أضان الحكومة.. جلد فروة..!!
manasathuraa@gmail.com
.. كنا في ريعان الشباب، وكانت الخرطوم بطعم جميل، وكنا نقضي الأوقات بين الانشطة المدرسية والرياضية، لدرجة كنا نتطفل على مسبح البركس بجامعة الخرطوم ونسترق بعض الأوقات للسباحة.. وبعدها أصبحت عضواً أساسياً في نادي النيل للسباحة، تحت قيادة مدربين أكفاء وتحت إشراف البطل كيجاب، ومن هنا أرسل التحايا لشباب نادي النيل الرياضي وكل قادته.. لقد كانت أجمل ما تكون الأيام، لا صحافة لا سياسة لا هموم..!!
.. المهم في تلك الأيام، كنا نطلق على كل من يطنش ولا يرد، بأن فلان (عامل أضان جلد فروة.. والما عاجبو يمشي يشرب من البحر ويروى).. يعني فلان سامع الكلام، ولكن عامل أضان جلد، والنيل أقرب مكان للماعاجبو، وبالضبط هذا ما تمثله اليوم الحكومة بوزارة أعلامها وقانون صحافتها مع قطاع الصحافيين العريض، تصادر الصحف دون ذكر الأسباب، وعندما تسأل.. لا تجد رد يعني أمشي البحر وأروى..!!
.. ومعشر الصحافيين كل يوم وقفة احتجاجية، وبيانات، وشبكة الصحافيين تكتب، وتنادي وتحتج وتشجب، وتصرخ لا لكبت الحريات الصحفية، لا لمصادرة الصحف.. لا لتشريد الصحافيين.. لا لتدخل الدولة في دور الصحافة.. لا ولا ولا ولا .. حتى وصل الحال الى الإضراب عن الطعام وتعريض الانفس للتهلكة والعذاب من أجل قضية عادلة..!!
.. شكراً الزملاء والزميلات الصحافيين وانتم تشكلون لوحة نضال من أجل عودة صحيفة التيار، وهنا القضية لا تتجزأ، فالتيار والإنتباهة والأيام والجريدة الميدان، كلها صحف من حقها الصدور ومن حقها أن تنال حرية النشر وحرية الرأي وحرية التعليق على كل ما يتعلق بهذا البلد سياسياً واقتصادياً وثقافياً.. ومرحباً بالرأي والرأي الآخر.. ولا أحد يستطيع ان ينكر إلتزام الصحافة السودانية بميثاق الشرف الصحفي، وعدم مخالفة نصوصه، ولكن دائماً تتعارض مصالح الحكومة مع مصالح الصحافة الحرة النزيهة المهنية، لأن السلطة المفسدة تخشى إنفضاح أمرها.. ولكن كل الوقائع تتحدث عن أن المعارك تحسم عادة لصالح الصحافة، لأنها على حق وصاحبة حق..!!
.. لا لتكميم الأفواه، لا لتقييد الصحافة بسلاسل القوانين المقيدة للحريات، لا للتدخل الحكومي في الصحافة، لا لمصادرة الصحف، لا لتشريد الصحافيين.. في تقديرنا لا توجد قضية عادلة وواضحة العدل أكثر من قضية الحريات الصحافية، ومهما عملت الحكومة أضان جلد فروة، لن نشرب من البحر، بل سنرتوي من مبادئ الصحافة ونضالها، والحكومة كان ما عاجبها تمشي تشرب من البحر وتروى.. والحريات الصحفية ستعود رغم كل المتاريس.. ودمتم بود
الجريدة