السودان وجنوبه.. تطابق الأزمة
manasathuraa@gmail.com
الحركة الشعبية لتحرير السودان SPLM وجناحها العسكريSPLA، فضلا خيار الانفصال على السودان الموحد، على رغم التنبيهات المتواصلة من القوى الوطنية، بأن تقرير المصير خيار مرتبط بالديموقراطية، وإجراءه تحت ظل نظام "انقلابي" عسكري، خطأ كبير ستقترفه الحركة، ولكن كان العناد سيد الموقف، وهللت الخرطوم حينها وذبحت الذبائح، كما هتفت جوبا واحتفلت برفع العلم الإسرائيلي كردة فعل طبيعية، للاستقطاب الديني الحاد الذي قاده ما عرف وقتها بـ"منبر السلام العادل"، والذي لعلب دوره الأساسي الذي رسم له إعلامياً وعقائدياً، لإنجاح صفقة الانفصال.
ما يحدث اليوم في الجنوب، طبيعي جداً، وكان متوقعاً، وفي تقديرنا المسالة لا علاقة لها بالقبلية، وإنما صراع حاد على السلطة والثروة، وهو نتيجة طبيعية لعدم الديموقراطية، وعدم وجود الحريات، ويعتبر حزب الحركة الشعبية نفسه الوريث الشرعي لعرش الجنوب، ولا يحق لأي حزب حكم الجنوب، ومن هنا بدأت المشكلة وتطورت، فما يحدث بين سلفا كير ومشار وتعبان، أشبه بما يحدث بين الحركات المسلحة والمؤتمر الوطني، والأخير يرى نفسه الوريث الشرعي على حكم السودان، ومن يريد الحكم عليه الدخول أولاً تحت عباءة النظام، وبعدها سينظر إن كان سيشارك بنسبة معينة، أم يعطى وزارة (لزوم المصاريف)، وتطورت الأزمة إلى أن وصلنا إلى مرحلة الـ"لا دولة"، وفي ذات الدرب يسير الجنوب، ولا حل إلى بالديموقراطية وتطويرها بالمزيد من الحريات.
استقرار الجنوب، من استقرار الشمال، وما يقربنا من مصالح اقتصادية مشتركة، أكثر مما يفرقنا من خلافات قبلية وأيدلوجية وغيرها، والتي أججتها العقلية الحاكمة الآن، ولا خيار أمام الشعب السوداني شمالاً وجنوباً، إلا خيار النضال المشترك، لبناء ديموقراطية راسخة، من أجل بناء دولة مدنية حديثة تواكب تطور العالم، وفي العدم سنظل نسير على طريق التقهقر والتراجع، مصحوبين بصراعات عمياء وحروبات جوفاء لا فائدة منها، ولا مصلحة، ولا ننسى بأن 90 في المئة من مشاكل السودان يتم توريثها للأجيال عنوة ومع سبق الإصرار، وهذا ما يزرع بداخلها "الدونية" وهي ترى العالم يتنقل من تطور إلى آخر، ونحن من تخلف إلى آخر.. وسنظل طالما لم نذق حتى اليوم طعماً للديمقوقراطية. ودمتم بود
الجريدة