كل سوداني من أهل القرى ، والمدن له تراث وارث جميل من ماضيه ايام الشقاوة ، ايام كان لا يعرف من الدنيا سوى مرح السرور وتتبع النحل الانيق وقطف تيجان الزهور ، يبني فتهدمها الرياح فلا يضج ولا يثور. وصفحة تلك الايام النضيرة تمثل مخزون جميل ، يحن اليه الفرد ، و"يصقعه" ، كل مرة كما يصقع الجمل الجرة ، حتى يخرج من وهدة وثقل الحياة ، الى ذلك الزمان والمكان والاحداث في سنام ذكرياته... فلا يستطيع الا ان ينتزع جملة " يا سلااااام ، الزمن الجميل". ويكتفي. كل من يأنس لوحده او مع اترابه الذين شاركوه تلك الذكريات ، من الذين عايشوها معه وشاركوه السربة بالليل لتقضية ليالهم مرحا بعيد عن الحلة ، او الحي ، يتحررون من بيئة البيت ليشبعوا نفسهم لهوا ومرحا بريئا لا ينسى. اسمحوا لي ان اشارككم تلك الاشياء الجميلة من خلال مسميات تراثنا وارثنا مأخوذ من واحد من أرفف مكتبتي في قريتنا الصغيرة المنارة في النيل الابيض والتي قضينا فيها اجمل ايام العمر الفطير. أرسل لي احد اخوتي رسالة صغيرة ذكر لي فيها لقب احد الاخوة في المنارة ، (ود الكمون)، وعلى الرغم من اني لا احبذ الالقاب ، لكن صفحة الماضي النضيرة من مسميات تراثنا الجميل لا تنسى وما زلنا نستذكر منها شيء لا بأس به، ودعني ازرع فيكم بسمة صباحية بردي على الرسالة ، الدعابة ( الرسالة عبارة عن استرسال في القاب وكنى الناس والاشياء والمحال حينها ، ودافعها هو كلمة ود الكمون ، ولكل منكم ذخيرة في جرابه من هذا الجمال) :- ود الكمون دي طولنا منها يا اخي ... كما طولنا من ود القطن .. وبت ابضهر.. وابو اللبن .... وفرينقلا... والكبكة .. والسيغة.... والريلة ، ودبل كي .. والبربخ ... والتمد والجمام ، وبير المدير .. ودبل خمسة .. وام مارغيوا... وحلوني جري.... وام ماضبي .... وام هرتك ام برتك ... والتمام .... والسواس سدادة البيت ، واللمبة ام خيت ... وبلي الطين ، وتكس نكس ، كلو فيك، وخفاسي ، وعلي السكين ، والفريني وام قريشين ، وابخمسة ، والطرادة والتعريفة ، وكديسا قاسك ... وام هرتك ام برتك ، والخديرة ، وكنيش كنيش تجيب المطرة والعيش، وود اب تشة وشليل وين راح وكديسا قاسك ، وحلينو جري، وكديس من نطاك ، وشدت وصفرجت وحومرت وكركعت والاربعا الزريقة ، والتمد ، والشوابير والشواقير ، والتروس ، والعسلة ، والشلخ والملود والتواريب ، والرواكيب والمتاليب والمشعليب ، والدقاق والشونة ، والمطمورة ، والتقا ، والشرايا والفريك ، والمسرة والمونة ، والطابونة ، واللقيط والبليق والدفيق ، والسكاب والمتلاب ، والقلع والحريق ، ومسك الموية ، وبيات القاعوية ، والبعاتي ، واب لمبة ، واب كليقة ، واب مقص ، ولعلوبة وابو تميمة ، واللبد ، وسرج العصي والضناب ، والكراب والسكاب وبصل الكلاب ، والبرادع ، والعلف والحنتوت وامصابع ، والسربة ، والوكاي والتكاي ، والحقو ، والضريصة ، والحبين وابو العفين ، والصبر والتبر ، والكر ، والوعر ، واضينات الفار والشرا واللبنة واللتيب ، والتقدة والسكاب والمنجل والملود والوشر ، والحكاكة والمحراكة ، والدقلوب ، والصاج والتملة ، والشرغر ، والجبنة والقلاي ، والشلخ والسفاي ، والوهباي ، والبيكم والسراب ، والسفير ، والحفير ، والعلوق والشدة والرقاد برا مخدة . سقى الله ذلك الزمان الطيب فقد ثبت في نفوسنا ذكرى جميلة لا تنسى ولا تمحها عاديات الأسفار والحضارة.