21 November, 2022
قصة قصيرة “كتابة” .. هلوساتُ شخصٍ على حافَّةِ جنُونٍ ما..!
حريقٌ يَلْتَهِمُنِيْ وأَنْتِ بعيدةٌ وقاسيةٌ رُغْمَاً عَنْكْ.
حريقٌ يَلْتَهِمُنِيْ وأَنْتِ بعيدةٌ وقاسيةٌ رُغْمَاً عَنْكْ.
أمسكتُ يدَهَا بهشاشةٍ حُلوةٍ وقرّبتُها من فمي.
صوتُ الفكرةِ يرتطمُ بطينِ الآخرينَ فيرتدُّ صدىً، يباباً، ويعودُ لصَدَفَتِهِ القديمةِ حيثُ يمارسُ هوايتهُ الرائعةَ- في حريقِ ذهولِها الجّميلِ- في مجادلةِ ذاتِهِ إذ لم يُطق معدن الآخرين، معدن طين الجّسدِ معهُ صيرا.
عيناها كانتا تحتًرِقَانَ فِي هَوَسِي نجمتان بعيدتان في أُفُقٍ كان يمتَزِجُ فيهِ الرَّيحان بِنالٍ بعيدٍ، بِقَصَبِ “شَرَاقْنِيٍّ” بعيدٍ مُحتَرِقٍ مُنذُ زمانِ الطَّفُولةِ.
سميتُ غنائي نرجسةً طيبةً خافتة اللون وطالعةً من حرقةِ غامضةٍ ذاهلةٍ في الجِّنِّ تتناثر شلاّلاً من شكوى صامتةٍ وغابةً من بكاء الطَّيبين سمّيتُ حبيبتي إلهة التَّجلي ومليكةَ الطّيبين وبكيتُ بكاءأً نبويّاً أغرقني في أُخدود السحرِ أضيع في أُخدود الحزنِ أضيع أتفتتُ في رائحةِ “النّالِ” المنفيِّ أضيع ينمو غنائي غابةً من بكاء الطيبين سلاماً .
سارِح ْ ضَبَابْ شَارع الْشَّجَنْ عَايِشْ مِتَاخِمْ ليْ ظِرُوفْ عالَمْ جَدِيْدْ لَي رُوحُو ما قَادِرْ أَعِيْشْ، لَي مَوْتُو ما قَادِرْ أَمُوتْ هايِمْ هِنَاكْ في البَيْنْ وبَيْنْ دَاقِشْ مَعَلَّقْ بَيْ حَبِل أَمَل الْتَّحَوُّلْ لَيْ نَسِيْمْ, مَوْيَةْ شِهَادَه وخَمْرَه من أيّام قِبَيْلْ كان القَمَرْ عَرْجُون عَتِيْقْ، ساحِرْ ومَاكِرْ بالفُتُون التَّغْوِي لَي حُور الطّبيعه النَّايِمَات يِلَوْلَنْ ضَوُّو ينْجَدْعَنْ عَلَى زَوْلاً مِزَاوِلْ لَيْ الْزَّوَالْ عن صَبَاح شَمْس الْمَعَارِفْ والْعَرَقْ تَشْرِقْ عَلَيْنَا نَنْسَي فيها الدّهشَه في لَيْل الْتَّصَوُّفْ ولَّا يِمْكِنْ غَمْرَة أشْجَان الْسَّوَادْ الدَّاجِّي في
فجأة وكت اللّيل يِرَوِّقْ والنَّفِسْ طَنْبُوْرَا يِصْدَحْ بي صباحاً من فَرَحْ ناعم غريبْ مِنْدَسِّي في حُزْنَاً سَبَايِبْ وزي عِصَيْر سارِحْ بِغَنِّي في الوجُودْ صوتَاً مِهَتْرِشْ لي زمان النَّشْوَه في زَمَنَاً جَدِيْبْ النَّجْمَه في جُوَّاي بِتَهْمُسْ بي حرُوفَاً ناديه زي غُنا الزَّول اللي قلبُو شايلاتَنُّو، سايقَاتَنُّو قِمْرِيَّاتْ صبابه وتلوح لِيْ بِنَيَّه زي لابسه السَّحَابَه غَمَامَه من مَطَرَاً شَفِيْفْ واهتِفْ واقِيْفْ واهْتِفْ بي قليبَاً مِرْتَعِشْ بي الدَّهْشَه ساكنَاتَنُّو ربَّات الذِّهُولْ غامْرَاتَنُّو بي سرَّ النِّبُوَّه ماليَاتَنُّو بي رموز الغَرَابَه:- يا بْنَيَّة الْفَجْر الْتَّغَتِّيْنِي
حزنٌ يتخطّفُ روحي بشفافِيَّةٍ لا تزالُ تُوسِمُنِي، منذُ ابتدائي، بتلكَ السّذاجَةِ الغريبةِ الّتِي هيَ منّي وأنا منها أَزَلاً وأصلاً.
مدخل :- تأسست القصة في شكلها العام على ذات موضوع قصة “الهمس الصّدّاح”، التي نشرها القاص عيسى الحلو في الأيّام/ملحق الآداب والفنون/ 8/11/ 1982، وهو العلاقة العاطفية بين فتاة وشابيّن فنانين.