سبعون عاما على الهولوكوست سبعون عاما من الكراهية .. بقلم : بدرالدين حسن علي
badrali861@gmail.com
خبر صغير طالعته في موقع البي بي سي عربي يقول أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إفتتحت في برلين أكبر معرض خارج إسرائيل للأعمال الفنية التي رسمها سجناء يهود لدى النازيين ، وأن المعرض يضم أعمال خمسين فنانا لم يكتب لنصفهم تقريبا النجاة من محرقة الهولوكوست .
وكانت ميركل قد أكدت قبل إفتتاح المعرض على أهمية تعليم المهاجرين الذين وصلوا ألمانيا حديثا شيئا عن الهولوكوست ، خاصة أولئك القادمين من بلدان تشيع فيها كراهية اليهود .
تذكرت بهذه المناسبة الكثير من الأعمال البشعة التي مارستها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ، ووجدت الدعم من أمريكا وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الغربية ، ومن بينها كمثال صبرا وشاتيلا وغزو لبنان .
وبالطبع أغلبنا يعلم أنه تمر هذه الأيام
نيا
الذكرى 71للهولوكوست ، أو ما يسمى في المصادر الإسرائيلية "المحرقة" ، و التي تحاول الحكومة الإسرائيلية استغلالها بكافة الطرق لتحقيق مصالحها ، سبعون عاما من الكراهية العربية للشعب الفلسطيني الذي يكافح ويقاتل إسرائيل وأمريكا وبريطانيا والكثير من دول الغرب وفي جميع الأراضي الراضي الفلسطينية ، والأموال والطعام والتراث والثقافة والفنون العربية تذهب لأعداء فلسطين .
إنه لمن المخزي والعار أن تكون ألمانيا ميركل أكثر الدول التي استفادت إسرائيل منها واستنزفتها تحت بند "تعويضات" المحرقة.
نشر الموقع الإلكتروني " دوت
مصر " تقريرا خطيرا عن تعو يضات عسكرية ومالية قدمتها ألمانيا لإسرائيل وعلاقات سياسية غير مسبوقة ، تقول للدعم الأمريكي طظ ، تماما مثلما يقول الأتراك زمان للملح العربي طظ !!
ونشر التلفزيون الإسرائيلي تقريرا نقلا عن دوت مصر ، بمناسبة ذكرى الهولوكوست ، تحدث فيه عن طبيعة الاستفادات التي تحصل عليها إسرائيل من ألمانيا في المجال العسكري والسياسي، والتعويضات المالية.
وبحسب التقريرتحصل إسرائيل على مبالغ كبيرة من ألمانيا تساهم في دفع الاقتصاد وخدمة الجيش في التسليح.
ونشرت صحيفة "هاآرتس" في 27/2/2014 وثائق تشير إلى أنه كانت هناك تنسيقات أمنية بين إسرائيل وألمانيا تعود إلى عام 1957، أسفرت عن إمداد الجانب الألماني لإسرائيل بحوالي 200 دبابة ومدفع متحرك، إضافة إلى 6 سفن صاروخية وغواصات، هذا إضافة لإمداد إسرائيل بغواصات الدولفين التي يمكنها حمل أسلحة نووية، كرد فعل على حرب الخليج الأولى، رغم قرار ألمانيا بعدم تصدير الأسلحة إلى الأماكن "غير المستقرة".
أوضحت الصحيفة ذاتها أنه في 2008 اعترفت ألمانيا الموحدة بذنبها في إبادة اليهود، وحق الناجين منهم في الحصول على التعويضات المناسبة، سواء كانوا داخل إسرائيل أو خارجها.
قبل حرب 1967 حاولت إسرائيل توثيق علاقاتها بالدول الغربية وأمريكا، وفي هذا الاطار بدأت العلاقات الفعلية بين الجانبين الإسرائيلي والألماني في مايو 1965، بشكل مبدأي.
يقول الكاتب المسرحي السوري سعدالله ونوس في مسرحيته حفل سمر لأجل خمسة حزيران :
نعم انا كذلك .. واحد من هولاء الذين يقروؤن كتبا نظرية عن الثورات والشعوب.
واحد من الذين لم يكونوا في قرية امامية . واحد من الذين يجترون الاحلام الوردية .
واني مثلهم . انظر كيف اري الاشياء . اني هروبهم . انك هروبهم . اننا هروبهم ، اننا الهرب ذاته .. انني مسئول . انك مسئول .. كلنا مسئوولون. ما من احد يستطيع ان يجد هذه المرة مخبا من المسئولية.
تعود بي الذاكرة إلى عام 1970 ، عندما قدم المسرح القومي بأم درمان مسرحية حفل سمر لأجل خمسة حزيران ، لكاتبها سعدالله ونوس وإخراج علي عبدالقيوم .
ونوس كاتب مسرحي سوري ، تتناول مسرحياته موضوعات هامة تتعلق بالأوضاع العربية خاصة بعد هزيمة 1967 وما تركته من أسى وحزن في أعماقه جعلته يتوقف عن الكتابة لنحو عقد من الزمان ، مسرحيات مثل الملك هو الملك ، مغامرة رأس المملوك جابر وغيرها وعندما عاد ثانية ساهم في إنشاء المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق وعمل مدرسا فيه ، كما أصدر مجلة حياة المسرح وعمل رئيسا لتحريرها ، وللحقيقة توفى سعدالله ونوس في مايو 1997 بعد صراع طويل مع مرض السرطان .
أما علي عبدالقيوم فهو شاعر سوداني معروف ومخرج مسرحي سينمائي ، إلى جانب مواهب أخرى خاصة في الترجمة من اللغة الإنكليزية إلى العربية ، وأيضا توفى بعد صراع طويل مع المرض ، وهذه المسرحية التي أخرجها كان ممنوعا عرضها في العديد من الدول العربية ، وهو شرف للمسرح السوداني أن يقدمها بعد سنوات قليلة من هزيمة 1967 .
لأكثر من سبعين عاما والعديد من المسرحيات والأفلام السينمائية والمعارض والحفلات الفنية تمنع في البلدان العربية لأنها تحتفي بالقضية الفلسطينية ، بل تسعى بعض الصحف والإذاعات والتلفزيونات والقنوات الفضائية العربية إشاعة الكراهية ضد الفلسطينيين ، ويقتل الفلسطيني بأيدي فلسطينية مثل جريمة قتل فنان الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي !!!!
سبعون عاما ومنذ تأسيس جامعة الدول العربية وما يزال بعضهم يتساءل: : هو السودان بلد عربي ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟