الروشتة الماليزية للحكم الراشد

 


 

 


كلام الناس

*لاأخفي عليكم أنني مللت الكتابة خاصة عن الأوضاع في السودان‘ لكنني في نفس الوقت لاأستطيع الجلوس على مقاعد المتفرجين وأنا أتابع التطورات المأساوية التي تفجعنا بها الأخبار خاصة في جانبها الإقتصادي الأكثر إيلاماً على المواطنين.

*لن أتحدث عن إرتفاع تذاكر الطيران رغم أثرها السالب على الحراك المجتمعي والتجاري والإستثماري والسياحي‘ كما لن أتحدث عن إرتفاع أسعار الأدوية الجنوني الذي جعل الصيادلة يحسون بأثرذلك على قطاعات واسعة من المرضى‘ ولن أتحدث عن جنون الدولار الذي يلقي بظلاله السالبة على مجمل حاجات المواطنين الأساسية وفي مقدمتها حاجات"قفة الملاح".
*لن أتحدث عن كل هذه الظاهر الموجعة التي تدفعنا دفعاً للكتابة مهما كان حجم اليأس الذي أصابنا من أولي الامر في السودان الذين لايهمهم كل ذلك‘ وهم سادرون في غيهم السياسيي بعناد معطون بتجاهل غريب للاثار المدمرة لحياة الإنسان السوداني مادياً وإقتصادياً وأمنيا.
* الذي دفعني للكتابة اليوم الإفادات المضيئة التي أدلى بها رئيس وزراء ماليزيا السابق رئيس منتدى كوالالمبور في الحوار الذي أجرته معه الصحفية إيمان كمال الدين ونشر في "السوداني" بعدد أمس السبت.
*صحيح أنه لم يأت بجديد إلى ما ظللنا نقوله حتى قبل إنطلاقة الحوار السوداني الذي كنا قد علقنا عليه امالاً كبيرة للخروج من دوامة الإختلالات السياسية والإقتصادية والأمنية في السودان‘ لكن الحكيم الماليزي مهاتيرمحمد أنجزعملياً تجربة مشهودة في الحكم الراشد تستحق التوقف عندها والإسترشاد بأسباب نجاحها.
* فال مهاتير محمد ل" السوداني" أن من اهم مرتكزات نجاح تجربة الحكم في ماليزيا أنهم " حافظوا على السلام والإستقرار ولم يلجأوا لإستخدام العنف‘ إنما إتبعوا القانون والتزموا بقواعد الديمقراطية وخلق وظائف للشعب وحسن إدارة التنوع الديني وتحقيق التنمية".
* هذه الروشتة الماليزية المجربة بنجاح قدمناها كما قدمها غيرنا لكن للأسف لم يستبن اهل الحكم في السودان النصح حتى بعد "ضحى الغد"‘ وليتهم بعد ذلك يستمعون لهذه النصيحة الماليزية الغالية التي قدمها حكيم ماليزيا وهو يؤكد أهمية تشجيع الأجانب على زيارة البلاد وتسهيل إجراءات الإستثمار والإستفادة من التجارب الدولية و" إلتقاط الافكار بتواضع لتطبيقها" .. وليس الإنكفاء على سياسات صماء أثبتت التجارب فشلها في الحفاظ على وحدة السودان وتحقيق السلام الشامل وإسترداد الديمقراطية وبسط العدل وتحقيق الإستقرار السياسي والإقتصادي والامني.

noradin@msn.com

 

آراء