الفنان التشكيلي “علي الجاك سعيد”: حفرٌ في صخر الإبداع
كثيرٌ منا لا يعرفون قيمة أنفسهم . ولا يدركون أن بعض أبناء هذا الوطن قد حفروا أسماءهم في تراب ذهب الإبداع ، ليس بمقاييس وطنهم وضعف ما نراه مما يبدو حصيلة معرفة ما أنبتته أرض الوطن ، بل نجدهم بعضهم خارج الوطن، خير سفراء للوطن ، لأن طينة الإبداع فيهم تزدهر ،ولأن هنالك الكثير الذي ينقص هؤلاء المُلتهبون والنيران تُحيط بهم كالذهب . في أوطانهم الكثيرون الذين نتأمل إبداعهم ، يلهثون من أجل لقمة العيش. و يصبح التفكير خارج صندوق العاديّة ، جزء من أحلام عداوات الذين يعيشون خارج التاريخ . ها هي رياح بكماء سوداء لم تلبث تُلاحقهم .يُلاحقهم الجهل النشط ، الذي مرّغ تاريخنا الحاضر ، أكثر مما كُنا نتصوّر. ونجد الآخرين منهم الفنان " علي الجاك " ، طاقة إبداع هائلة . تواكب النهضة العلمية وتأخذ بأسباب التقنية المتقدمة ، رغم الإرث من أوجاع الماضي ، تعود إليه تفجأه بليل . نسأل له العافية والصحة .
(2)
الفنان التشكيلي" علي الجاك سعيد " هو دون شك واحد من هذه الصفوة ، التي يتحدث كثيرون من أهل السياسة ويمكرون عليها وينعتون أمثاله بصفوة الفشل .
فهو مثال صارخ لفنان تشكيلي برز في فن الجرافيك ، وصمم أغلفة الكتب الورقية والإصدارات الرقمية . يقرأ النصوص أولاً ، ثم يأخذها بالحنو والدلال . يجلس يستوحي منها خامة تُكمل الجانب المرئي من الإصدارة ، أو الخيار الذي يوازي للنص . يعيد صياغة الأحداث بحرفية مَزج لقاح فن الإعلان والفن التشكيلي وجميع الفنون البصرية ، في مُضاهاة يَجعل المرء يُفتتن : أهو يقرأ السِفر ويتذوق العُناب الطازج أم يتناول كبسولة فنية ، تُغني حسه المثقف ؟
للنهوض، يتعين على المرء أن يرتقي سُلّم المجهول بخطوات متعجلة وثابتة على أرض تُنجب من يستطيع المنافسة في السوق الحُر ،و في مجتمع فضاؤه مفتوح على ، ويفوز من لديه رؤيا استباقية.}
(3)
التعريف بالفنان " علي الجاك ":
1. بكالوريوس كلية الفنون الجميلة – الخرطوم في 1978 م
قسم التصميم الإيضاحي.
2. مصمم غرافيك – المجمع الثقافي (1990 – 2007 )
3. مخرج صحافي -- مجلة الشرطة – ( 1981- 1987 )
مدير فني – مجلة أوراق ( 1987- 1989 )
4. مخرج صحافي - مجلة الإذاعة والتلفزيون – السودان (1978- 1980) م
5. صمم مجموعات كبيرة من المجلات والبروشورات وأغلفة الكتب والنسخ الرقمية
6. عمل في صحيفة الاتحاد الإماراتية ولم يزل .
(4)
رؤيا الفنان "علي الجاك سعيد " التي كتبها في معرضه بالمجمع الثقافي في أبوظبي- دولة الإمارات العربية المتحدة ( 15-23 فبراير 2005 ) :
{ المهم الفعل التوصيلي في " فن صناعة الكتاب " . مغادرة المغارات المكانية والتحول إلى ظرف زماني متغير الدلالة . يلاحق النص والمعنى للتحريض ولإثارة لشرح الروابط الشفافة والعميقة في مكونات سياق القول البصري .
لا بد من إيجاد علاقات جديدة استثنائية في حالات وتراكيب الأشياء الجرافيكية : اللون ، المساحة ، الصورة ، لخلق وسيط دافع وفاعل وشارح للمفاهيم العصيّة ربما على اللغة نفسها .
مشروع الغلاف " اللوحة " يجعل سطح الكائن المطبوع يغلي بكائنات مبصرة وعمياء تتلمس المعنى دون مجسات الجاهزية المسيطرة على الحواس . ثم بعدها تكون فسيفساء جديدة تجد بداخلها عيون لامعة في الظلام ، تراقب نفسها والمارة ، فتثير فيهم الفضول وتلاحقهم ، فيتكون ما يمكن أن نسميه " ثقافة العبور " التي ربما تحول ماكينة الحياة لإفراز سائل سحري ذي ذي ثلاثة أقطاب جمالية :التأمل ، الملاحقة والعبور .
هنالك محاولات نحو المغامرة والقفز لكنها تبدو قليلة مقارنة بالمجهول القادم نحو هذا العصر الذي لا يساوي ثمن مخلفاته الفاسدة .
ما حولنا محاصر بآلة السلعة ووحش المعلومات الضخم المسيطر على خريطة الدماغ البشري لصناعة ما يسمى بثقافة ( BOOK COLA ) ، ترمي بعد الاستمتاع بالدهون ، السكريات والألوان الصناعية التي لونت أحشاء الكائن
البشري }
عبد الله الشقليني
21 نوفمبر 2016
alshiglini@gmail.com