3 September, 2022
سرطان شهوة الفساد!
(لقد أكلوا الأموال اكلاً عجيبا) و(استشري سرطان شهوة الفساد) هذا ليس توصيف لجنة إزالة التمكين، لمنتسبي الحركة الإسلامية!
(لقد أكلوا الأموال اكلاً عجيبا) و(استشري سرطان شهوة الفساد) هذا ليس توصيف لجنة إزالة التمكين، لمنتسبي الحركة الإسلامية!
مشهد اول: لقد عبث الجنرال الانقلابي البرهان، وقبيله من الاخوان المسلمين، بهيبة شيخ وقع في فخ المكيدة، وللأسف لم تسعفه حكمة الشيوخ في استقراء سوئهم واستغلالهم للدين، ولا انوار الطريق في التفريق بين القاتل والمقتول، او الخبيث من الطيب.
انهيار الخدمة المدنية في السودان واقع مأساوي، تسببت فيه سياسات التمكين، التي قننت للمحسوبية والفساد علس أساس الولاء الديني، والانتماء لجماعة الاخوان المسلمين، بلغ الحد الذي اجتهد فيه الفقهاء وعلماء السلطان لتحليل سلوك الفاسدين، والمرتشين، وسارقي المال العام (بفقه التحلل)!
من أنجع الوسائل التي أخرت سقوط حكومة الاخوان المسلمين، وساعدت علي استمرار بقائهم في كراسي السلطة، افتعال النزاعات القبلية، زرع الفتن، واشعال نيران الجهوية في الأطراف، وكذلك الاجتهاد في وسائل شراء الذمم الضعيفة من القادة، وزعماء القبائل، ومشايخ الحكومات الاهلية لتلك المناطق، وكلما اوقدوا ناراً للفتنة، اقاموا بعدها مؤتمر للحوار الوطني، جمعوا فيه مجموعات المنافقين والمرائين في قاعات الخرطوم، يوزعون عليهم المناصب والولايات، ثم نصيب أهالي تلك المناطق، مهلة من إراقة الدماء الي حين، وحظهم العوز والفقر والتهميش.
حين حدثت المحاولة الانقلابية الاولي، ابان فترة الحكم الانتقالي، وظهر الخلاف بين المكون العسكري والمدني، صرح الجنرال البرهان قائد القوات المسلحة، بوصايته على هذا الشعب (نحن أوصياء على البلد وتحقيق أحلام شبابه “لن تتمكن أي جهة من إبعاد القوات المسلحة عن المشهد).
من عظمة ثورة ديسمبر المجيدة أن غربالها لم يتوقف عن غربلة الساسة القُصر، يتساقطون منه سقوطاً داوياً، مؤكدا على انهم قصار نظر وضعاف نفوس، واليوم لفظ الغربال عضو المجلس السيادي الانقلابي مالك عقار، الذي وصف الثوار والكنداكات السلميين بأنهم أطفالا لا يحملون طموحات أو رؤى سياسية، ويقومون بعنف وإرهاب ضد الدولة!
نشطت في فترة انحطاط الانقلابيين ظاهرة الخيال الجمعي الأسطوري للإسلاميين، في العودة لمربع تطويع الرؤي المنامية لخدمة الحكام والسلطة الزمنية، تعامياً عن ان ما ميز ثورة ديسمبر عن سابق الثورات في البلاد انها ثورة وعي ومطلبها الأساسي هو المدنية!
ما يدور من احداث بخصوص العصابات التي يطلق عليها اسم (9) طويلة التي روعت امن المواطنين، وارقت منامهم، وأصبحت ظاهره لجريمة منظمة احالت حياة المواطنين الي جحيم، اذ تقتل الانفس بسبب جهاز تلفون، وتسحل فتاة في الطريق العام من اجل سرقة حقيبة يدها، وتغتصب اخري امام مراي من المارة الذين يعجزون عن خلاصها من براثن هؤلاء الاَثمين تحت تهديد السلاح، زادت وتيرة تلك الحوادث في تماهي بائن من الحكومة الانقلابية، وشراكة اللجنة الأمنية، وأجهزة الشرطة، الذين اتخذوهم دروعا في معركتهم