فوز ترامب: زمان الفجاءات المرصودة والوعي المطلوب

 


 

 

كنت سأستغرب جدا وأشك في نتيجة الانتخابات الأمريكية إذا لم يفز فيها ترامب ، كيف لا و الخطوط بين الخير الديمقراطي الامريكي ان كان فيه خير لنا ، وللعالم وبين الشر الجمهوري ، إن كان الشر في امريكا ليس من مباديء واجندة الصهيونية التي تتحكم في من يرأس أمريكا منذ ان قتل ابراهام لينكن الجمهوري ، لأن ضميره لم يك يحمل شرا بمجرد وقوفه مع السود في امريكا ، حيث بدأت الصهيونية تستزرع السوء والشر في كل دورات الحكم والرؤساء في امريكا منذ نيكسون وفورد وريغان وايران كونترا قيت ، ومنذ جورج بوش الاب وحربي الخليج وجورج بوش الابن وفجاءة سبتمبر 2001 والانقلاب على العراق ودخول الكويت والفجاءات تترى والخطوات تتسارع نحو خارطة العالم الجديدة واهما الشرق الاوسط الجديدة.

ونحن ننخدع في هؤلاء واولئك في رؤساء امريكا ونظن أنه فجأة نشأ الحب والتعاون والاتفاقات الايرانية العسكرية والسياسية مع امريكا و اسرائيل ولا نصدق انها بدأت في عهد بني صدر بل يمتد الحب منذ لقاء المجوس مع اليهود في يثرب.
ونعتقد انه فجأة وجدنا ان ايران والعرب عبر العراق يدمر بعضهما بعضا ويبدأنا العداء الجديد والذي هو فصل من فصول الفوضى الخلاقة .
وفجأة نرى ان العراق يدمر كأقوى ظهير للعرب .
وفجأة وجدنا انفسنا أمام دويلات داخل دولنا ، حزب اللات ، والأكراد ، الحوثيين ، النخاولة ، داعش في سوريا وفي العراق ووجدنا ان الاقليات من أرمن ويزيديين ودروز وكنائيس وليبرالية وجمهوريين جدد يمثلهم آل علمان في داخلنا .
وفجأة وجدنا انفسنا في فوضى خلاقة في تونس وفي ليبيا وفي مصر ، لتخدع الشعوب بإرهاب الاخوان المسلمين لمزيد من التفريق بين السنة ومزيد من التفزيع في مصر والسعودية والخليج بوصفهم بالارهاب مرة والانقلاب عليهم وتقتيلهم أخرى ، ثم فجأة تسلم دولنا للعلمانية والليبرالية .
وفجأة تخلصت امريكا بأيدينا ممن أسمتهم دكتاتوريين ، وارهابيين ، تخلصت من القذافي وهي تأتي بأسوأ منه ، حفتر العلماني ، وانتهت من بن علي وتأتي بحكومات متميعة ، وقبله انتهت من ديمقراطية الجزائر وأتت بعلماني يحبو على كرسي ، وفجأة وجدنا مصر تحت العلمانية بقيادة السيسي والجيش ، وبسرعة وفجأة يبدأ ينفذ أجندة الصهيونية في غزة وفي سيناء وفي ليبيا وفي تركيع مصر وتخذيل السعودية والدخول معها فيما نرى .
وفجأة وجدنا انفسنا امام (اتفاق) علني بين إيران والصهيونية وأمريكا نفسها تحت الديمقراطيين ، وروسيا واوروبا وفجأة شاهدنا ايران تسقط عواصمنا واحدة تلو الاخرى وتدمرنا كسنة في تلك الدول وتبغر بطوننا .
وفجأة وجدنا الشيعة العرب يتحالفون مع المجوس ويدمون رؤوسهم ويندرجون جنودا ، أحقد جنود ضدنا تحت ألوية المجوس.
وفجأة وجدنا أن امريكا تكمل الدور الناعم للديمقراطيين، ايام اوباما الديمقراطي فتنقلب على أهم شركاءها في المنطقة مثل السعودية التي رفعت رأسها بسلمان ورفضت الخنوع .
الان بعد هذه الفجاءات وجدنا ان ظهرنا مكشوف تماما بعد (اتفاق ) اوباما الديمقراطي مع ايران قيت النووي الجديد ، فتتمايز الصفوف بين الشر والخير في العالم بعد ان اظهرت امريكا وجهها الحقيقي حتى تحت ماء وجه اوباما الناعم .
وفجأة يفوز ترامب بين ليلة وضحاها وتقلب موازين الانتخابات في ساعات فقط على الديمقراطيين ، فالدور دور حرب مباشرة علينا وعلينا ان نتوقع الأسوأ ، لكن بدون نفاق.
انا اعتقد اننا يجب الا نؤيد رئيسا امريكا ديمقراطيا فنفرح له اذا فاز ونحزن له إذا لم ، ولا يجب ان نقف ضد آخر فاز او خسر فإنهما ترسان في عجلة كبيرة كلها تحقق نفس الهدف الصهيوني في قيادة العالم عبر أمريكا .
اذا اعتبرنا فوز ترامب وحده هو الشر الآتي من امريكا فنحن اغبياء ونحن لا نعي سياسة المرحلة ولا الادوار المحددة لكل رئيس امريكي في تنفيذ خارطة العالم الجديد والذي يهمنا فيه خارطة الشرق الاوسط الجديدة والتي سوف لن تفجأنا ان وجدنا ان بقية ما فضل من دولنا السنية والتي ترفض الخنوع ستلحقها الفوضى الخلاقة بصورة او اخرى ، ولربما تم تعميم العلمانية الحليف الجديد للغرب بعد ان خلع جلباب الاشتراكية والشيوعية ظاهرا ولبس جلباب المنابر الديمقراطية مرة بعد ان عبر على ظهر الليبرالية الغربية الى طابور خامس يمثل حلف الشيطان في منطقتنا.
ما يعجبني في الجمهوريين بمن فيهم ترامب وقبله مجموعة الرؤساء الجمهوريين منذ لنكن وجرانت وايزنهاور ونيكسون الى آل بوش وآل غور وكل صقور بوش الابن ، لأنهم يظهرون الينا خططهم المعادية بشكل جهير ، ولا يواري وجهه القبيح علينا وضدنا نحن معشر المسلمين ، والسنة بوجه خاص.
ما لا يعجبني في الديمقراطيين منذ فرانكلين روزفلت وترمان وكينيدي وجونسون وكارتر وبيل كلينتون واخير الدعي اوباما ، أنهم ينافقوننا ويدهنون علينا ويخادعوننا بالصداقات البائرة ، ولا يظهرون وجوههم الحقيقية ضدنا ، حتى يفجأوننا بالاتفاقات مع أعداءنا وينفذون معهم وعبرهم لعنة دمارنا كما نراهم مع إيران وبيعهم المنطقة بالكامل الى الصهيونية لتنفذ اتمام قيام دويلة عبر الفوضى الخلاقة ليأتي جمهوري أخرق احمق من بوش ، مثل ترامب لكي يوقع على قيام دويلة اسرائيل وعاصمتها القدس .
من قبل كنا نتوهم بفوز كيلنتون زوج هذه السلحفاة الملساء التي سقطت اليوم والحمد لله ووحدنا انه يحقق لاسرائيل اتفاقية وادي عربة وغيرها ، كما نفذ قبله كارتر كامب ديفيد ، وطبلنت لأوباما من الديمقراطيين ايضا بل وصفناه بالمسلم واهدينا لجدته حج ملكي.
الأدوار الظاهرة والأجندة الواضحة التي ترسمها الصهيونية لأي رئيس امريكي ان يخطو الديمقراطيون خطوة نحو الشرق الاوسط الجديد عبر الحرب الناعمة القذرة ، الاتفاقات ، وأن يأتي جمهوري ليحشد جيوش العالم في حرب قذرة اخرى ، بغزو دولنا بجيوش العالم.
ايها المسلمون السنة ، إذا لم تتمايز عندكم الصفوف الى الان واذا لم تعوا ان سياسة امريكا هي مكينة كبيرة تقطع فيها كل عجلة برئيس ديمقراطي مرة وجمهوري اخرى حتى تحقق ما نراه الآن فأنتم ما زلتم في وهم عظيم وإن شئتم ان تزيدوا من وعيكم ولا تندهشوا أكثر فأسألوا الامير بندر بن سلطان فهو قد خبر الامور وإندهش بما فيه الكفاية من النفاق الغربي .
و (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم)

middleastmarketing@gmail.com

 

آراء