في السطور التالية نحاول أن نقرأ حقيقة النوايا والأهداف المصرية من وراء دعوتها للقوى السياسية السودانية الذهاب إلى القاهرة من أجل ضمان مساهمتها في إيجاد حل للأزمة السياسية في بلادنا يقود إلى تحقيق إنتقال ديمقراطي ناعم.
لقد إستمعت لحديث الكنداكة السودانية أمام حميدتي في دارفور وهي تطالبه بتحقيق الأمن في موسم الزراعة والحصاد وبعض تسجيلات المشردين تتقدمهم إمراة عجوز وهي تتساءل ألسنا سودانيين؟ أليست هذه بلادنا؟ أليس من حقنا أن نحصل على الأمن؟ كم حز في نفسي بعد الثورة العظيمة أن الشعب السوداني ما زال يعاني من غياب الأمن؟!
القوى السياسية والمنظمات المدنية والحركات المسلحة والنقابات والإتحادات التي وقعت على الإتفاق الإطاري، عملياً هي تخلت عن مبادئي وشعارات الثورة وأهدافها في الحرية والعدالة والسلام وفكرة بناء الدولة المدنية.
دعونا نشيع مفاهيم الديمقراطية بيننا كأفراد ومجتمع من أجل أن نعزز ثقافة الإختلاف الذي لا يفسد للود قضية وتمنحنا مساحة كي نفكر في الهواء ونبيح برؤانا في فضاء الحرية ونحلم بزمن مختلف طعم ونكهة نطلق فيه لخيالنا العنان يرفرف كالأحلام كالسكينة كالجهزر الممراح في البيادر الأمنية.
عشان نقصر المشوار ونغير الأحوال ونزيل الظلم لازم نمشي في درب النضال بجد لآخر حد عشان نملأ الدنيا أمن وأمان ونشعل مصابيح الحياة فوق كل شارع ومصنع وبيت ونحرر قصر الشعب من كل ظالم وقاتل وسارق وخائن يبقى وطن حر أفق أخضر واعد بالخير لا جوع لا جهل لا فقر لا ظلم لا جبروت لا دجل لا خيانة لا نفاق لا فشل لا حروب لا دماء لا دموع وطن شامخ مثل النيل والنخيل والأبنوس تأتيه العصافير في الصيف والخريف على
يبدو أن أذهان بعض الساسة والمثقفين والمحلليين السياسيين في بلادنا لم تفهم حقيقة المشكلة التي تواجه الثورة.
الإنتهازيون الذين دعموا الطاغية الجديد الذي يحاول أن يتخلق في وسط الرجرجة والدهماء، بعد أن إمتطى صهوة الثورة في لحظة غفلة من الثوار فإندس في صفوفها بإعتباره منحازاً لها وأدى القسم لاحقاً على حمايتها.
سيكون فحوى مقال هذا العدد من صحيفة أقلام متحدة، التي تعد منصة إعلامية حرة هدفها توسيع دائرة الضوء والإستنارة من أجل بناء دولة مدنية حديثة ديمقراطية ترتقي بوعي المجتمع وتتحمل الدولة فيها مسؤوليتها وتضطلع بدورها ووظيفتها من أجل خلق واقع سياسي وإقتصادي وإجتماعي أفضل.
أكد البرهان لدى مخاطبته المصلين عقب الصلاة في أحدى الخلاوي بأنهم لن يفرطوا في الدين الإسلامي ولن يسمحوا لأحد بالمساس به.