30 August, 2022
البرنامج الانتخابي لزول
اضحت الصحافة صناعة كبيرة،وشهدت تطورا غير مسبوق،مع دخول الوسائط الحديثة.
اضحت الصحافة صناعة كبيرة،وشهدت تطورا غير مسبوق،مع دخول الوسائط الحديثة.
السودان في طليعة الأقطار العربية والإفريقية المُدشّنة للعمل النقابي، وقد رفد بلدان المنطقة والإقليم بكادره الإذاعي والتلفزيوني الذي ترك بصمته الواضحة بالمؤسسات الإعلامية والصحفية لتلك البلدان، وحيثما اتجهنا نلمس الوجود الصحفي والإعلامي السوداني الذي كان في يوم من الأيام حائزاً على ميزة الجودة، وفي تلك الأزمنة عُرفت الشخصية السودانية عموماً بالاستنارة والإلمام بالمعارف والريادة التوعوية، فلقد قاتلت قبيلة الصحفيين أيما قتال ووقفت بكل جرأة وتفاني في وجه سطوة الدكتاتوريات العسكرية الباطشة، وما زالت، فقدمت الشهداء والمعتقلين وتشردت أعداد قديرة ومقتدرة
البلاد تجتاحها السيول والفيضانات الكارثية كذا والوفود الدبلومساية العالمية والإقليمية، وآخرها ترفيع القائم بأعمال الدبلوماسية الأمريكية بالخرطوم إلى درجة سفير، لا أدري ما الدور الحاسم الذي يمكن أن يقوم به السفير الأمريكي الجديد؟، وأين حطت مبادرة السفير السعودي رحلها بعد أن ملأت الدنيا وشغلت الناس؟، فهل قُدّر للشعب السوداني المغلوب على أمره أن يبقى قيد الانتظار ويقف هذا الوقوف الطويل والممل، لكي يأتيه سفراء البلدان الصديقة والأجنبية بالحل؟، كم سنة مرت على القضية الوطنية وهي تتداول في اجتماعات منظمات الأمم
اللهم اجعلها أمطار خير وبركة، دعوة يقدمها مذيع النشرة الجوية طيلة أيام موسم الأمطار، في وطن مشلول الحركة الاقتصادية يكابد ويلات جرائم الفساد وسوء الإدارة ولا مبالاة العسكر المتحكمين بمصيره الغامض، ففي عواصم بلدان العالم من حولنا لا ترى للأمطار أثراً بعد هطولها مهما كانت غزيرة، لأن فوهات التصريف تبتلع كل قطرة ماء تسقط من السماء، لا توجد معاناة للمارة بعد انقشاع السحب الهطولة، ولن ترى السيارات المعطّلة بأسباب البلل والرطوبة مصطفة على جنبات الطرقات، ولا تعتري الناس حالات اكتئاب
الإنقلابيان حمدان والبرهان رأسا الحكم في السودان، كان بينهما تنافس خفي وناعم، حول الإجابة على السؤال: من يقود الرسن؟، أصبح هذا الأمر واقعاً ملموساً بعد أن ظل الإثنان يمارسان الهروب، وعدم الاعتراف بوجود الصراع الجهوي الذي يمثّلا رأس رمحه، فمنذ أن حط نظام الإنقاذ رحله وبعد اليوم التالي لإنقلاب الثلاثين من يونيو، أتخذ الانقاذيون من الجهة والجغرافيا والقبيلة مصدراً يلهمهم طرائق الحكم، فحوّلوا موجهات الإسلام الذي آخى بين سلمان الفارسي وبلال الحبشي إلى صراعات مستفزة للضغائن والمشاعر الجهوية، ونابشة للغبائن
أما وقد عاد النظام (البائد) بغضه وغضيضه وموائده المستديرة والدائرة حول بركات القباب، وشرطة نظامه العام – الجهاز الباطش بالنساء والضعفاء والفقراء والمساكين المقهورين، بذا يكون قد تم تصفير عداد الأمل في استكمال مشروع الثورة عبر أجهزة الحكم الحالية التي عاد إليها الداء القديم اللعين، المتمظهر في الذين نكّلوا بأبناء وبنات الشعب الكريم، إنّ ربط الأحزمة وشدّها والإقلاع بطائرة الهمّة الثورية صار أمراً ضرورياً وواجباً ثورياً ملحاً في هذا الخضم الممعن في الردة والانتكاس، فلم يكن سيل الدماء الجارفة والنازفة
بينما ترفرف أعلام الوحدات العسكرية هذه الأيام احتفالاً وابتهاجاً بالعيد الثامن بعد الستين للقوات المسلحة، يواجه المواطن حياة بئيسة وشظف في العيش ورهق لا مثيل له في سبيل كسب الرزق، وفي نفس الوقت يزداد الجيش ثراءًا بامتلاكه لناصية التصنيعين الحربي والمدني، وريادته لتجارة اللحوم والسلع الاستراتيجية الأخرى وتصديرها عبر العملاق المسمى بمنظومة الصناعات الدفاعية، المنظومة غير الخاضعة لولاية وزارة المالية منذ سنوات حكم الدكتاتور المخلوع، ويفصل بين هذا العملاق الجبّار والجهات الرقابية والمحاسبية خط أحمر عريض وطويل، ويا ويل من
في حديثه، ذكر محمد حمدان دقلو أن الأمن مسؤولية الجميع، هذه العبارة المستلفة والممتدة من زمان الحكم (البائد) يجب أن لا يُعتد بها، لأن بها رائحة تملُّص واضح للحكومة التي يمثلها هذا الرجل الثاني من مسؤولياتها، فالحكومة التي تملك جهاز شرطة به كل مقومات البطش بالتظاهرات السلمية، وقوات أمن مزوّدة بجميع وسائل المراقبة والمتابعة والرصد والتقصي، وقوات مسلحة لديها كل فرق الردع والتدخل السريع، لا تحتاج إلى المواطن ليقوم نيابة عنها في أداء دورها، وإذا كانت الميزانيات المرصودة للإنفاق الأمني
الإنقلابيون تخلّصوا من رئيس الحكومة ووزراء حكومته التابعين للمجلس المركزي للحرية والتغيير، وبقوا قابعين يديرون دولاب الدولة من وراء ستار مع وزراء (التوافق الوطني)، الحاضن المدني الجديد للإنقلاب، بعيداً عن الرقابة والمحاسبة، ذلك الإنقلاب الذي هو الآخر فشل فشلاً ذريعاً في تقديم الترياق المضمد لجراحات الوطن المثقل بالهموم والمشكلات المعقدة، ومن باب تحمل أعباء الفعل السياسي كان الإنقلابيون نائمون على فراش منسوج من الحرير كما يقول المثل، قبل الإنقلاب، لأن الحكومة التي انقلبوا عليها برئاسة حمدوك تحمّلت سوداوية أوزارهم وقبح
من مؤسفات الأمور أن بلادنا اليوم في أضعف أحوالها – سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وفي وضع كهذا يتكالب الجار القريب والصديق البعيد عليها للفوز بقطعة لحم من لحم هذا الثور الشاحم، فهذه أرتريا تسعى لعقد مؤتمر يخاطب مشكلة الشرق، دون إكتراث لسيادتنا الوطنية ولا احترام للمواثيق الدولية المانعة للتدخل في شئون الدول، والجنينة تشهد عدوان عسكري من الجارة تشاد وقتل لمواطنين سودانيين داخل بلادهم، وحدّث بلا حرج عن التوغل السافر للجار الشمالي في شأننا الخاص، هذا إضافة لأحداث الفشقة وشبهة ضلوع