rafeibashir@gmail.com
شاهدت البارحة بدهشة ومتعة وفرح...... ودموع ، اطفالنا البراعم من مدرسة محمد عبدالله بالسودان ، دون الثانية عشر ، يلهبون المشاعر ويؤججون الوجدان السوداني، وهم يتباكون في سويعات النصر الحاسمة ضد فريق جزر القمر في المباراة النهائية في دوري البراعم العرب لكرة القدم والذي أقامته السيدة الفضلى الأميرة جواهر .
شاهدت ذلك من خلال قناة (ج)، وحقيقية زرفت دموعي دون ان اتملكها ، مع هؤلاء الأبطال الصغار الكبار ، وهم يعبرون عن النصر للسودان وتمثيل السودان وهم لما يبلغوا الحلم .
هذا النصر الذي افتقدناه في كل الميادين ، افتقدناه في السياسة وفي الريادة وفي الاقتصاد وفي التنمية وفي التدين وإسبال العدل وفي إدارة دولتنا وفي تماسك هويتنا وفي انتاجنا وفي أحلامنا وآمالنا حتى خنعت الرؤوس منكفئة ومثقلة بالإحباط، محنية بعبء الفشل في كثير من مضامير الحياة.
حقيقية بكيت معهم في صمت وأنا استحث اعصابي أن تثور من رقادها الطويل ، في لحظة فرح ، فتأبى إلا أن تستجيب المآقي ، وصدمت وأنتحبت مع الطفل الصغير زين الدين ، الذي أنقذ فريقنا البطل بهدف التعادل ، ونحن نحتاج لكثير من أهداف التعادل ، نحتاج لننافس العالم في عطائه وإنتاجه ونمائه وأمنه وسلمه وأخلاقه ، لذا بكى أطفالنا بالأمس ، نحتاج لمن يرفع عقيرتنا وينور بصيرتنا ونحتاج لقيادة تنفض عن إمكانياتنا البشرية الهائلة ، أطفالا ونساءا وشبابا ورجالا وعمالا ومفكرين وعلماء، ،لكي ينافس بنا في العالم ولكي بيني بنا السودان ويدير وينمي قدراتنا لأننا نملك الكثير المثير في ذواتنا ووجداننا وايادينا وعقولنا لهذا البلد الذي يستحق كل منا أن يبكي لنصره.
أبكوا يا أطفالي وكيف لا تبكوا فتبكونا، ونحن نحتاج لمثل هذا الترياق وهذا الانتفاض وهذا النصر وقد افتقدناه حتى في دواخلنا. .. أبكوا وسنبكي معكم .... أبكوا بالفرح والنصر وسنبكي معكم.
شكرا يا صغارنا وبراعمنا الصغيرة، الآن يمكن أن نطمئن لمستقبل السودان ....
وشكرا يا قطر ، وشكرا يا جوهرتنا. ... والمعنى كبير وإستوعبناه منك ، كما نستوعب الدروس اليومية التي تعطيناها قطر.... ونحن نجلس كالطفال مسلوبي الإرادة أمام نافذتكم الجهيرة بالحق ، الجزيرة ، حتى أدمنا عطاءكم واستمرأناه.