محطة صوفيه ! الصوفيه هى الدخول فى العبوديه والخروج من البشريه !
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هديتى لأستاذى المشرف عبد الرزاق قسوم يوم هاجمنى قائلا : كيف تكون صوفيا وانت ترتدى بدلة أنيقة وثيابا رقيقه !
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
( رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى واحلل عقدة من لسانى يفقهوا قولى )
( رب زدنى علما )
قال بعضهم : الصوفى { من صفت لله معاملته وصفت له من الله عز وجل كرامته } .
والتصوف هو : طرح النفس فى العبودية والخروج من البشريه !)
والمتصوفه : يعرفون معنى :
( وإبتغى فى ما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنسى نصيبك من الدنيا ) .
والأثر الخالد ( أعمل لدنياك كأنك تعيش أبد وأعمل لأخرتك كأنك تموت غدا ) .
أذكر تماما يوم كنت أناقش أستاذى المشرف على رسالتى المكمله للدكتوراه تحت عنوان :
( التصوف الإسلامى جسر حضارى وإنسانى بين الشرق والغرب ) وأستاذى هو الدكتور عبد الرزاق قسوم ويشغل اليوم منصب { رئيس هيئة العلماء فى الجزائر } هاجمنى دكتور قسوم قائلا : كيف تكون صوفيا وأنت ترتدى بدلة أنيقة وثياب رقيقه فقلت له :
( قل من حرم زينة الله التى أخرج لباده والطيبات من الرزق ) .
وأنا اليوم أهدى هذه القصه لأستاذى أستاذ الأساتيذ وجهبذ الجهابيذ دكتور قسوم ولا أنسى دفاعه عنى يوم المناقشه ضد دكتور عمار جيجل الذى أستهدفنى بسوء نيه وحقد طويه والقصه تقول : إبن عطاء الله السكندرى يقص فى كتابه الجميل { لطائف المنن } قصة ثرى صوفى تحقق بالأيةالقرانية الكريمة فلم يمنعه ثراؤه الضخم العريض أن يكون صوفيا يقول إبن عطاء الله :
قال بعض المشايخ ( كان رجل بالمغرب من الزاهدين فى الدنيا ومن أهل الجد والإجتهاد وكان عيشه مما يصيده من البحر وكان الذى يصيده يتصدق ببعضه ويتقوت ببعضه فأراد بعض أصحاب هذا الشيخ أن يسافر إلى بلد من بلاد المغرب فقال له هذا الشيخ : إذا دخلت إلى بلد كذا ، فإذهب إلى أخى فلان فأقرئه منى السلام وتطلب الدعاء منه لى فإنه ولى من أولياء الله تعالى: قال : فسافرت حتى قدمت تلك البلده فسألت عن ذلك الرجل فدللت على دار لا تصلح إلا للملوك ، فتعجبت من ذلك وطلبته فقيل لى : هو عند السلطان فإزداد تعجبى ، وبعد ساعه وإذا هو آت فى أفخر ملبس ، ومركب ، وكأنما هو ملك فى موكبه قال فإزداد تعجبى أكثر من الأول قال : فهممت بالرجوع ، وعدم الإجتماع به ثم قلت: لا يمكننى مخالفة الشيخ فاستاذنت فأذن لى ، فلما دخلت رأيت ما هالنى من العبيد والخدم والشارة الحسنة فقلت له :
أخوك فلان يسلم عليك قال : جئت من عنده قلت : نعم
قال إذا رجعت إليه قل له :
إلى كم إشتغالك بالدنيا ؟ وإلى كم إقبالك عليها ؟ وإلى متى لا تنقطع رغبتك فيها ؟
فقلت : هذا والله أعجب من الأول ، فلما رجعت إلى الشيخ
قال : إجتمعت بأخى فلان ؟ قلت : نعم .
قال : فما الذى قال لك ؟
قلت : لا شئ .
قال : لابد أن تقول لى !
فأعدت عليه ما قال فبكى طويلا ، وقال :
صدق أخى فلان هو غسل الله قلبه من الدنيا وجعلها فى يده وعلى ظاهره ، وأنا أخذها من يدى ، وعندى إليها بقابا التطلع) .
ونختم بقصه من القصص اللطيفه التى تصور الوسيله إلى المشاهدة فى سهولة ويسر قال ذو النون :
رأيت إمرأة ببعض سواحل الشام فقلت لها :
من أين أقبلت رحمك الله ؟
قالت : { من عند أقوام تتجافى جنوبهم عن المضاجع ، يدعون ربهم خوفا وطمعا }
وأين تريدين ؟
قالت : { إلى رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله }
قلت : صفيهم لى فأنشأت تقول :
قوم همومهم بالله قد علقت فما لهم همم تسمو إلى أحد فمطلب القوم مولاهم وسيدهم يا حسن مطلبهم الواحد الصمد ما إن تنازعهم دنيا ولا شرف من المطاعم والملذات والولد ولا للبس ثياب فائق أنق ولا لروح سرور حل فى بلد إلا مسارعة فى إثر منزلة قد قارب الخطو فيها باعد الأبد
فهم رهائن غدران وأودية وفى الشوامخ تلقاهم مع العدد غدا إن شاء الله مع محطة أخرى وهكذا نستودعكم الذى لا تضيع ودائعه .
بقلم الكاتب الصحفى
عثمان الطاهر المجمر طه / باريس
16 / 7 / 2017
elmugamarosman@gmail.com