وبرضو يا ناظم حكمت تقول أجمل الأطفال لم يولدوا بعد ! .. بقلم : بدرالدين حسن علي

 


 

 

 


من حق كندا أن تحتفل باليوم العالمي للأسرة ، أو بالأصح اليوم العالمي للطفل ، تصوروا مثلا هنا أيام 18 و19 و20 نوفمبر إجازة رسمية لأنهم يحبون ما يسمونه ال LONG WEEK END ، هنا الطفل ملك ، لا تستطيع أن تلمسه ، هنا وفي أمريكا ودول كثيرة الرقم 911 دخل موسوعة جينس مشكلا أهم رقم في العالم ، فإذا حدث واتصل إبنك بالرقم 911 وأتت الشرطة " حقك راح !" عليك أن تكون حذرا جدا وترتقي بعقلك إلى مستوى عالي من الفهم والوعي والمسؤولية .
بصراحة أنا مشفق جدا على أطفالنا في السودان ، لأنهم في الواقع أطفال الحروب والإغتصاب والقتل والخطف والفقر وكل الكلمات القبيحة في القاموس العربي .
فذلكة


تقول الأدبيات المعنية بالأمر أنه في مثل هذا اليوم من العام 1954 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الـ 20 من نوفمبر هو اليوم العالمي للطفل ، ووصف حينها بأنه يوم للتفاهم والتآخي بين أطفال العالم، وبتوقيع الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل في اليوم ذاته من عام 1989، فأصبح المغزى من اليوم العالمي للطفل ليس فقط الإحتفال، ولكن ايضًا المطالبة بحقوق الطفل والتوعية بها..



وبالرغم من مرور عشرات السنين على تدشين اليوم العالمي للطفل ، كيوم عالمي لحقوق الطفل، إلا أن الطفل لازال يُسلب أبسط حقوقه، من حق في مسكن وتعليم وحياة آدمية إلى آخر حقوقه ..

في اليوم العالمي للطفل دعونا نسلط الضوء على حياة الطفل في السودان ، في مناطق مثل دارفور وكردفان والنيل الأزرق وجوبا والخرطوم وأم درمان ، طبعا في الثلاث مناطق الأولى حرب
رهيبة ، وفي جوبا فقر مدقع ، أما في الخرطوم وأم درمان استشرت مؤخرا ظاهرة الإغتصاب ، هل قرأتم حادثة طفلة كوستي ؟ ولكن لا بأس من بعض التفاصيل.
في جميع المناطق المذكورة أعلاه تردت الأوضاع الإقتصادية بشكل خرافي ، وفقًا للتقارير العربية
والدولية ، ثانيا عمالة الأطفال شيء لا بصدق لدرجة أني طالعت تقريرا يقول : يبلغ عدد الأطفال العاملين في الشرق والأوسط وافريقيا 13.5 مليون طفل، تتراوح أعمارهم ما بين 5 أعوام و14 عامًا!

أما عن مجالات العمل التي يعمل بها الطفل، فحدث ولا حرج بدءًا من أعمال البناء، مرورًا بالعمل في المطاعم والورش والمصانع، وحتى العمل كخادمات بالنسبة للفتيات، حيث يتم جلبهن من الريف للعمل كخادمات في المدن.

ختان الإناث


وهذه حقيقة "غلوتية " كابوس عديل كده تعيشه الفتيات، وتُعرِّف منظمات حقوق الإنسان ختان الإناث، بأنه إنتهاك مباشر لحقوق الإنسان، ونوعًا من أنواع العنف الممارس ضد المرأة، والمبرر بأفكار وعادات إجتماعية جاهلة، ووفقًا لمنظمة اليونسيف عدد الإناث اللاتى تعرضن للختان بلغ 125 مليون أنثى حول العالم، وكل 15 ثانية تُجرى عملية ختان لفتاة، وأغلب هذه العمليات تكون في افريقيا والشرق الأوسط!

وعربيًا تحتل الصومال المركز الأول عالمياً فى ختان الإناث، حيث وصلت نسبة الفتيات اللاتى يتعرضن لهذه العملية إلى 98% ، وتأتي جيبوتي في المركز الثانى بنسبة 93% ، أما المركز الثالث فمن نصيب مصر التي سجلت نسبة
91%، وتعتبر هذه النسبة تقدم بالغ، فمصر احتلت المركز الأول عالميًا لسنوات طويلة ، طبعا تريدون أن تعرفوا كم نسبة
السودان ???

المؤلم هنا، هو أن لازال هناك من يدافع عن هذه الجريمة، بحجج واهية وكاذبة جملة وتفصيلًا، يرمي برأي الطب والدين عرض الحائط، من أجل إعلاء أفكاره الجاهلة التي تتغذى على عادات بالية لا أساس لها من الصحة، في تجاهل تام لمدى الألم النفسي الذي تحدثه هذه العملية للفتيات!

هالني ما عرفته وقرأته عن زواج القاصرات

كابوس آخر تعيشه فتياتنا وهو الزواج المبكر، ففي دول عربية كثيرة مثلنا حتى الآن لم يقنن سن الزواج، لم يمنع الزواج في عمر أقل من الـ 18 السن القانوني، فنجد أطفالًا بمعنى الكلمة تتراوح أعمارهن ما بين 9 و13 عامًا، والسبب نفس السبب السابق أفكار مريضة، وعادات جاهلة لا تمت لا للعقل ولا للدين بصلة، فهناك أسر ترى أن الزواج المبكر هو ضمان للعفة والشرف، وهناك أسر أخرى تلجأ لتزويج بناتها مبكرًا وقبل السن القانوني، بسبب الوضع الإقتصادي البائس الذي تعيشه الأسرة، فيكون الزواج حينها إما صفقة، من خلال تزويج الفتاة برجل غني يدفع لهم مبلغ وقدره، وإما أن يكون مجرد وسيلة للخلاص، للتخفيف من العبء الذي يحمله رب الأسرة!

وبلا أدنى شك هناك مخاطر عديدة نفسية وصحية، تنتج عن الزواج المبكر، على سبيل المثال لا الحصر كما ورد في تقرير عن اليمن التي تشهد 8 حالات وفاة يوميًا لفتيات بسبب الزواج المبكر، ولازالت الفتيات تحارب وتعاني الأمرين بسبب هذه التقاليد، التي حتى الآن لم يسن أي قانون لوقفها، ولتحديد سن الزواج بالسن القانوني 18 عام.

والمؤسف في الأمر ؛ أنه حتى الدول التي قامت بتحديد سن الزواج مثل مصر مثلًا، لا تلتزم بتطبيق القانون، بل بالعكس تجد بعض الأسر تتحايل على القانون، وتخترع وتفعل الأفاعيل من أجل تزويج بناتهن مبكرًا، فيقوموا بتزوير السن الحقيقي للفتاة، من خلال إصدار شهادة ميلاد بتاريخ مزيف يجعلها تبدو أكبر سنًا!

نأتي لثالثة الأثافي كما يقولون أطفال الحروب

مأساة أخرى تضاف لمآسينا دون أن ننسى دول مثل فلسطين والعراق وسوريا التي عانت أو لازالت تعاني من إضطرابات .
أطفال الحروب بشكل خاص هم الأكثر تضررًا من كافة النواحي، فهم يعيشون الضياع بكل معانيه، أطفال قدر لهم العيش وسط الحرب، والتعرض للقصف المستمر والتهجير، وفقدان الأهل والمسكن وأبسط حقوقهم الإنسانية، هذه الحالة من التشتت والتيه، كفيلة بأن تمحو كل لحظة سعادة من ذاكرتهم، عقولهم الصغيرة لم تعد تتذكر سوى الدمار والدم والقتل، والما عارف يشوف فيلم طائرات الأنتينوف للسينمائي الرائع كوكا ،

الأطفال لا ذنب لهم في أي شيء يحدث.

العنف الأسري دي طبعا السودان في المقدمة عالميا بدون اي تقارير، العنف تجاه الأطفال والنساء مش
ممكن !!وغالبا ما تكون التربية غطاء ،وبرضو يا ناظم حكمت تقول أجمل الأطفال لم يولدوا بعد !!!!!

 

badrali861@gmail.com

 

آراء