rafeibashir@gmail.com
(النقاب)
لعلي لا أكشف سرا إن قلت أن أحب النساء لله هن المقنعات ، وأحب النساء لأزواجهن هن المقنعات ، وأكثرهن إكراما لأولادهن ولإخواهن ولآبائنه هن المقنعات ، ومن ناحية أخرى ، فإن أقرب النساء لقلوب الرجال هن النساء المقنعات، وأكثر النساء ترهيبا لقلوب الخائبين المتربصين هن المقنعات ، وأكثرهن هيبة واحتراما وتقديرا عند الرجال ، هن أيضا المقنعات الاتي يدنين عليهن خدورهن وجلابيبهن ، حياءا وعفافا، وصونا ، و من قال أن الممنوع مرغوب ، أظنه استقى ذلك من مقنع النساء ، بعد أن طاشت نفسه وحامت حول نقاب ، في أنثى ملفوفة بثيابها متدثرة كالوردة التي تريد أن تحتفظ بأريجها، و تريد أن تحتفظ ببريقها عن لفح الشمس، وخآئنة الأعين وما تخفي الصدور.
من يهدى إلى السفور والوجوه البور من الرجال ، فهو رجل لا حمية له ولا غيرة له على النساء ، لا على زوجته ولا أمه ولا بنته ولا حبيبته، ومن لا غيرة له نحو النساء فهو رجل أجرد من القيم والشهامة ومجرد من الحب الحقيقي، والذي يروج ويرتضي أن تسفر النساء في الشوارع فهو كالذي يريد أن يطمس طبيعة الفضول للما وراء، وتعلق الانفس بالممنوع ، ويريد ان تختلط الوجوه بالوجوه وأن تقرأ العيون ما وراء العيون فيكثر المجون ، ويحيل وجوه النساء بضاعة مسجاة في سوق نخاسة العيون الطائشات، تتغشاها الفتنة كالذباب الضال على وجوه الحرمات، والحريم .
والرجل أمام المرأة ، ضعف و فضول بطبعه ، والرجال أشد فضولا وأشد إصرارا لمعرفة المحجوب والمستور ، والمقنع من وجوه النساء ، و أكثر السافرات الأتي تتغشاهن الأعين كالذباب الوضيع هن بائرات في عيون الرجل ، لا يفضلها ولا يحبذها، وإن خير أحدهم وكان أمينا لاختار المقنعة ، المصون ، إلا أن يدعي حضارة لا تشبهه ويدعى حقوقا للمرأة ظالمة وجاحفة، وموبقة، ثم إنه وإن كان أمينا في دينه وتوجهه، وفكره ، فإنه سوف لن يدعو لسفور وهو يرى أن الذكور مزدانة بالألوان، تزهو و تتجمل للنساء حتى في الطيور ، وهذه طبيعة الأشياء ، للمرأة خدرها ومقنعها وصونها، وعلى الذكر الكد والجد في الطلب والبحث حتى ينال المقصود ، وقد أحسن الإسلام في الدعوة والأمر بالحجاب ليس لعفة المرأة ودثار وجهها فحسب ، انما بذلا لاخص حقوقهن وعطاءا لأعظم خصوصياتهن ، وهو أيضا يضع حاجزا لفضول الرجال ، بجعل قيمة وجه المرأة أعلى وأفضل من أن تنال بنظرة مبتغاة، والإسلام عندما يدعو النساء ويأمرهن بالخمار والنقاب والدثار إنما يجعلهن ملكات في قصور عاليات ، وجوهرات تحت أنقبتهن ، وعفيفات طاهرات مصونات تتطلع إليهن النفوس، ويرضى عنهن رب النفوس.
من أرادت الله والآخرة فعليها بالنقاب والحجاب ، ومن أرادت شد القلوب في طهر وسوقهن في عفة فلتصين وجهها بالنقاب، إتقاءا لفتنة، أو سترا لحال.