الكفاح العنصري المسلح ضد الحوار والعقلانية … بقلم: د. حيدر ابراهيم علي

 


 

 


كنت اتوقع ردود فعل وحوارا ساخنا وخشنا ولكنني لم أكن أتوقع أن تكون الجبهة قد نجحت في نقل اخلاقها وأدبها الي قطاع كبير من المتعلمين" الحداثيين" مظهرا وادعياء معارضة المشروع الاسلاموي. وأكبر نجاح للاسلامويين هو تسرب جرثومة العنف اللفظي والبذاءة والركاكة الى ثقافة معارضيها.
لم تهتم الجبهة بتخريب الاقتصاد الوطني فقط ، بل ركزت علي تخريب ضمير وعقل قطاع كبير ممن يسمون تجاوزا "مثقفين ديمقراطيين.
شرعت الجبهة خلال فترة الديمقراطية الثالثة في عملية تخريب وجدان الانسان السوداني من خلال صحيفةّ ّألوانّ" وكتابات حلمنتيش. فقد نقلت "ألوان" اسلوب "الحكّمات" في الشتم والبذاءة والوقاحة الي الصحف كما ادخلت ثقافة بعض سائقي التاكسي المصريين في التخاطب، فسائق التاكسي مستعد لشتم أحد المارة باقذع الصفات وهولا يعرفه وليست بينهما أي صلة . وهذا ما كانت تفعله الوان وبعض المتبنين لتربيتها هذه الايام.
ظننت ان الموضوع سوف يحفّز الجميع لاجراء نقاش فكري جاد بعيدا عن العنف اللفظي واخلاق الاسلامويين الفظة وغليظة الكبد ولكن الجبهة نجحت في انتاج جيل من الدواعش الثورييين والتكفريين الجدد وسط معارضيها.
مازالت الطروحات التي اوردها المقال قائمة ولا يجدي الاختباء خلف الشتائم والتشكيك. فالحركة الشعبية مطالبة بتقديم نقد ذاتي ومراجعة جذرية, كما أن اصحاب فكرة المركز والهامش عليهم الخروج من صراخ الشعاراتية وتقديم تنظير عميق يحترم العقول وصالح للاختبار.
تفضلول القوا سلاح العنف اللفظي واخلاق الوان تاركين الزبد واقفين الي جانب ما ينفع الناس فلتتحلوا بالشجاعة الحقة وتعالوا الي كلمة سواء قائمة علي العقل واحترام الاختلاف.
نعم أنا جلابي اسعي لكي أجلب النور والتقدم والخير والجمال لشعبي بلا تمييز او عقد. وأكرس كل حياتي لهذه الغاية النبيلة والمقدسة.
اقول لمن سألني عن انقسامات حزبي وحدده لي أنني لاحزبي رغم أن العقول الخربة لا تتخيل وجود انسان مستقل. واقول لمن دعاني لمبايعة النظام أنني امقت هذه الكلمة التي تنتمي لعقلية القطيع كما أن خلافي مع الاسلامويين فكري وليس سياسيا لكي اساوم. وكان (سارتر) يقول: بيني وبين البورجوازية ثأر لا ينتهي الا بموتي أو موتها، وأقول بدوري: بيني وبين الحركة الاسلاموية ثأر لا ينتهي الا بموتي أو موتها.
لم اتأخر في نقد أو حوار الحركة الشعبية. فقد قمت والأخ د. فاروق محمد ابراهيم بلقاء د. قرنق باسمرا في يناير 1996 وامضينا ليلة كاملة في النقاش مع وعد بعقد ندوة مع مركز الدراسات السودانية بالقاهرة في أقرب وقت. ولكن الندوة لم تنعقد لاسباب لا أعلمها حتى الآن. فقد انقطع الاتصال من جانب الحركة.

hayder.ibrahim.ali@gmail.com

 

آراء