i.imam@outlook.com
عنى لي، وشغلني الأمر أيما انشغال، فرأيت لزاماً علي أن أخصص هذه العُجالة عن بعض مرئيات وموجهات مستقبلية، في قراءة استباقية، لحديث الأخ البروفسور مأمون محمد علي حميدة سليمان الهاشمي العمرابي وزير الصحة في ولاية الخرطوم، الذي سيستضيفه منبر الخرطوم الإعلامي الذي تنظمه الإدارة العامة للإعلام في وزارة الثقافة والإعلام والسياحة بولاية الخرطوم، وذلك في الساعة الواحدة ظهر اليوم (الثلاثاء) بقاعة اجتماعات وزارة المالية في ولاية الخرطوم.
أحسب أن الكثيرين من الرسلاء والرسيلات في الوسائط الصحافية والإعلامية، في انتظار البروفسور مأمون حُميدة، كانتظار الكاتب الآيرلندي صمويل بيكيت لبطل مسرحيته غودو، لاستجلاء كثير من الأمور المتعلقة بالصحة والطبابة في ولاية الخرطوم، من حيث التوسع في الأطراف، والوصول إلى الأرياف، إنفاذاً للخارطة الصحية الولائية التي غرس زرعها، وسقا ماءها الأخ الرئيس عمر البشير، ورعى نبتها، وصان حصنها الأخ الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين والي ولاية الخرطوم، وحمل لواءها، وحمى حميها، وانفعل بها، وتفاعل معها، واستمات من أجلها، قتالاً وعملاً، أناء الليل وأطراف النهار، البروفسور مأمون حُميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم، كسباً للأجر، وخدمة في غير من أو أذى للوطن والمواطن، وتعففاً عن دراهم الدولة ودنانيرها. وإني على ذلك، من الشاهدين. ويقيناً سيجلي حديث البروفسور مأمون حُميدة اليوم (الثلاثاء)، كثير اضطرابٍ، وكثيف ضبابٍ، في أذهان البعض الذين منهم، من هم حيرى لما يسمعون من مواطني الأطراف والأرياف، بلسان يلهج بالثناء والشكر، لما أنجزه البروفسور مأمون حُميدة من إنفاذ 85 في المائة من الخارطة الصحية، وما تحقق في مناطقهم من أطبة يسعون إليهم، زمرا وفرادى مثل ما يدعو الحجيج الموسم، رغم شُح الإمكانات، وسعة الطموحات. والأهلون في الأطراف والأرياف بولاية الخرطوم، ليسوا أقل حيرة من أولئك الذين يعجبون من هجومٍ ظالمٍ، واعتداءٍ غاشمٍ، تعرض ويتعرض له وزير الصحة الولائي، من الذين خلطوا الطبابة بالسياسة، والصحة بالمعارضة، وآخرين لجأوا إلى الصحافة بدافع مرض الضمائر، وغرض الأهواء، وهو كالطود العظيم لا يلين ولا يستكين.
وكأني به يتمثل في حاله هذا، قول الشاعر السوداني إدريس محمد جماع:
هين تستخفه بسمة الطفل
قوي يصارع الأجيالا
حاسر الرأس عند كل جمال
مستشف من كل شئٍ جمالا
في رأيي الخاص، أن أهل الوسائط الصحافية الإعلامية، سيأتون اليوم خفافا وثقالا، إلى منبر الخرطوم الإعلامي، وهم وهن يمنون أنفسهم وأنفسهن، بحديث مليءٍ بالانجازات، وبكم متدفق من المعلومات، وسيكون انسيابها إليهم في غير عنتٍ أو اشتطاطٍ. وسيحدثهم البروفسور مامون حُميدة، حديث العارف الواثق، عن المراحل الأخيرة من إنفاذ الخارطة الصحية التي ستكتمل بمسك الختام إن شاء الله، بافتتاح مستشفى السروراب خلال بضعة اسابيع والذي سيكون أيقونة مستشفيات ومراكز الأطراف الأرياف. وسيحدثهم عن الايلولة وما أدراك ما الايلولة. فالايلولة منذ ان أصدر الأخ الرئيس عمر البشير قراراً بأيلولة مستشفيات الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان والصيني إلى ولاية الخرطوم إلى يوم الناس هذا، ما زالت تُثير الكثير من الجدل دون النظر إلى مدى أفادتها للمواطن. لذلك لم اجد مناصاُ في كتاباتي عن الأيلولة، إلا التذكير بأنه لا ينبغي أن تكون مسألة الأيلولة محل مُلاججة أو موضع مُحاججة من قبل أي جهة، لأن القرار الجمهوري الصادر بشأنها، لا لبس فيه ولا غموض، فحدد أُطرها، ونظم سلطاتها واختصاصاتها، فإن أي حديث عنها في هذا الوقت، يُثير قدراً من البلبلة والاضطراب لدى المواطن، بعد أن حسم القرار الجمهوري الصادر في هذا الشأن أمر تبعيتها. وذكرت بعضهم في هذا الصدد، على سبيل المقاربة، وليس المقارنة، بقول الله تعالى: "قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ".
ومن المؤكد، أن الأخ البروفسور مأمون حُميدة سيتحدث بشيءٍ من الصراحة المعهودة فيه عن الصيدليات، وأمر تنظيمها في ولاية الخرطوم. ويتطرق إلى ما وجهته وزارته من مضاغطاتٍ عديدةٍ، من قبل بعض الأطباء والعاملين في الحقل الصحي، بعضها نتيجة لتضرر مصالح البعض والبعض الآخر اتخذها سبيلاً للإظهار معارضته السياسية للإنقاذ، وآخرين بسبب حنين الماضي والألفة القديمة، ولكن سيذكرهم بأن قيادات الوزارة صمدت أمام هذه الرياح العاتيات سنين عدداً. فاليوم شارفت مراحل إنفاذ الخارطة الصحية بولاية الخرطوم اكتمالها، إذ اكتمل أكثر من 80% منها، وذلك بتوزيع الخدمات للأطراف، وإنشاء عيادات طبية مكتملة في القرى التي لا يوجد بها مراكز صحية لتقديم خدمات علاجية في أماكن سكن المواطنين. فلا غرو أن اتجهت الوزارة إلى مرحلة تقديم الخدمات الصحية والطبية إلى الأرياف بعد قرب اكتمالها في الأطراف، لينعم مواطنو الأرياف، ما ينعم به حالياً مواطنو الأطراف من خدمات صحة وطبابة. وبمعرفتي بالبروفسور مأمون حميدة، سنين عدداً، منذ أن قدمني إليه للتعارف والمواددة في تسعينات القرن الماضي، الأخ الصديق علي محمد عثمان يسن سفير السودان لدى المملكة المتحدة وإيرلندا آنذاك، عرفته بالحق صداعاً، وبالصدق نطاقاً، وبالقول شجاعاً، إذا ما سُئل عن إضراب الأطباء الأخير، سيرد في غير لجاجة، ويؤكد بالقول والدلائل، حسوم تداعياته، وقليل تأثيراته، في مستشفيات ولاية الخرطوم. إن سُئل عن حديث استقالته بعد شهرين، كما طارت به الركبان داخل السودان وخارجه، منزوعاً من سياقه، فيرد ساخراً إن هذه إلا أمانيهم، ويكشف لهم حقيق القول في هذا الأمر، إذ أنه سخر من بعض المطالبين بإقالته، بدعوى أن حكومة الوفاق الوطني كإحدى مخرجات الحوار الوطني، ستشكل في يناير المقبل، فلم العجلة، وعلاما الاستعجال في بالمطالبة بالإقالة.
أخلص إلى أنه من الضروري، أن يستهدف هذا المنبر الأسبوعي الإعلامي الخرطومي، أفكاراً معاصرةً، ومفاهيم جديدةً، ورؤىً خلاقةًً، لكيفية تدفق المعلومات، وتمليكها من المسؤولين إلى الوسائط الصحافية والاعلامية، واستحداث فكرٍ إعلامي خلاقٍ يُساهم بفاعلية في تشكيل رأي عام لمعالجة قضايا الوطن وهموم المواطن.