21 March, 2023
التحول الديمقراطي في السودان يتم بتجاوز التصوّر القديم للنخب
تصوّر النخب السودانية القديم يحتاج لتغيير هائل ربما يحتاج لثلاثة عقود من الزمن لكي ينضج و يستطيع أن يقدم عمل واعي و هادف من أجل فهم معنى التحول الديمقراطي.
تصوّر النخب السودانية القديم يحتاج لتغيير هائل ربما يحتاج لثلاثة عقود من الزمن لكي ينضج و يستطيع أن يقدم عمل واعي و هادف من أجل فهم معنى التحول الديمقراطي.
قرن من الزمن بالتمام و الكمال قد مر على نشر أفكار ماكس فيبر و أجمل ما فيه حديثة عن عقلانية الرأسمالية.
العالم العربي و الاسلامي أسير ثقافة تقليدية قاتلة بما تحتويه من تقديس و تبجيل للنصوص الدينية و خاصة عندما كانت في مأمن بسبب رفض النخب بأن يخضع التراث للتفكيك و التأويل و مسألة تاريخية النص كما حدث للمسيحية و اليهودية و بعدها فتح المجال لفكر ذو نزعة إنسانية يتخلص من الايمان التقليدي و ما يتصف به من تقديس و تبجيل.
ثورة ديسمبر تعد عمل جبار من شعب واعي ينشد الحرية كقيمة القيم و ستفتح الطريق للتحول الديمقراطي و سينعكس على تنامي الوعي الذي ينتصر للفرد و العقل و الحرية و لكن عليك أيها القارئ أن تنتبه للمعوقات و العراقيل التي تسد طريق الخروج من متاهة الشعوب التقليدية و بداية رحلة شاقة باتجاه بناء دولة حديثة و ترسيخ مفهوم السلطة بمعناها الحديث.
كلود ليفي اشتروس دوما يفتخر بأن أستاذه الذي بهره بفكره المتميز هو عمانويل كانط و كان عمانويل كانط يفتخر بأن أستاذه على الدوام هو سيد القرن السادس عشر أي ميشيل دي مونتين و يعد ميشيل دي مونتين أحد الانسانيين الكبار و هذا ما جعل كلود ليفي اشتروس يضيفه الى قائمة أفتخاره و يفتخر دوما بأنه مدين لكل من عمانويل كانط و ميشيل دي مونتين.
تاريخ السودان الضارب في القدم يجعل الشعب السوداني دوما جزء من نبض العالم القديم و مهما حاول العالم تناسي السودان و شعبه إلا أن جلال هذا الشعب العظيم يجعل العالم على إستعداد لمد يد العون له و مساعدته في عبور كبواته التي تعترض طريق تطوره و تقدمه حتى يستطيع مواصلة سيره مع مواكب البشرية و هي تسير مستشرفة مستقبل يحقق ما يرضي طموح البشر و معلوم أن الانسان كما يقول ألبرت كامو المخلوق الوحيد الذي لا يرضى بوضعه الذي عليه
ما يربط بين الشيوعي السوداني و الكوز و البعثي أنهم ثلاثتهم يجسدون بطل رواية الأشياء تتداعى للنيجيرى أشيبي و قد أخذ أشيبي عنوانه من قصيدة للشاعر ييتس كتبها في أعقاب الحرب العالمية الأولى و فيها يرى أن أوروبا قد ودّعت عالم ظن كثر أنه خالد لا يزول.
هذا العنوان تربطه خيوط متينة بفشل النخب السودانية المزمن فيما يتعلق بالتحول الديمقراطي و قطعا يفتح الباب واسع على فشل ثورة اكتوبر 1964 و تلحقها ابريل 1985 و فشل تأسيس نظام ديمقراطي و قبل فشل ثورة اكتوبر و ابريل فشل نخب الاستقلال في تأسيس يفضي لقيم الجمهورية و تأطير لملامح الدولة الحديثة التي لم تستطع النخب السودانية إبراز ملامحمها و قد رأينا كيف فشل حمدوك و حاضنته رغم الكتابات المتكررة له بأن حكومته و حاضنته تعمل في فضوى لا نهاية
من أكبر معوقات التنمية السياسية و التنمية الاقتصادية في السودان غياب المسافة الكافية بين المثقف غير التقليدي و المفكر غير التقليدي و المؤرخ غير التقليدي و بين السياسي الذي يزعم أنه هو الذي يلعب دور المثقف و المؤرخ و المفكر و النتيجة تفاعل موضعي يعطل أي تجربة لكي تصل الى غاياتها.
فيصل محمد صالح الصحفي الأزهري عروبي الهوى و ناصري الهوية المعجب بعلي شمو لدرجة قد سمى الاستديو الجديد في زمن ثورة ديسمبر التي جاءت لكنس ربيب الدكتوريات علي شمو و اذا بفيصل يسمي الاستديو في زمنه كوزير اعلام استديو علي شمو.