KHOGALI17@YAHOO.COM اقسام من الجماهير زهدت في الاحزاب السياسيه بسبب ازمة الديمقراطيه وازمة اشكال التنظيم. وأولى نتائج ضعف الديمفراطيه في الحزب بروز ازمة العمل القيادي. وهذه ظلت تتفاقم في الشيوعي منذ 1965 لتصل قمتها مع اقتراب المؤتمر السادس (الاسبوع الاخير من يوليو) وتاريخ انعقاد المؤتمر يتوافق مع ذكرى اعدام القيادات وانهار الدم في 22 يوليو 1971 وما بعده (!) وتتواصل النقاشات داخل وخارج السودان لتطرح افكارا تعبر عن مجمل الازمات ومنها: (عقد مؤتمر تداولي) او (انزال كل طاقم القياده) او (اللجوء للشعب) كما حدث في العام 1970 باداة بيان الاستقلال الشهير حيث استطاع التيار الثوري (مثله المكتب السياسي بقيادة عبد الخالق ) ان يجد دعم الجماهير في خلافاته مع اللجنه المركزيه. ومن الضروري ان يكون هناك عرضا –ثقافيا- موجزا لمؤتمرات الحزب السابقه لبيان اصل ازمة العمل القيادي منذ 1947 فالان تقفز التساؤلات في اذهان الشيوعيين الشباب والقوى الديمقراطيه واصدقاء الحزب في قطاعات الشعب المختلفه: هل انتخاب القياده الجديده يأتي من خلال الصراع الفكري والنقد الذاتي ام سيكون مصادقه شكليه للترشيحات الانتقائيه من جانب القياده القائمه؟ وهل سينظر المؤتمر قضايا الكادر والاختراق الفكري والتنظيمي واثاره على الحزب والعمل الجماهيري وتاريخه ويرد الاعتبار للضحايا ام سيتجاوزها؟ ونحاول تقديم عرض قد يساعد في الاجابه على السؤال في هذا المقال وما يليه. حقائق اساسيه واجبة الاعتبار الاولى: سكان السودان بالفئات العمريه بعد دورة اللجنه المركزيه اغسطس 2001 كالاتي: 1- السكان 32,7 مليون . 44% منهم اعمارهم اقل من 15 سنه والفئات العمريه الاخرى كما يلي: • ما بين 15-24 سنه نسبتهم 20,6% • ما بين 25-44 سنه نسبتهم 29,4% • ما بين 45-64 سنه نسبتهم 3,4% • 65 عاما واكثر نسبتهم 7,2% 2- بعد المؤتمر الخامس 2009 وإحصاء 2012 باسقاطات الاحصاء السكاني 2008 فأن عدد السكان 35,1 مليون منهم 17,9 ذكور و 17,1 إناث و : • اقل من 15 سنه نسبتهم 42,6% • و دون الخامسه 14,9 • ونسبة السكان باكثر من 60 سنه 5,2 % (وفي ولاية الخرطوم باحصاء 2013 6,2%). الثانيه: انجازات اي مؤتمر للحزب تقوم على مستوى التحضيرات وسلامة اختيار المناديب. الثالثه: ان الحزب هو (فرع الحزب) و (مركز الحزب) والتشكيلات الاخرى بينهما هي لحفظ النظام في الحزب. الرابعه: الحزب الذي تسيطر عليه مجموعه قليله وفي حالة الشيوعي (جهاز المتفرغين) لن يتوقف تحايلها لاستمرار سلطتها بقيام مؤتمر صوري. جيل جديد في القياده: طرح الشفيع خضر عدة مسائل منها (قضية الحزب) من حيث: الخط السياسي، العمل القيادي والقيادات، النشاط الجماهيري، الصراع الفكري والنظريه والممارسه ومؤجز افكاره في هذا الحيز: 1- التعبير السياسي للحزب (القياده) فيما يتعلق بالرفض التام لاستمرار نظام الانقاذ لم يكن بنفس الوضوح الذي قرره المؤتمر الخامس وفشلت القياده في ترجمة موقفه المعارض الى مواقف عمليه ملموسه. 2- هناك كثير من القضايا والمتغيرات في الواقع السوداني لم يتم استيعابها بطريقه تؤدي الى تطورالحزب. 3- هناك قصور في قيادة الحزب في الوصول الى مواقع جماهيريه قاعديه واسعه في بقاع السودان المختلفه والقصور بصوره المختلفه يتعلق بامكانيات القياده والضعف في العمل القيادي لعدم امتلاك القيادات القدره والخيال لابتكار اشكال جديده والتعبير عنها بما يكون مفهوما لنبض الشارع. 4- قصور في استيعاب (الاجيال الجديده) للاحكام القطعيه المتبادله فالقيادات التاريخيه ترى ان الشباب فاقد للتجربه واذا وصل القياده تنفلت الامور. ومن جهه اخرى قول الشباب ان الحرس القديم اصبح خارج الطريق. ومن نتائج ذلك الاحتكاك والتصادم والصراع وخروج الشباب من الحزب ومنهم معظم الشباب الذي كان في المؤتمر الخامس. ويجب ان يكون هناك جيل جديد في القياده (اللمؤتمر السادس) لان الذين في القياده وصلوا مرحلة من التطور ولكن لا يكون عطاءهم كالسابق والشفيع عضو في اللجنه المركزيه والمكتب السياسي. الخلافات الفكريه وما بين التجديد والتصفيه 1- في بيان طبيعة الحزب في وثائقه وشرح قيادات مركزيته ان عضوية الحزب هي من الثوريين في جميع الطبقات (الخطيب: كل الطبقات في الحزب بما في ذلك البرجوازيه الكبير) والحزب ليس طليعه لاحد وسيتعاون مع العمال (اختطاف حزب العمال) وان شرط العضويه هو القبول بالبرنامج السياسي ودستور الحزب ولائحته ولا يهم ان يكون العضو ماركسيا والحزب الشيوعي هو كأي حزب سوداني اخر. 2- وصف يوسف حسين حملة الافكار الاخرى المعارضه لافكار قيادة جهاز الحزب ، والتى لا يعبر عنها داخل التنظيم بالتحجر والجمود العقائدي وهو ذات الوصف الذي اطلقه تيار اللجنه المركزيه 1970 (من الانقساميين اليمينيين او الشيوعيين المايويين ومنهم فاروق ابوعيسى عضو اللجنه المركزيه القائمه) على تيار عبدالخالق فالتيار القابض في اللجنه المركزيه منذ 1970 هو تيار يميني واحد. 3- الشفيع خضر ردد كثيرا قبل المؤتمر الخامس 2009 انه على الرافضين للتجديد بمفهوم القياده (الخروج) واقامة حزبهم وعلى ذات الطريق سار (الكنين) في 2016. الحقيقه: اذا حدث ما يدعو له الشفيع والكنين وشركاؤهم فأنه لا يكون خروجا ولا انقساما ولا اقامه لحزب جديد بل (استمرار الحزب الشيوعي السوداني حقا)
4- وكما اعلن بوسف قبل المؤتمر الخامس ان الحزب سيسقط الفكر الماركسي فان صراخ الشفيع ملأ صداه الافاق (كنا في حزب نظريته الماركسية التي تتجلى حسب القسمات الخاصة بكل بلد مانحن الان بصدد عكس هذا الطرح .نحن نتحدث عن تعدد المصادر النظرية. طرح حزبنا الجديد ليس حزباً ماركسيا. اننا لن نوصد الابواب امام النظريات الاخرى ..نحن طرحنا يتبنى تقليص مساحة الايدلوجيا في الحزب على اساس زيادة مساحة البرنامج.) 5- والحزب في الفكر الماركسي (القديم) هو (طليعه) الطبقة العاملة ويستوعب خيرة عناصرها وأن الحزب هو الكتيبة المنظمة من الطبقة العاملة الذي يعبر عن وحدة الارادة ين الاعضاء 6- اما عبدالخالق القائد الوطني وقائد التيار الثوري فقد اوجز عندما كتب: "ان الاساليب والاتجاهات الجامدة مازالت موثرة عل اقسام من الاعضاء " ولهذا لابد أن ينهزم الجامد وان تسير كل العضوية في الطريق الثوري. لقد بدات تظهر افكار متحلله لاتستهدف اعادة النظر في عمل الحزب من اجل تجديد اشكاله على اسس ثورية بل تستهدف تصفية الحزب .وتدعو الي تحويله الي حزب للانتخابات او كاي حزب ديمقراطي علي اعتبار عدم صلاحية الماركسية في السودان ولقد كان مروجو هذه الافكار يعتقدون أن اعضاء الحزب الثوريين وهم يصارعون الاتجاهات الجامدة ويدعون الي مناقشة القديم بهدف تصفية مابلي منه والي روح الابداع الثوري, يمكن أن ينزلقو في هاوية التحلل من الماركسية ومن تراث الحزب الثوري فهل يوجد في السودان حزب شيوعي (حقا)ام ان الاحتفاظ بالاسم لعرقلة قيام الشيوعي (حقا) وسرقة امجاد الحزب القديم. المناقشات العميقة والؤتمرات التنظيمية 1- كتبت اللجنة المركزية للحزب قبل واحد وخمسين سنة: //يجب أن تجري مناقشات عميقة في الاجتماعات العامة للفروع والمستويات القيادية الاخري بقدرات كل عضو والمحيط الاجتماعي الذي ياتي منة وافيد عمل يمكن أن يؤديه ...وان يتم خلال هذه العملية .وقبل المؤتمر التطبيق الحازم لمبدا الديمقراطية المركزية ,فكل اجهزة الحزب يجب ان تكون منتخبة على ان يراعي في هذا الانتخاب وجود تمثيل العضوية الحديثة في حزبنا بشكل مرض وسليم . ان المسالة ليست انتخابات الية بل تاتي الانتخابات عقب الحركة الباعثة للنشاط في الحزب وتقييم دور الاعضاء والتحول الذي يجري في مستويات الحزب المختلفة ..وبهذا تصبح القيادات ممثلة فعلا للنشاط الثوري 2- وكتب التجاني الطيب تكتسب المؤتمرات التنظيمية قيمتها وجدواها من انها اقرب المواعين التنظيمية صدقا ودقة في التعبير عن الرائ الجماعي للحزب اذا توفرت الشروط الاخري واهمها التحضير الجيد والاختيار السليم للمندوبين .وبذلك فهي اهم اركان النهج القيادي في الحزب .ان المؤتمرات في ظل منهج قيادي ثوري تجسد الحكمة الجماعية للحزب وخبراته الجماعية وارادته الجماعية والواقع الراهن 2016 يؤكد تخلف العمل القيادي والعودة به الي نصف قرن مضى من حيث: 1- ترتيبات استمرار سلطة القيادة القائمة بوسائل كثيرة من ايقاف كادر وقيادات عن النشاط الحزبي. 2- والنظر لانتخابات اللجنة المركزية كمسالة الية بدلاله ان من يقوم بالانزال والتصعيد (للقيادة الجديرة ) هم ذات اللجنة القائمة (او حتى لجنه مصغره سداسيه او سباعيه) لا الموتمر وهذه من اشكال ازمة العمل القيادي. ازمة العمل القيادي
نفهم ان يهيمن المؤسسون في عام 1947علي كل صغيرة وكبيرة تجري في او حول او حتى بعيدا عن الحزب . وتم حل مشكلة القيادة عن طريق اللجنة المركزية التي بسطت هيمنتها المطلقة على العمل القيادي (1947-يونيو1949) وانحصرت العلاقة بين المركز والمستويات التنظيمية الادني في اصدار القرارات وتنفيذها (ذات مايحدث في العام2016) وفي يونيو1949 انعقد المؤتمر التداولي الذي كان موضوعه (حل ازمة القيادة الضيقة) ومن نتائجه:- 1- اللجنة المركزية مسئولة امام المؤتمر 2- ممارسة كادر الحزب دوره وواجباته في رسم سياسة الحزب في مختلف الميادين 3- محاسبة اللجنة المركزية عن ادائها كقيادة وسحب الثقة عنها او اي من اعضائها (العمل القيادي تحت رقابة الحزب) 4- اعلاء رايه الديمقراطة والقيادة الجماعية الحقيقة: ان عضوية الحزب2016 تبحث عن نتائج المؤتمر التداولي 1949 لكن مناهج العمل القيادي وقيادات اللجنة المركزية تقفل الطريق امامها وتتذكر: لعدة سنوات قبل ارتقاء التنظيم التزمت اللجنة المركزية بالاتي:- 1- عرض قراراتها قبل اعلانها علي (العمال الشيوعين) 2- العضوية العمالية من منطقة عطبرة يحق لها المشاركة في اجتماعات اللجنة المركزية في الخرطوم في اي وقت تزامن فيه حضورهم مع اجتماع اللجنة. (في المؤتمر السادس تتم زيادة اعداد المندوبين ولكن لاهداف اخرى) واشتدت ازمة العمل القيادي في العام1965 وجرت محاولة حلها عن طريق (الاجتماعات الموسعه للجنة المركزية) وعندما نعلم تساقط60% من عضوية اللجنة المركزية قبل ذلك فان نتائج تلك الاجتماعات معلومة. وفشل المؤتمر الرابع 1967 في حل الاشكالية واوصي المؤتمر التداولي (1970)بان تكون من اجندة المؤتمر الخامس 1970ولكنه انعقد في العام2009وكانت خارج اجندته .وفي 2016 لاتشتمل اجندة المؤتمر علي القضية (يستطيع اي مندوب اضافتها للاجندة وكذلك التقرير المالي في حضور ممثل مجلس الاحزاب وهذا من المستجدات)!! وكتب التجاني الطيب: لايمكن الحديث عن قضايا العمل القيادي دون التطرق الي قضية الكادر القديم والكادر الجديد (الكادر هو العضو المبرز في جبهة النشاط المعين-الكاتب) وهذه المساله اثيرت خلال حقبة الحكم العسكري الاول(1958-1964) حيث انهارت اعداد من الكادر القديم وظهرت كوادر شابة جديدة وقد كان في الامكان معالجة القضيه بطريقه موضوعيه باعتبارها قضية تطور طبيعيه تواجهها المجتمعات والانظمه والاحزاب وقد كانت امكانية المعالجه الموضوعيه متوفره، حتى باعتبار ان اغلبية الكادر القديم في الحزب برهنت على عجزها وتحجرها. لكن الحده التى اتسمت بها معالجة الستينات تركت اثرين خطيرين في طرفي القضيه: الغرور بين الكادر الجديد والمراره بين الكادر القديم (راجع: عنوان جيل جديد في القياده في هذا المقال) استمرار وتفاقم ازمة القيادات يمكننا ايراد عشرات من النماذج في الممارسه المؤكده لاستمرار وتفاقم ازمة العمل القيادي والتى ساعد فيها حظر نشاط الحزب والعمل السري والاختراقات فسادت المناهج الخاطئه وتطورت: 1- اصبح من الامور العاديه ان يتخذ اي من القيادات (العليا) واحيانا (الوسيطه) قرارات في الاصل (شخصيه) باسم التنظيم الذي هو عضو فيه. 2- قسمة العضويه الى مخططين (القيادات) ومنفذين (العضويه) دون الحق في ابدلء الرأي. 3- قرارات اللجنه المركزيه لا تناقش. انظر: الاجتماع الاخير لقيادة الحزب بالعاصمه قبل شهرين من انتفاضة 1985 والذي حضره ثلاث من اعضاء السكرتاريه المركزيه (احدهم مرشح للجنه المركزيه 2016) شهد الاختلاف في تقييم الوضع السياسي الداخلي ما بين طرح قيادة العاصمه بالسير في اتجاه الانتفاضه واتجاه السكرتاريه المركزيه (المناهض للانتفاضه) والذي وصف التجمع النقابي بانه (تنظيم امني) رغم ان المهندس (عزيز) من بين قياداته. وعندما انحاز محمد وهبه لطرح قيادة العاصمه ذكره عضو المركزيه (ان قرارات قيادة الحزب لا تناقش) كما تم تذكير (فيصل) بانه مرشح لقيادة العاصمه (!!) 4- حظر النقد وحظر الديمقراطيه في الحزب وحماية الاختراق وتحويل العضويه لمخبرين: انظر: الخطاب الداخلي لقيادة الحزب بالعاصمه في يونيو 1992 والتى اعلنت فيه ايقاف كادرين (احدهما الكاتب) عن النشاط الحزبي بسبب: 1- التشكيك في القياده والتشهير بها. 2- الحديث عن اختراقات الحزب. 3- المطالبه بالديمقراطيه داخل الحزب. وناشدت العضوية بحجب الوثائق الحزبية عنهما و (قطع العلاقات) كما أشادت بالعضوية التي رفعت (البلاغات) واكدت قيادات الحزب عن الحاجه لتوسيع مقومات الديمقراطيه في الحزب، واعلنت الحرب ضد الاختراق . وغير ذلك وتحول (النفي) في 1992 الى (وقائع) تحت البحث 2016. ونواصل العرض الاخير حول المؤتمرات السابقه وترتيبات احكام القبضه على المؤتمر السادس.