في رحيل البروفيسور عبدالماجد بوب

 


 

 

 

أسهم كثيراً في مجاله ، وفي مجال الوعي . كتب كثيراً ، وتلك خاصية تندُر لدى كثير من علمائنا . وهذا يُحسب له . قدم دراسات واسعة ودقيقة المراجع في مجاله وفي العمل العام . امتاز بالتحليل ، وهي قدرة تضاءلت كثيراً عن أهل الشأن العام . له خلاف مع مؤسسات القمع . استن لها

اعتدنا في السودان ، على أن أصحاب العلم لا يُحتفى بهم ، والذين قدّموا لوطنهم ، يواجههم العامة بالعقوق ، والنسيان . وتلك خصلة يتعين علينا تجاوزها . اختلف مع كثيرين ، ولكنه صاحب مبدأ . لا تُغلبه الأهواء . كان هوى نفسه أن يكون شجرة ظليلة لمن لا يجد ظلا.

نم مثل كل أبطالنا سيدي . الأرض رخيصة ، لن تغتني إلا بأحمالها من النفوس التي وُلدت تعٌف عن المثالب ، فيك الخير مُستبطن .
وما قدم البروفيسور ، يظل لواء خفاقاً في مسالك المعرفة.
من الصعب أن نسلُك سلوك أهلنا ، ونقيم المحافل وننثر الرماد على الرءوس و نحتفل به حين غادر إلى الغيبة الكُبرى . نتركه حياً يواجه صقيع الكراهية بلا ذنب ، سوى أنه أحب خدمة أهله البُسطاء .
نعمت سيدي ، ونعُمت بك أرض الوطن . من عذب سلسبيل الفراديس ، شرِبت . ومن أثداء وارفة المحبة تغذيت . هنيئاً لنا بك ، موجود بجسدك ، أم بروحك الحنونة تُرفرف هُنا وهُناك . تمجدت سيدي .
إنا لله وإنا إليه راجعون

عبد الله الشقليني
12 فبراير 2017

alshiglini@gmail.com

 

آراء