الغريق فى خارطة الطريق

 


 

 


waladasia@hotmail.com

سعيد شاهين

اخبار المدينه تورنتو

تحدث الجميع واسرفوا حول حدث الساعة السودانيه التوقيع على خارطة الطريق تحدثوا وكتبوا واريق مداد اغرق الاسافير والصحافة الورقيه قبل وبعد واثناء التوقيع هناك من يحرض بعدم التوقيع ثم الاتهام بعد التوقيع ببيع القضيه ومنهم من شجع وحرض على التوقيع ومنهم من وقف حيث ممنوع الوقوف بين اللافتتين

وبعد ان تم التوقيع ونتيجة فيضانات وسيول ما اريق من مداد ضد التوقيع اراد الموقعين ازاحة الحرج السياسى وعمل متاريس تصد هذه السيول من مداد الانتقاد وحفظا لماء الوجه قالوا ما قالوا ولكن الحقيقه التى لم يركز عليها الجميع هى لماذا صار المجتمع الدولى مؤتمر وطنى !!؟؟ وهذا بفهم المعارضين على التوقيع بمعنى انهم انطبق عليهم المثل يعاين للفيل ويطعن فى ضله!! اليس هو الذى دفع الجميع للتوقيع على خارطة الطريق؟ . ولماذا لم تتصدر امريكا المشهد كما نيفاشا ؟ والتى هى طبخة امريكية كاملة الدسم سدت شرايين الوطن الى ان تمزق وهى الان تحاول ترميم ما حدث نتيجة العراك الدائر فى الجنوب بين الاخوة الاعداء نعم لقد استوعبت امريكا درس نيفاشا لذا اشركت معها شلتها الاوربيه وادواتها الافريقيه حتى لاقدر الله وحدث ما حدث للجنوب يكون الدم السودانى مهدرا

لم يتمعن الاخوة الى لماذا اصر المجتمع الدولى على التوقيع وليكون الهبوط ناعما ينتدب السيد الصادق المهدى مع امبيكى لتسليك الامور واعطاء الامر بعدا واهمية دور المجتمع الدولى لحلحلة الامور الذى هو ذاته عقدها لاحتضانه وتشجيعه للحركات المسلحه والمعارضه وفتح كل المغاليق له مع حصار اقتصادى وسياسى كنوع من انواع استخدام كل الاليات من جذرة وعصا على الجميع لماذا اعلنت صافرة حكم المباراه السودانيه نهاية اللعب الخشن ؟ والعوده للداخل لدافورى الليق السودانى !!

لنحلل الواقع المعاش اليوم عالميا واقليميا ومحليا ونلفت النظر سريعا باضاءة لما سببه السودان بعد نجاح اول واخر قمة عربيه تنفش ريشها وما سببته من تحول اقتصادى وسياسى عالمى بعد مؤتمر اللاءات الثلاثه والذى دفع السودان ثمنه انفصال الجنوب . ومع ما يدور اليوم فى العالم من حروب وتمدد رهيب لما يسمى بداعش التى دهست يابس العرب واخضر الغرب

موقع السودان احبتى هو الرافعه الاساسيه التى دفعت المجتمع الدولى للضغط على المعارضه والحكومه لانهاء العك بينهما . لماذا؟ ليس حبا فى عيون السودان بل لان انفراط امر السودان هو باختصار تهديد للامن والسلم العالمين واقرأوا ما قاله مدير المخابرات الامريكيه كما جاء في صحيفة اخبار المدينة التى تصدر من تورنتو

حذر مدير وكالة المخابرات العسكرية الأميركية فنسنت ستيوارت الاثنين من أن تنظيم داعش “سيزيد وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرتها الفتاكة”. وربط ستيوارت في خطاب أمام مؤتمر أمني تحذيره بتأسيس التنظيم المتشدد “فروعا ناشئة” في مالي وتونس والصومال وبنجلادش وإندونيسيا. وقال “لن يفاجئني لو وسعوا نطاق” عملياتهم من شبه جزيرة سيناء المصرية إلى مناطق أعمق داخل مصر وأضاف ستيوارت “في العام الماضي ظل داعش متحصناً في ساحات المعارك في العراق وسوريا وتمدد على المستوى العالمي إلى ليبيا وسيناء وأفغانستان ونيجيريا والجزائر والسعودية واليمن والقوقاز”. ومضى في القول “سيزيد داعش على الأرجح من وتيرة هجماته العابرة للحدود وقدرته الفتاكة) انتهى تصريحه

ومن اخر التصريح اعلاه الخوف بتمدد حركة داعش الى السودان بارتكاز على دارفور المضطربة بعد سيطرتها الكاملة او الشبة كاملة على ليبيا واجزاء من العراق وسوريا ، وهناك ايضا احتمال بتمددها الى مصر حيث الوضع مضطرب للغاية ما بعد زوال حكم الاسلامين وتمنياتهم للعودة مرة اخرى ولو بالقوة ، اما احتمال دارفور فهو اكبر لاضطراب الوضع وعدم مقدرة الحكومة ولا اليونميد على السيطرة على الاقليم مما يفسح المجال لفوضي اخرى ، مع العلم ان عدد السودانيين المنضمين لداعش قد يصل الى المرتبة الثالثة(550 مقاتل) من بين المقاتلين الاجانب
اذن السودان بوضعه الخطير فى القرن الافريقى فى حالة انفلاته سيكون قاره لداعش وساحة عالميه للارهاب الدولى بكل مكوناته من عصابات مافيا مخدرات وسلاح وغلو دينى الخ وكل سيسرح ويمرح وستكون سوريا نقطه فى هذا البحر

خارطة الطريق اخوتى هى عملية استباقيه امنيه عالميه لمخاطر غير مسبوقه ربما تؤدى لحرب عالميه ثالثه مع تضارب المصالح الصينيه والروسيه والامريكيه وما يدور فى جنوب السودان هى بروفه مصغره لما هو محتمل لاحقا فما عاد الاقتصاد العالمى ولا الالة الحربيه تتحمل اكثر من ذلك مع حالة الطوارىء القصوى المعلنه داخل الدول الاوربيه وامريكا واستباقا ايضا لتاثير احتمالات ان تاتى الانتخابات الامريكيه بترامب رئيسا وهو ما اجمع الجميع على انه سيكون كالثور فى مستودع الخزف ويكفى انه فى سابقه غير معهوده تتدخل دول ذات وزن للتاثير على الحملة الانتخابيه الامريكيه لاول مره وبحده وحزم حيث بادرت الجاره الكنديه وعلى لسان رئيس وزرائها الشاب قائلا ان الارض الكنديه ستكون محرمه ان تطاها ارجل ترامب لو اختير رئيسا ولقد تبعه بنفس الحظر الرئاسى المحتمل دول اوربيه اخرى وهذا تدخل لعمرى لم يحدث من قبل ولم يجد احتجاجا امريكيا باعتباره تدخل فى الشؤن الداخليه بل وداخليا لاول مره يرمى رئيس امريكى بكل ثقله لمهاجمة مرشح رئاسى كما يفعل اوباما الان

البيع الذى تم ليس من قبل المعارضه المسلحه او السلميه لانه لا بضاعة لهم يبيعونها اصلا البيع الذى تم وبمعنى اصح ان دول ما يسمى المجتمع الدولى تحاول شراء امنها وامن مواطنيها بتضيق حالة التمدد الداعشى واحسن {كل واحد يقعد فى مواعينه ويعرف حجمه} سواء الحكومه او المعارضه كما لا نغفل الترحيب الدولى وترحيب الامين العام للامم المتحده

وبتمعن نقرأ ما صرح به دونالد بوث

رحب المبعوث الأميركي للسودان دونالد بوث، بتوقيع قوى المعارضة السودانية على خريطة الطريق ، وقال إن الخطوة المقبلة ستكون انطلاق اجتماعات وقف العدائيات في المنطقتين .وقال بوث إن وقف العدائيات في جنوب كردفان والنيل الأزرق تكمن أهميته في أنه الخطوة التي ستوقف الحرب وتنهي معاناة المتضررين من الصراع وتوصل المساعدات الانسانية .وأضاف بوث، حسب صحيفة “الخليج” الإماراتية الصادرة اليوم الأربعاء، ان الوساطة الأفريقية ستدعو خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع إلى اجتماع يضم الموقعين على خريطة الطريق وآلية (7 +7) للدخول في حوار أكثر شمولية. وأكد (نحن نعتقد أن الحوار الوطني يجب أن يكون شاملاً وفي أجواء مهيأة للحوار وأن هاتين النقطتين يجب أن تتم مناقشتهما بين الحكومة السودانية وأولئك الذين يودون المشاركة في حوار حقيقي ومسؤول لبحث مستقبل السودان).

لقد ضاعت ثلاثه اجيال نتيجة هذا التناحر الغير مجدى والذى نهايته سلاح ارضا كما قال من قال بدا سلاح فوق وضاع جزء عزيز من الوطن وجميع اللاعبين فى الساحة مسؤل عما نحن فيه اليوم اذن ما هو المطلوب

ونواصل

 

آراء