في الخاص جدا للملك سلمان

 


 

 


rafeibashir@gmail.com
    أحييك تحية الاسلام الخالدة ، أن السلام عليكم ورحمة الله.

    إن كان لي أن أن اصف ملكا أحببناه واستبشرنا بقدومه في ايامنا الحالكات فلا غرو أن اضع اسمك على رأس قائمة من أحببنا واستبشرنا به.

    ايها الملك الهمام ، لا اريد ان أفصل لك كتابتنا ومقالاتنا التي كتبناها عنك منذ مقدمك ، فرحنا فيها وفرحت فيها الامة السنية من محيطها لخليجها ، وفرح فيها العرب ، وقد غيرت ملامح المكان والزمان والتوجه للملكة ، ووضعتها في زمن وجيز في مقدمة هذه الدول ، عليت جبينها وجعلتها القائد والرائد وسلمك المسلمون القياد والراية وأيم الله أنك أهل لذلك ، والمملكة في عهدكم أهل لذلك.

    لم يتنفس المسلمون الصعداء إلا حينما قررت إبعاد من كانوا ينخرون في توجه المملكة وتوجيهها من وجهتها كقائد للأمة ويحشرون وجهها وراياتها بين وجوه ورايات التخذيل والتدجين والتوضيع،  في زمان اجتيحت فيه حياض الاسلام السني حتى كادت تكتمل الدوائر حول مكة ، لكنك أتيتها سلمان ، تمثل صلاح الدين في زمانه وغطس والظاهر بيبرس وخالد بن الوليد والقعقاع بن عمر ، حملت الراية ووضعتها في المكان الصحيح للمملكة على رأس قياد الأمم من جديد.

    قلنا ذلك في عشرات المقالات ،وقلنا معه إننا نقول ذلك لا نريد منك جزاءا ولا شكورا ، انما نرجو لك من الله التوفيق والسداد وأنت تبتلى بقياد بلد ، كلمته تهز موازين العالم في اقتصاده وتوجهه ، وتهز مواقف المسلمين او تثبتها على الحق ، وانت على رأس بلد ابتلاك الله فيه بأمانة عظيمة ليست ككل الامانات ، ابتلاك  وامتحنك بحماية بيته العتيق ومرقد ومسجد رسوله الأمين ، وأختصك بنعمة ان تحمي الكعبة بعده ، وان تصون عروض المسلمين ووجهة الاسلام وأهل السنة وان تتحدث بأسمهم وقد خرصت الألسن في الحديث عن الله او التوجه نحوه، بما كاله علينا آل صهيون من رمي بالارهاب والسباب فخاضوا في عروضنا وديارنا وكادوا ان يقضوا على آخر معاقل السنة في الجزيرة العربية والخليج ليصلوا الى مبتغى القرامطة في ان يجعلوا امطار الكعبة سيولا من دماءنا كما فعلوه اول مرة.

    والله إني لأشفق عليك ،فأن همك هم وما اعظمه من هم ومسؤوليتك مضاعفة ، في ظل إنكسار بوصلتنا وانحسار وعينا وانقيادنا كالمعيز نحو التغريب والعلمنة والهوان ، نجثوا تحت رحمة الغرب ، وهم يقصدوننا في ديننا وشرفنا وحرماتنا وقد تطاولوا علينا حتى تأمروا فينا وتسيدوا ، يوجهوننا كيف يريدون ، يعلموننا ويؤطرون رؤيتنا كمسملين بل يصححون لنا قرآننا ويفرضونا علينا حريتهم البائرة ، حتى تخرج نسائنا عن خدورهن وعن بيوتهن الى عوالمهم الوضيعة الحقيرة ، ونحن لنا من حريات في ديننا ومقامات لهن ما لا تهنأ به أعظم ملكاتهم واميراتهم ، بل يريدوا ان يملوا علينا ان نتنازل عن قيمنا وان نلغي آيات جهادنا نن قرآننا وان نترك أمرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر.

    المملكة ايها الملك الهمام مسؤولية عظيمة انت ادرى بها منى ، مسؤولية في اهلها وفي حريمها وفي صون عزتها وكرامتها وثقافتها وفي الحفاظ على حياءها ، والمملكة يا اخي دولة ليست ككل الدول هي منبع الرسالة وهي موطيء الرسول صلى الله عليه وسلم وهي كرسي حكمه وهي منطلق رسالته ورسله ، للعالم اجمعين ،  حتى جاء دورك لتمثله  وهذا ابتلاء آخر ، فوالله إني أشفق عليك منه وإنها لإمانة تسأل عنها يوم القيامة وأسأل الله لك البراءة والتوفيق .

    المملكة يا اخي وقد اسلمناها القياد ، فهي مسؤولة وانت على رأسها ، مسؤولية ان تملأ مقعدها بين الأمم بإسمنا ، نأمل الا تقول الا ما يفيدنا في ديننا ودنيانا  وانت تعلم اكثر منا ان مسؤوليتها ومسؤوليتك اولا امام الله أن تخوض بسياستها غمار هذا العالم التائه الذي فقد بوصلة الحق والطريق  الى الله ، والذي اصبح غابة كبيرة من الظلم والجور والاعتداء والجهل والالحاد والضلال ، ونحن أهل رسالة وانت على رأسنا ، وأنت تعلم اكثر منا أننا نحن السنة ، مقصودون في ديننا ومقصودون في أخلاقنا وفي قيمنا وفي وجودنا ، هم دبروا حولنا المكائد ووصمونا بما هم أهل له ، وإنهم اذ يقصدون ديننا واخلاقنا وديارنا ، فالمملكة أيها الملك العزيز الحبيب هي المقصود الأول وأيم الله ، قصدوها منذ ضربة  سبتمبر بجعل اغلب الكومبارس فيها من السعودية ، ليرموا بنيها بالارهاب ، المصطلح الذي ضخموه حتى صار بعبا ، للنيل من مركز الاسلام ، وجوهر الاعتقاد ومثال الاخلاق المسلمة ، السعودية وبقية بلدان السنة ،  وصاروا يحومون حولها بالحروب والفتن والمؤامرات ، مرة مع روسيا الملحدة ، ومرة مع الشيعة ومرة مع آل علمان الذين قطعت انت رأسهم في اول عشر ساعات ولكن ذيولهم ذابت في الظلام وما زالت تنخر في ديننا وتوجهنا ، وما يحصل من دمار في اي مكان سني في بلادك وفي بلاد سنية اخرى ، يقصد به عند نهاية المطاف المملكة مربط الفرس الذي تعتليه انت وانا والله أشفق عليك ان يكبو حصانك وانت في قمة القياد فيسألك الله عن كبوته وعثراته.

    المملكة ايها الملك التقي القوي النقي ، وانت واهلها المتقين أدرى منى ، إن كان لها ما يميزها عن الأخرين ، فيما يميز الله به الخلائق عن بعضها ويرفع بعضهم درجات فوق بعض ، فميزتها هي التمسك بعقيدتها ، و اخلاق اهلها وادبهم مع الله ومع الناس ، وميزتها قناع حريمها ونسائها ودنو جلابيبهن سترا وخفض اصواتهن أدبا ، وقوام ذلك أيها الملك التقي ، كما تعلم ،  نابع من توريث الهي وميراث حضاري ورسالي ، من طبع شعبك ومن وجدانه ، لذا اختاره الله ليكون ثلة من الآخرين في هذا الزمان ، مع بقية شعوب السنة ،  يكونون مثالا ورمزا للتقى والعفاف ، وإني والله أشفق عليك في الحفاظ على هذا السؤدد والعظمة في المثال خصوصا في هذا الزمان الذي يتخطف الناس فيه حولكم وحول حرمنا الآمن الذي أمنك الله له ، سيما وأن هذا الشعب قد حباه الله بنعمة استدامة الامن أذ حافظوا على ايمانهم حين كفر وألحد الاخرون ، وقنتوا وصلوا وصاموا ، فآتاهم الله رزقهم رغدا من كل مكان ، حين أصغبة الدنيا وقل المعين والمئين ،  وهذه نعمة أسأل الله لك التوفيق في حراستها وتأمينها بعد الله بتقواك ووعيك الديني وحذرك من الله ومن حدود الله .

    كتبت لك هذا أيها الملك الحبيب لأننا أحببناك في الله ، ومن باب التذكير ،  وقد عز علي أن أسمع قبل ايام وانا في بلاد بعيدة عن بلادك ، ما حدث لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،  من تقليل لدورها ومن توضيع لشأنها ومن تذويب لدورها ، وهي تحرس لك أخلاق المجتمع تهذب مساره وترعى آدابه وتهديه بعد الله الى الصراط المستقيم ، حتى يحافظ شارع المملكة على ادبه ومثاله بين الشعوب ، وان تلتزم بعهودها مع الله التي اختصها الله به وحتى لا تكفر بأنعم الله والتأدب اليه ، لئلا  يذيقها  الله لباس الجوع كما ذاقت من قبل بعد نعمة وحتى لا يبدل امنها خوفا بعد أن هدأت معامع حروبها ايام الجاهلية قبل ان يختار الله جدكم لها ويجري على يديه الخير الذي نرى والذي يحسدكم عليه الآخرون ، وهم يعلمون انهم اذا حلو وثاق المملكة في خلقها حلت عرانا أجمعين ،  وهنا والله أشفق عليك أن الا تعطي من الأوامر ما يفرح شعبك ويفرحنا ويرضي الله عنك ، بأرجاع الامر لنصابه حتى لا ينفلت عقال شعبك  ، إذ أن اعداؤنا يعلمون انما الأمم الاخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا.

    وما يحدث الان من ردة فعل على الاسلامي السني ايها الملك المؤيد بالله بإذن الله ، سببه ايضا ، حمل وتحمل المملكة لقياد الدعوة  السنية رفع رايات التوحيد والدعوة في كل اركان المعمورة،  وانا واحد من الشهود عليها يوم البعث ، انها كانت تنشر الدعوة في بقاع الارض حتى حققت قول رسول الله الأمين ، ليبلغن امرنا هذا ،  ما بلغت الشمس ، فالمملكة ونحن ادرى ، أسست المساجد والمعاهد ودور الدعوة واشترت الكنائس والمعابد وحولتها الى منائر ومنابر يذكر فيها أسم الله ونعرف والله انها اعطت ودعت لله وأسلمت وحاضرت ودافعت عن الحق في كل مكان في العالم ،  بوعي وادب وحضارة ، واعطت من خلال منظماتها ومؤسساتها الاسلامية  ومن خلال وزاراتها ومن خلال افرادها نساءا ورجالا وما بخلت ، لكن وانا اشهد ايضا ان شيطان ضربة سبتمبر المغرضة ورمينا وتخويفنا ووصمنا بالارهاب ، قد جعل الغرب الكافر يرد تمدد الحق علينا و يطالبنا بمحو بعض آي القران وايقاف تلك المؤسسات ، والمراكز الدعوية لقطع الطريق  عن الدعوة التي وصلتهم في عقر دارهم واسرهم  حتى خافوا اقتلاع حصون الباطل عندهم  ، وركاب خيل الايمان تدك معاقل الياكل وتصد دعوتهم البائرة من خلال اعلامهم الوضيع ، وطالبونا الآن بإيقاف هيئات امرنا بالمعروف ونهينا عن المنكر ، ووالله أخشى عليك ان إستجبت واستجاب بقية حكامنا   لهذا  ،  وقد رأينا ايقاف المنظمات والمؤسسات الدعوية من قبل ، أخشى عليك وعلينا اننا نستجيب لأمانيهم كما يشتهون وحينها سيرفع الله عنا قناع الستر عندما ترفع اقنعت حريمنا ويكشف الله علينا العذاب اذا تفلتت اخلاقنا في الشوارع.

    والمملكة يا اخي في الله وقد يممت طريق الجهاد والصد والرد عن حياض الاسلام السني وكونت  أنت بنفسك الابية ووعيك وتقواك هذا الحلف الذي ايدك الله به لصد وسد فيضان الغل المجوسي بعد ان تواطأ معه الغرب وملة الإلحاد وهم ينهوا وجودنا  السني في العراق والشام  وفي السودان وفي ليبيا  ويفتنوننا في ارض الكنانة وفي فلسطين ، وفديغزونا في سوريا وفي العراق وفي اليمن  فإني والله أخشى عليك من تخذيل آل علمان فيكم الذين يعملون ليل نهار ليهدموا هذا الحصن وهذا السد المنيع الذي أعددته انت من قوة ومن رباط خيل نراه قد اوقف عنا حقد القرامطة.

    ووالله اني أشفق عليك من مسؤولية جسيمة تؤديها بهدوئك المعهود وبحكمتك المشهودة وهي عندى أعظم ابتلاء في عمر الاسلام والمسلمين ان توازن بين كفاف هذه الموازين  الحساسة وانت تتخذ قرارك ومواقفك ،  في السياسة ومواقفها والاقتصاد وموازين المجتمع عندك والحفاظ على راية المسلمين التي هدوك وسلموك وان توازن بين الحق والباطل والعمى والضلال العالمي والهدى وبين مسؤولية ملكك الداخلي  والعالمي في عالم لا يعرف الأخلاق .

    والله من وراء القصد.

    الرفيع بشير الشفيع
    سوداني
    جنوب افريقيا

 

آراء