سدود الشمال.. من أين تؤكل الكتف؟ (2-5)

 


 

 


manasathuraa@gmail.com

      .. هناك من يعرف جيداً حجم القضية ومضمونها ويعرف كيف يتحرك ومن أين يتناولها، وهناك من يناهض ويحاول الفصل بين مناهضة السد والسياسة، وهذا من المستحيلات، فالسد قرار حزبي صادر من المؤتمر الوطني، وليس من المنطق تأييد الحزب ورفض قراراته، لأن رفض القرارات يندرج في مفهوم المؤتمر الوطني تحت باب المعارضة، ومن هنا تنطلق قضية مقاومة التهجير القسري والإغراق..!!


    .. وتأسيساً للمفهوم السياسي للمقاومة، علينا الوضع في الإعتبار ملاحظة أن المؤتمر الوطني لا يشاور إلا قادته في المنطقة، وإي لقاء يتم في شأن السدود يتم بطرق سرية وبين منتسبي المؤتمر الوطني، يعني المسألة حزبية بحتة، وأي فصل بين مقاومة السد ومعارضة قرارات الحكومة، هو فصل دسيسة، ومحاولة بائسة للتشويش واللعب بحبلين..!!


    ..  عندما كان المؤتمر الوطني يجهز في بنود الإتفاق الإطاري لجلب القرض السعودي بأي ثمن، وعندما إكتملت البنود وكانت سدود دال وكجبار والشريك هي كبش الفداء، كانت التعليمات، ضرب بؤر المناهضة وكسر وحدتها، وعندما كانت السلطات تصادر دار إتحاد أبناء المحس بالديوم، كان الوفد الحكومي يغادر مطار الخرطوم متجهاً الى السعودية لتوقيع الإتفاق، وهنا إكتملت الصورة، وبدأت شبكة العنكوبت تنسج خيوطها ببراعة على كل مفاصل المقاومة، وبدأ  الجميع في أداء دوره ببراعة ودقة..!!


    .. دور البرلمان كان في إضفاء الصبغة القانونية للقرض وللمشاريع المقترحة، وتم تحت هدير أصوات التصفيق والتهليل، ودموع ممثل الدائرة كانت مجرد مسرحية مضحكة، ومحاولة إستمالة للعاطفة الشعبية، وفتح قناة إتصال جماهيرية لتكون سنداً لهذا النائب (الزائف) لتمرير الأجندة الحكومية بكل سهولة، وبعض الناس وقعوا في الفخ وقياداتهم بدأت فوراً في تمجيد النائب الزائف وتسويقه كبطل قومي لمجرد ذرفه بعض الدموع الزائفة، وما لا يعرفه العامة، أن النائب الزائف كان يعرف مسبقاً بأن قرض المشاريع سيجاز، وهذا الكلام من مصدر موثوق ومقرب منهم، ولم يكلف هذا النائب نفسة عناء تنوير أهله وحشدهم أمام البرلمان، هذا لو كان حقاً يريد مصلحة المنطقة، ولكن إكتفى الرجل ببعض الدموع والتي في حقيقتها دموع فرح ومرح بنجاح المخطط بعد أن ذهب الى البرلمان في صمت ليؤدي دوره المرسوم،  وهنا نطرح سؤالاً لهؤلاء الذي طفقوا يصنعوا من الرجل بطلاً، أين كان هذا البطل طيلة الفترة السابقة؟ ولماذا لا نسمع له صوتاً ولا حساً؟ ولماذا يصمت حيال مصادرة دار اتحاد المحس؟ ويغض الطرف عن مايحدث في المنطقة من حرائق وموت بطئ؟ ولا يتحدث عن الاعتقالات والمضايقات؟ ولايخرج في المظاهرات؟.. لماذا ولماذا ولماذا؟ هذا طبعاً مع التأكيد على عدم شرعية البرلمان في الأساس وعدم شرعية قراراته، ولنتابع كيف نسجت خيوط العنكبوت بكل براعة وسرية.. يتبع.. دمتم بود

    الجريدة

 

آراء