذى جعل الناس يؤكدون الشك باليقين فى معرفة الشريف زين العابدين الهندى بمعرفة الأنقلاب وتوقيته هو خروج وسفر الشريف المفاجئ الى القاهرة مساء يوم الخميس 29 يونيو 1989م والأنقلاب صبيحة الجمعة 30 يونيو 1989م. هذا غير نعى الشريف زين العابدين الهندى للديمقراطية الثالثة والتى قال فيها أذا شالها كلب ما بنقول ليه جر وهو أمين عام الحزب الأتحادى الديمقراطى الشريك فى الحكومة الأئتلافية مما ربما جعل قادة الأنقلاب اللجوء اليه أو الألتقاء به. برغم أن الأنقلاب كان مكشوفاً وكل القيادات الحكومية على علم به ولكنهم أستبعدوا قيامه ولكن لا يعرفون له توقيت ولكن خروج الشريف قبل يوم من الأنقلاب يعنى معرفته بالتوقيت ولم يعمل على كشفه أو أفشاله.
لقد أتضح لنا ولى جلياً عبر مسار طويل مع العم المرحوم الشريف زين العابدين الهندى أنه لا يثق فى الأتحاديين ولا يؤمن بهم ولا بحزبهم على الأطلاق وهذا نابع من بعض المرارات والتجارب التى مر بها معهم ابتداءً من منعه وعدم ترشيحه لدائرة برى لأول برلمان ورشح بدلاً عنه السيد أبراهيم جبريل بامر من السيد اسماعيل الأزهرى ولهذا عبر مساره من بعد أنتفاضة رجب/أبريل عمل على تكسير الأتحاديين والصراع معهم بطريقته الناعمة باللدغ من حيث لا يعرف من اللادغ. هذا قد كان أكثر وضوحاً بعد الأنتفاضة عندما حاول البعض تقديمه لقيادة الحزب الأتحادى الديمقراطى أعتماداً على أرث الأسرة وعلى نضال شقيقه الشهيد الشريف حسين الهندى وهو فى المبتدأ قد كان له خلاف وصراع مع كل الذين عملوا مع أخيه الشريف حسين الهندى أبان الفترة المايوية، ولذلك عندما تم ترشيحه كأمين عام فى أول أجتماع للمكتب السياسي التأسيسى الخمسينى (25 من الأتحاديين + 25 من الختمية) أعترض على ترشيحه كل من الحاج مضوى محمد أحمد وأحمد زين العابدين المحامى وعلى محمود حسنين ومحمود زروق فضمرها الشريف زين العابدين لهم ولم يبدها لهم وقام بالأنحياز ومن معه من الأتحاديين للسيد محمد عثمان الميرغنى وجماعته ونصب السيد محمد عثمان الميرغنى رئيساً للمكتب السياسي وهذا هو الخطأ التاريخى الذى أرتكبه بتولية شيخ الطريقة والطائفة قمة الجهاز السياسي بالحزب الأتحادى الديمقراطى وهى التولية والركوب الذى لم ينزل منه السيد محمد عثمان الميرغنى منذ 1985م وحتى الآن بمرور ثلاثون عاماً منذ ذلك الزمان وحتى الآن وهذه من الأخطاء الكبري التى تحسب على الشريف زين العابدين الهندى من قبل الأتحاديين. ايضاً وقف السيد محمد عثمان الميرغنى وجماعته لترشيح الشريف زين العابدين الهندى أميناً عاماً نكاية فى كل الذين كانوا رفقاء الشريف حسين الهندى وأياديه مما أدى لأول أنقسام فى الحزب بخروج أحمد زين العابدين المحامى والحاج مضوى محمد أحمد وتكوين القيادة السياسية للحزب الأتحادى الديمقراطى وخروج الأستاذ على محمود حسنين وطيفور الشايب ومحمود زروق وتكوين الحزب الوطنى الأتحادى الذى خاض الأنتخابات البرلمانية عام 1986م ولكنه لم يحرز مقعداً واحداً.
ومن بعد ذلك تعامل الشريف زين العابدين الهندى أنطلاقاً من هذه المرارات والأحقاد وأزدادت هذه المرارات عندما وقف السيد محمد عثمان الميرغنى بجانب السيد الصادق المهدى عندما كان الشريف نائباً لرئيس مجلس الوزراء ووزيراً للخارجية أبان قضية وزير تجارته الدكتور محمد يوسف ابو حريرة المشهورة وكانت هذه طعنة نجلاء للشريف زين العابدين الهندى من قل السيدين أدت لتقديمه أستقالته واستقالة أبو حريرة ولذلك أضمر لهم حقداً دفيناً عليهم وصار يتعامل معهم من هذا المنطلق وهذا هو الذى جعله ينعى الديمقراطية ويقول لو شالها كلب ما بنقول ليه جر. وهذا أيضاً ربما يكون كان عاملاً كبيراً للشريف لينحاز الى عسكر الأنقاذ وقد قال لى وسمعت منه بأم أذنى أن هؤلاء السيدين لن يقربوا الحكم فى السودان مرة أخرى ما دمت حياً وفى عينى ماءاً ، وفعلاً لم يصل أى منهم الأنقاذ أو الحكم ألا بعد موته كما هو حاصل الآن للسيد محمد عثمان الميرغنى وأبناءه.
والحقيقة ليس كما يقول الأخ زين العابدين صالح أو الشريف زين العابدين الهندى أنه قد شارك فى السلطة استغلالاً للمفاصلة بين الأسلاميين لأن الشريف كان سيشارك فى السلطة سواءاً تمت المفاصلة أو لم تتم بدليل أن المبادرة ولقاءه مع البشير كان عام 1996م ودخل الشريف السودان والمفاصلة كانت عام 1999م، بل أن الشريف طالب بأندماج حزبه مع المؤتمر الوطنى ولكن الأتحاديون قاوموه وحتى بعد هذه المقاومة فقد أرتضى ووافق أن يرشح ويعين نائباً لرئيس المؤتمر الوطنى الحزب الحاكم فى مؤتمره العام وهو فى نفس الوقت أمين عام الحزب الأتحادى الديمقراطى المتوالى المنتخب، وسئل كيف ذلك؟ ولم يستطع الأجابة غير أنه قال قد تفاجأ بذلك. وأؤكد أن الشريف زين العابدين الهندى كان معجباً أعجاباً منقطع النظير بالرئيس البشير وكذلك بالأخوان المسلمين والأنصار ويعتقد أنهم وحدهم الرجال والذين حملوا السلاح مع أخيه فى حين أن الأتحاديين كانوا معارضى منابر وفنادق وحتى الذين تم تدريبهم عسكرياً من الأتحاديين لم يدخل أتحادياً واحداً فى عام 1976م ما عرفت بغزو المرتزقة من ليبيا. ولقد حاورت العم الشريف زين العابدين فى ذلك كثيراً مع كل حججى التى طرحتها عليه بألا يثق فى أى عسكرى ولكنه دائماً يرد على بأنه يرى فى البشير وفى عيون البشير الرجولة وود البلد ولا يصلح لحكم السودان غيره وهذه وجهة نظره وربما تكون له حيثياته التى لم يوضححها وأختلفت معه فى ذلك.
كان يمكن أن يكون لمبادرة الشريف مشروع سياسي متكامل تلتف حوله كل القوى الحية لو كان له مثقال ذرة من ثقة فى قيادات وكوادر وجماهير حزبه وكان الأفضل له أن يحاور الأتحاديين أولاً والوصول معهم لهذا المشروع قبل طرحه على القوى السياسية السودانية وجماهير الشعب السودانى وبعد بلورته الجلوس به مع الأنقاذ وحزبها الحاكم للوصول الى خارطة الطريق التى تنقذ الوطن وتستعيد التحول الديمقراطى الكامل. وأكبر دليل على أنه ما كان يريد أشراك القيادات والكوادر الأتحادية والتى ربما بعضها له رأى سلبي فى الشريف شخصياً وهذا كان واضحاً مما أدلى به المرحومان محمد الحسن عبد الله يس ومحمد توفيق لكاتب المقال فى القاهرة عند طرح المبادرة. ودليلى على ذلك ونحن معه فى الأمانة العامة للحزب الأتحادى الديمقراطى بمعزل عن حزب السيد فى المقطم، بعد أن قابل البشير فى القاهرة وأطلق مبادرته لم يكلف نفسه لأطلاعنا على ما ينوى عليه ولم يستشيرنا بل لم يستشير مساعديه الذين كلفوا بعد مؤتمر الأسكندرية الثانى 1992م. ولحسم أمر هذه المبادرة حسماً حزبياً وتنظيمياً بواسطة أجهزة الحزب سافرت أنا لليمن وقمت بالأتصال بالأريانى نائب رئيس مجلس الوزراء اليمنى ووزير الخارجية مستغلاً صداقته بالشريف وكان معينى ومن قدمنى للأريانى المرحوم الدكتور محمد حسين الشرفى ومعى أعضاء لجنة الحزب بصنعاء المرحوم حسن خولانى ومصطفى ناصر وطلبت منه أستضافة مؤتمر للأتحاديين بصنعاء لتفعيل المبادرة التى أطلقها الشريف زين العابدين الهندى للتحاور مع حزب البشير فوافق وقال أن الحزب المؤتلف معه سيوافق لأنهم أسلاميين مع نظام الخرطوم. وافق على أن يستضيف 400 قيادى وكادر من الحزب 250 من الداخل و150 من كوادرنا فى الخارج ومتكفلاً بالترحيل من والى والسكن والأقامة والضيافة طيلة الثلاثة أيام التى نقضيها فى صنعاء تداولاً فى مؤتمرنا وأخذت منه ما يفيد ذلك وأعطانى رقم تلفونه المباشر ليتم الأتصال به عليه وليكلمه الشريف عليه. وعندما رجعت الى لندن أرسلت للعم المرحوم الشريف زين العابدين الهندى تذكرة الطائرة ذهاباً واياباً من والى القاهرة. وبعد وصوله عقدنا أجتماعاً فى منزلى ما زال محضره موجوداً بطرف الأخ عبد العظيم موسى وكان أجتماعاً موسعاً فى منزلى بقلب لندن والذى أحتد فيه النقاش وقمت بتوصيل الشريف خلال الأجتماع بالأريانى بصنعاء والذى أكد له فيه ألتزامه باستضافة المؤتمر. ووافق الجميع على التحضير لهذا المؤتمر. وذهبت صبيحة اليوم التالى للشريف فى الشقة التى نزل فيها وتحاورت معه بخصوص أختيار المناديب لهذا المؤتمر من الداخل والخارج وأشار على وقال لى لقد كلفتك أنت وصديقك صديق الهندى بأن تحضروا هذه القائمة وتعرضوها على لأقوم بالأضافة أو الحذف بما يراه مناسباً. بعد يومين حاولت الأتصال بالأخ صديق الهندى ولكن لم تكن هنالك أستجابة من تلفونه وذهبت للشريف زين العابدين الهندى ولم أجده بالشقة وأذا بى مساءاً أسمع أن هنالك ميثاق قد تم التوقيع عليه مع المرحوم محمد أبوالقاسم حاج حمد وأن الشريف وكان معه كل من صديق الهندى ومضوى الترابى وأنهم سيرجعون للخرطوم ، فأصبت بالذهول ووصلت لقناعة أن الحزب الأتحادى الديمقراطى فى كلا الجناحين وقتها يقاد بالزعامات والأرث وليس بالمؤسسات الحزبية والديمقراطية أذ كانت لنا مؤسسة مكتملة الأركان ومنتخبة فى مؤتمر الأسكندرية الثانى 1992م ولم تستشر أو تجتمع لتقرر حول هذا الأمر أطلاقاً مما حدا بالشقيق السمانى الوسيلة رئيس لجنة لندن بان يرسل فاكساً للشريف زين العابدين الهندى فى القاهرة واصفاً له بالديكتاتور وصنيعه هذا من دون شورى قمة الديكتاتورية. وفى نهاية الأمر صار من عراب المبادرة وسلك فيها سلك السالكين والتى تحولت الى مناصب لم تغن الوطن شيئاً.
مع كل الأخفاقات فأن مبادرة الحوار الشعبى الشامل والذى تبحث نه الأنقاذ بعد مرور كل تلك السنوات الطوال فقد أنتجت برنامج العمل الوطنى المرحلى والذى وافقت عليه الأنقاذ وحزبها وتبناه السيد الرئيس عمر البشير ليكون برنامجه فى أنتخابات ولايته الجديد ودخل به الأنتخابات وفاز به ولكنه لم ينفذ فيه بنداً واحداً. وقد تحديت الأنقاذ والأخوان الذين شاركوا فى الحكومة من الحزب الأتحادى الديمقراطى المتوالى أن يبرزوا لى بنداً واحداً قد تم تطبيقهوحتى الآن. وأتمنى ألا يحمل الأخ زين العابدين صالح على الشقيقة أشراقة سيد محمود بذلك فقد تعودنا من الشريف أن يعلن خلاف ما يبطن فى أمور كثيرة وقد كانت أقرب الناس اليه وربما يكون قد سر لها أنه مع حكم العسكر. ومع ذلك رجاءنا فى الأتحاديين أن تتوحد كلمتهم على قلب واحد وأن ينقذوا وطنهم مما هو فيه فهم صمام أمان هذا الوطن والأنقاذ سايرة فى تجزئته غداً دارفور والمنطقتين ومن بعدهما كردفان والشرق لاحقاً فهم ما زالوا فى خطتهم أن يحكموا السودان الذى حدده عبد الرحيم حمدى بمثلثه حلفا – سنار - كوستى فهل أنتم راضون أن يكون هذا مستقبل وطنكم؟ أتمنى ألا يوهمنا أخواننا فى الحزب الأتحادى الديمقراطى المشارك بقيادة جلال الدقير أنهم مستمرون فى المشاركة لدواعى وطنية وهم يرون وطننا يتمزق وحال أهله يغنى عن سؤاله؟ كفوا خيانة لهذا الحزب ويكفيكم ما وصلكم من ثراء على عرق شعبكم وشقائه. أما المشاركون الجدد من الحزب الأتحادى الديمقراطى الأصل صاحب شعارات الأقتلاع من الجذور وسلم تسلم فقد خاب فألكم لأنكم تسيرون ضد رغبات جماهير حزبكم والتى عبروا عنها كثيراً فى مقاطعة الأنتخابات ومشاركتكم للأنقاذ فى سوءاتها. أما آن لكم الأوان بأن تفيقوا وتطردوا من بينكم غواصات الأسلاميين فأنكم تعرفونهم وترونهم رأى العين.
mohamed.z.osman1950@gmail.com