إلى الأاخوة الخليجيين …. نصيحة بالدارجي ولوجه الله
الاخوة الاحباب في الخليج اسمحوا لي ان اقدم لكم نصيحة لوجه الله ، من باب (ذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين)، ومن شخص يحبكم جميعا ، ويغبطكم ولا يبغضكم ، شخص توله كثيرا واعجب بتحويلكم الصحارى الى ربوع مونقة وبيوت الشعر الى ناطحات سحاب ، وعبدتم دروب الرمال ، وأطلقتم للخيال الخيال وزينتم المدن بالجمال ، ورقيتم انسانكم بالعلم وتفاعلتم مع ثقافات العالم بكل جدارة.
يا اخوتي بإختصار ، قد انتهى زمان الرفاه وعليكم ان تشدوا المآزر وتستوثقوا وتوثقوا الخطى نحو البقاء .
نعم عمرتم بلدانكم ونقلتوها الى مصافات ومسافات بعيدة في الرقي المادي ومنافسة العالم حتى صارت العماد عندكم أطول عماد ، ولا اقول لكم قد دخلتم جحر أي ضب دخله الغرب لكني اقول لكم أنكم قد بلغتم من الإعجاب بالغرب الكافر مبلغا لم يبلغه احد حتى حاكى اغلبكم إياهم في الملبس والمأكل والمظهر والثقافة وحتى نخنخة الكلام ، ووالله قد سبقناكم في السودان على هذا وجربناه لكن يعلم الله اننا قد وجدنا انفسنا نجري وراء سراب بقيعة وانتم ترون ماذا حل بديارنا قبلكم من شتات وتشتيت .
ها وقد بان ناب الغرب الآن وقلب عليكم ظهر المجن كما قلبه علينا من قبلكم ، وقد كشر لكم عن انيابه وحرابه ، وقد رأيتم وترون كل يوم تنفيذه لمؤامرات عليكم وعلى دياركم وعلى دينكم وبقاءكم كأمة ، يجب ان تتغير نظرتكم الى الامور ويجب ان تتغير علاقاتكم ولغتكم كما تغيرت لغتهم ولغة اعداءنا ، ومشكلتنا اننا نتعامل ببراءة جمعية ، وباخلاق قد نسيها العالم المادي والرأسمالي والإلحادي ، و هذه العوالم التي نتعامل معها ببراءة الحمل الوديع ، والآن قد تكشفت ذئاب الغرب ضباعا تأكل كل حملاننا الوديعة .
وللاسف توجهنا نحو العالم للنافسه في بضاعته المادية ونسينا بضاعتنا الرسالية في توجيه العالم الى الله ، فلا مادية ابقينا ولا رب أرضينا.
دعوتي ونصيحتي ان تأخذوا الأمر بكل جد ، ولا تظنوا ان العداء المنصوب علينا وعليكم يفرق بينكم ففي نهاية الامر كلكم تؤكلون وكلنا نؤكل ، الحشف والنجف ، لا فرق بين من ظل يتمسك فيكم ببداوته وبدينه وبثقافته ومن هج بنفسه يتغرب بنفسه ويجري وراء السراب ، وبين من علت ناطحاته ومن لا زال يسكن تحت بيوت الشمل والصوف ،ولا فرق بين ليبرالي واسلامي وسلفي وصوفي ووسطي ، هذا كله هرج قصد منه الهرج والتقتيل والازاحة الديمغرافية الحاصلة علينا كسنة كما وضح الان الا للمغبشة عقولهم والمغيبة والمغربة وجدانهم وللذين ما زاولوا يسدرون في غيهم مع الغرب .
وها قد انتهى زمان الرفاه وإن ظننتم أن الأمر مجرد حكوة وستنتهي ومجرد حلم وسيزول ومجرد حالة عابرة فإنكم والله تتوهمون فاليوم ما عاد كالأمس فنحن أستعدينا وصرنا أعداءا للعالم من حيث ندري ولا ندري ومن حيث نريد او لا نريد .
الأمر جلل فعليكم بشد الأحزمة وعليكم بالجد وعليكم بالوحدة ونبذ التفرقة التي صنعها اعداؤنا معولا من معاول الهدم الذاتي ، وعليكم بتغيير النظرة الحالمة الوادعة لأمريكا وللغرب وللمجوس والصهيونية وبلاد الالحاد السوفيت ، فلا تجاروهم في دبلوماسية ناعمة وتتجملوا لهم باعتبار ان تجملكم وحلمكم سياسة ترغيب ، فهؤلاء لا يعتبرونا بشرا حتى يرغبونا ويرغبوا فينا ، انهم يتظرون الينا بدو ينامون على براميل نفط ويعتبرونا غباء وسخاء غير مدروس كما يصوروننا في افلامه م ومجالسهم الخاصة ويشوهون ويكرهون فينا العالمين.
وبدلا ان توجهوا بقية بترولكم الذي تم تبويره من الغرب نفسه حسب مقتضيات المرحلة لترضية الغرب وشراء حلمه وصداقته يجب ان توجهوه لقوتكم الداخلية ولحلفكم ولسلاحكم ، وإن بقي فيكم عود مشدود وبقيت فيكم قوة فوجهوها نحو حماية بلدانكم وارضكم وعرضكم واقهروا بها عدوكم والذي أعد العدة وقد رسم استراتيجيته على مسحكم ومسحنا من الوجود.
عليكم بحلفكم ووسعوه مع تركيا واستمعوا لدولة قطر الصغيرة فهي كانت وما زالت وعيا يمثل وجدان الأمة وتطلعاتها وأملها وعملها وقيادها فقد كانت رائدة في لتم حائطنا من السقوط ايام كنتم تغترون بالغرب وها قد بان الأمر كالشمس في رابعة النهار.
لا تتبعوا خطوات الشيطان والغرب ولا تصدقوا امريكا بعد اليوم ولا يصدق الليبرالي فيكم ان امريكا وبلاد الالحاد والعلمانية ستقيم له وزنا بعد ان تحقق مآربها ولا يصدق الأخ المسلم انه سيسود بعد هذا ولا يصدق الطيبون البراء أن امريكا والغرب والصهيونية والمجوس سيقيمون لهم وزنا طالما ان الجميع سنيون وقد بارت بضاعتنا عندهم وقد قل وزننا وشاهت وجوهنا عندهم ، وقد قلبوا علينا وعليكم ظهر المجن ، ولا تصدقوا ان العمارة المادية ستبقى ان لم يبق العرض والدين والإنسان السني .
ولا يوهمكم من يقول أو يفسر لكم ما نقول على انه ايمان بالمؤامرة الخارجية او انه سوداوية او رأي منتمي مغرض .
والأمر متروك لكم فأنتم أدرى منا .
الله قد بلغت فأشهد
rafeibashir@gmail.com