3 July, 2024

لا تحلموا بالعودة للدولة القديمة

حرب أبريل أرّخت لعهد جديد وصفّرت العداد فهزمت منظومة المفاهيم القديمة، في أبعادها الاجتماعية والثقافية والسياسية، فاجتماعياً أحدثت توازناً ملحوظاً بين جميع فئات وشرائح المجتمع، فوحّدت الناس بمختلف خلفياتهم الجهوية والاجتماعية، وساوت بين الجميع حينما تذوق الجميع طعم الموت واستشعر مآسي الدمار والتبرم جراء ويلات التشرد، وهذا بدوره حرّك الضمير الجمعي للأمة، فأيقن الناس أن النجاة من جحيم الحرب لا يكون فردياً، وأن العمل الجماعي والتضامن الجمعي أصبح ضرورة وجودية لا فكاك منها، فانهزمت الفكرة الأحادية المكرسة لأمان البعض وفناء

اسماعيل عبدالله

1 July, 2024

لا يحق لقائد الجيش تشكيل حكومة

بعد انقلابه على الحكومة الانتقالية فقد قائد الجيش الشرعية الممنوحة له بناءً على الوثيقة الدستورية، التي أتت به رئيساً للمجلس السيادي، فهو ذات الرجل الذي قرر في يوم الخامس والعشرين من شهر أكتوبر من العام الفين واحدى وعشرين، الانقلاب على الحكومة الشرعية لرئيس الوزراء الانتقالي عبد الله حمدوك، وبانقلابه على الشرعية تعتبر جميع القرارات التي أصدرها من منطلق منصبه القديم – (كرئيس للمجلس السيادي) – باطلة، وبعد حرب منتصف ابريل يكون هذا القائد قد فقد شرعية قيادته للقوات المسلحة السودانية،

اسماعيل عبدالله

27 June, 2024

سُقوط الحركات المسلحة (2/2)

بانحياز الرجلين (جبريل ومناوي) لفلول النظام البائد في حربهم الهادفة لاستئصال قوات الدعم السريع، وضع الرجلان نهاية لحياتهما (السياسية) واختارا الموت سياسياً مبكراً، وهزما مشروع الحركتين اللتين كانتا ملء السمع والبصر، وعادا بعد إحدى وعشرين عاماً ليحرقا المدينة التي اقتحماها من قبل، حينما استهدفا قيادة فرقتها العسكرية ومطارها، مدافعان عن ذات الفرقة التي سعيا لضربها باعتبارها مكمن الداء قبل عقدين من الزمان، لا أدري لماذا يتضامنان اليوم مع القيادة العسكرية لنفس الفرقة؟، هل استبدل ثعبان الاستخبارات العسكرية جلده؟، أم هل

اسماعيل عبدالله

25 June, 2024

سُقوط الحركات المسلحة.. (1-2)

عندما هجمت حركة تحرير السودان (تحرير دارفور) على مدينة الفاشر، الحركة التي كانت موحّدة تحت قيادة الأستاذ عبد الواحد محمد نور، بعد شهور من إعلانها عن تمردها على حكومة الخرطوم، خرج منظروها ومفكروها بطرحهم السياسي المطالب بتحرير دارفور – السودان من سطوة الدولة القديمة، وبانتهاج رؤية السودان الجديد كعتبة أولى لانطلاق فكر (الثورة) الجديدة، فاكتسبت الحركة بعد ذلك تعاطفاً من بعض أبناء دارفور، بينما انزوى البعض الآخر، وتحفظ على المظهر الاثني والتكوين القبلي لهيكلها الإداري، وانخرط كثير من الناطقين اعلامياً

اسماعيل عبدالله

21 June, 2024

مندوب السودان بالأمم المتحدة جانبه الصواب

في سابقة خطيرة تعتبر الأولى من نوعها، خرج مندوب السودان (مندوب جيش الإخوان المسلمين) بالأمم المتحدة، بجملة من العبارات المجافية للعرف الدبلوماسي، وصب جام غضبه وغلوائه على دولة الإمارات العربية المتحدة ومندوبها محمد أبو شهاب، متهماً إياها بدعم أحد طرفي النزاع في الحرب الدائرة الآن في السودان، الأمر الذي وصفه أبو شهاب بالسخيف، ونصح على إثره (مندوب السودان) بأن يذهب إلى منبر جدة، حيث المكان الفعلي للتوصل لسلام حقيقي ينهي الحرب، لقد قدم مندوب الإمارات نموذجاً فريداً في هدوء الأعصاب،

اسماعيل عبدالله

11 June, 2024

الحياد الروسي في حرب السودان

السذاجة ماركة مسجلة باسم فلول النظام البائد، ففي أواخر عهد الدكتاتور المخلوع وعند زيارته لموسكو، فضحه الرئيس بوتين بأن جعل توسلاته الراجية حماية الدب الروسي تبث عبر الأثير، ليسمعها المواطن الغلبان ويعلم ما أصابه من ابتلاء أن يقوده رئيس مثل المدعو عمر البشير، وما أدى لانفضاض سامر الحلفاء من حول النظام البائد هو دبلوماسية ضرب العشواء التي يتبعها الحاكمون من اتباع الحزب البائد، فالطريقة التي تدار بها المؤسسات السيادية من قبل الاخوان المسلمين ومناصريهم، لا تمت إلى معايير السيادة وإدارة

اسماعيل عبدالله

9 June, 2024

إخوان السودان…الحج قبر لينين!!!

لا يوجد كائن منافق ومداهن مثل الكائن الإخواني، رأينا وزير مالية الانقلاب يحمل إكليلاً من الورد وهو يتجه نحو قبر فلاديمير لينين، الرجل الذي يمثل الضلع الثاني في مثلث الفكر الماركسي (كارل ماركس – فلاديمير لينين – جوزيف ستالين)، النظرية التي عارضها الاخوان المسلمون، وأهدروا دماء معتنقيها على مر الحكومات التي شاركوا فيها، بما فيها الحكومة الأخيرة التي مثلوا رأس رمحها بعد انقلابهم على الشرعية، ليس هنالك تنظيماً سياسياً في السودان اتخذ من معاداة الشيوعية والاشتراكية هدفاً استراتيجياً، مثلما هو

اسماعيل عبدالله

7 June, 2024

الطريق الثالث…!!

أعجبني رد بعض منسوبي “تقدم” على منتقديهم، بأن من رأى في “تقدم” منقصة عليه أن يسلك طريقاً خاصاً به، وأن “تقدم” لم تقل أنها مفوضة من الشعب، وأن ما قدمته من رؤية تأسيسية اجتهاد خاص بها، هذا الرد يدخل من باب ممارسة الديمقراطية، وينبئ عن مستقبل مشرق وزاهر لهذه الديمقراطية التي عشقها السودانيون زماناً وبذلوا في سبيلها الأنفس العزيزة، وليس أدل على هذه التضحيات من الدماء المسالة والمهدرة منذ العام الفاتح لاستقلال البلاد، والناظر لفسيفساء الكيانات السودانية يرى من بين

اسماعيل عبدالله

3 June, 2024

الحرية والسلام والعدالة – الجاهزية والسرعة والحسم

هذان الشعاران لا يجب أن يتعارضا بأي حال من الأحوال، لأنهما ينطلقان من أدبيات ثورتين سودانيتين مستحقتين لا مزاودة فيهما، فالأولى ديسمبر المجيدة التي التفت حولها جماهير الشعب السوداني، ومهر شبابها أرض الوطن بالدم النفيس، والثانية أبريل التي عبّرت عن غضبة الأشاوس وهم يدافعون عن عرينهم الضامن لتحقيق الديمقراطية والدولة المدنية، ولو قام ضعاف النفوس بإيقاد نار الفتنة بين أبطال هاتين الثورتين، سيكسب الفلول ومؤيدو النظام البائد، ويكون الثوار المدنيون والمسلحون قد مهدوا الطريق لعودة الحرس الاخواني القديم، لذا وجب

اسماعيل عبدالله

28 May, 2024

مؤتمر تقدم – هل يأتي بما مضى أم بأمر فيه تجديد؟

ما أكثر التكتلات السياسية والتحالفات الحزبية والتنظيمية التي شهدتها ساحات العمل العام، تكتل الجبهة الوطنية في سبعينيات القرن الماضي، والتجمع الوطني الديمقراطي في تسعينياته، وتحالف الجبهة الثورية فيما بعد بزوغ فجر الألفية الثالثة، والذي انعقد بيوغندا وخرج بميثاق الفجر الجديد الذي وردت به كل صغيرة وكبيرة حول تعقيدات المشكل السوداني، لكن تحطم مشروع الجبهة الوطنية المنطلقة من ليبيا على تخوم أم درمان، وانهار التجمع الوطني الديمقراطي بعد دخول الراحل الصادق المهدي إليه، وتشتتت مجهودات الجبهة الثورية بعد أن ثبت أنها

اسماعيل عبدالله