ذهبنا نحن ابناء الرهد ابودكنة معزين في العم صبحي تادرس لأنه من مواطني الرهد الذين يشار اليهم بالبنان ويعتبر من اعيان البلد الذي يعرفه اهل الرهد وقراهم فعلنا ذلك لأن اهل الرهد أسرة واحدة ليس هناك ما يفرق بينهم ذهبنا معزين لآن صبحي تادروس كان سباقا بالخيرات ما استغاث مستغيث ولا صرخ مستصرخ الا كان صبحي من اوائل المستجيبين وكان مواصلا للناس في الافراح والاتراح وما من لجنة كونت لفعل خير او لخدمة المواطنين الا كان صبحي عضوا فيها وفي بعض اللجان كان يرأسها كان صبحي تادروس تاجرا صدوقا ملتزما بتعليق ديباجات التسعيرة على البضائع لآخر ايامه ويعرض اجود الاصناف والاصلي منها عشنا مع أسرة صبحي تادروس وعزمي يعقوب في حي واحد بمدينة الرهد ولم نعرف عنهم الا التعامل الطيب وحسن المعشر وكان الوالد الشيخ حسين احمد البدوي امام المسجد يحض على التواصل معهم كذلك درسنا مع ابنائهم في المدارس ولم تنقطع العلاقة بيننا حتى بعد مغادرة بعضهم مدينة الرهد لقد صدق قول الله فيهم:(لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود ولتجدن اقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وانهم لا يستكبرون) ذهبنا الى هناك معزين لأننا أصحاب دعوة ورسالة هدفها اسعاد البشرية جمعاء وذلك في قوله تعالى:(وما ارسلناك الا رحمة للعالمين)وتفسير بعض المفسرين ان العالمين تشمل الكافر والمسلم حتى الحيوان وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سئل:(النا في البهائم أجر قال في كل كبد رطبة أجر)واردنا بذهابنا ان نشير الى سماحة الاسلام وحسن تعامله مستصحبين معنا مفهوم الآية في قوله تعالى:(ان الله لا ينهاكم عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين)ذهبنا الى هناك لنصحح الافهام التي البست على الناس دينهم بسبب تصرفات البعض تجاه غير المسلمين ولنزيل الشوائب التي علقت بالاسلام والتي مبعثها التشدد والغلو وكراهية غير المسلم وفي ذلك يقول الله تعالى:(وان احد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم ابلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون) وفي الحديث الذي رواه البخاري (إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّتْ بِهِ جِنَازَةٌ فَقَامَ فَقِيلَ لَهُ إِنَّهَا جِنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقَالَ أَلَيْسَتْ نَفْسًا) وقد اورد ابن ابي شيبة في مصنفه ان ابا الدرداء عاد جارا له يهوديا. كيف لا نذهب وقد احل الله لنا تزويج نسائهم وأكل طعامهم وذلك في قوله:(وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)(والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب)ولا ننس ان الرسول صلى الله عليه وسلم تزوج بمارية القبطية وزينب بنت جحش اليهودية ذهبنا الى هناك معزين لأنه لا مانع شرعي يمنعنا من التواصل معهم ولدينا ما يسند ذلك من السنة والمذاهب واقوال العلماء والقول بجواز تعزيتهم هو رواية عن ابي حنفية وهو قول الامام الشافعي وقوله في مذهب الامام احمد وغيره شرط الا يكونوا محاربين. وقد ورد عن العلماء ان تعزية اليهودي والنصراني وغيرهم في مصيبة حلت بهم قد اختلف اهل العلم في حكمها فيرى جوازها بعض اهل العلم وبعضهم قيدها بالمصلحة الشرعية والعلماء الذين ذكروا جواز تعزية اهل الكتاب نصوا على ان يتخير المعزي الالفاظ التي ليس فيها محذور شرعي كقولهم:أخلف الله عليك ولا نقص عددك ذكر ذلك الامام النووي وابن قدامة وذلك في كتاب المجموع شرح المهذب257\5 والمغني لابن قدامة 410\2 وقال ابن القيم في:(احكام اهل الذمة)قال:الحسن اذا عزيت الذمي،فقل:لا يصيبك الا خير وقال بعضهم ان ذلك من حسن المعاملة والعدل في تبادل الحقوق التي تقتضيها ضرورة المجاورة والمعاملة الدنيوية التي ليس فيها محذور شرعي ولا موافقة على أمر من أمور معتقداتهم وقولهم واذا جازت التعزية فلا فرق بين ان تكون في الكنائس او البيوت. واخيرا نقول لأهل المتوفى واخوتنا الاقباط في السودان ومصر كما قال العلماء أعطاكم الله على مصيبتكم أفضل مما أعطى احدا من أهل دينكم جبر الله مصيبتكم وأحسن لكم الخلف بخير.