25 March, 2023
موسم المليشيات المحلية الجديدة
تحاول أكثر من جهة في السودان، تجييش القبائل والمجتمعات المحلية لصالح أجندات سياسية، لكن وبتقديرات متعددة يبدو ذلك أكبر خطر على تلك المجتمعات.
تحاول أكثر من جهة في السودان، تجييش القبائل والمجتمعات المحلية لصالح أجندات سياسية، لكن وبتقديرات متعددة يبدو ذلك أكبر خطر على تلك المجتمعات.
يعيش الصحافيون السودانيون ظروفاً صعبة، نتيجة تدني قيمة رواتبهم الشهرية، وسط أزمة معيشية تشهدها البلاد، ما يلقي بظلاله على أدائهم اليومي.
عملية التسوية السياسية في السودان بين العسكر والمدنيين وعلى علّاتها، دخلت في نفق جديد في اليومين الماضيين، بموقف قديم متجدد من العسكر ينبئ بنيّتهم التراجع والنكوص عن الاتفاق الإطاري الموقّع بينهم وبين المدنيين في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
في نهاية ثمانينيات القرن الماضي، اخترقت الحركة الإسلامية السودانية الجيش الوطني، ونفّذت عبر خلية عسكرية موالية لها انقلاباً عسكرياً أتى بالعميد وقتها عمر البشير رئيساً للبلاد، ولم يكد يصبح في الحكم حتى انقلب على الحركة وعرّابها الشيخ حسن الترابي، وحدثت ما تعرف بالمفاصلة التاريخية في العام 1999، وبعدها سيطر البشير على الحركة وحزبها الحاكم، “المؤتمر الوطني”، معتمداً على بعض انتهازّيي السلطة والثروة.
بصورة شبة يومية، يفتح القصر الرئاسي في السودان أبوابه لاستقبال واحد من مبعوثي الدول والمنظمات الدولية، ليقابلوا رئيس مجلس السيادة قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان، ونائبه محمد حمدان دقلو، وبعضاً آخر من أعضاء المجلس السيادي، ويدلفوا إلى وزارة الخارجية ويخرجوا بعد ذلك للقاء القوى السياسية المعارضة.
أثار رئيس تحرير صحيفة القوات المسلحة السودانية، العقيد إبراهيم الحوري، جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية، بعد مقال تحدّث فيه عن “ساعة صفر” جديدة لقرارات قادمة.
العربي الجديد يحرّك مشروع الدستور الانتقالي، الذي أعدته ورعته اللجنة التسييرية لنقابة المحامين السودانيين، المياه الراكدة في السودان، لجهة كونه أول مقترح عملي للخروج من أزمة انقلاب 25 أكتوبر الماضي، لكن القبول به من أطراف الأزمة يبقى هو التحدي، في ظل انقسام المواقف الداخلية منه وذهاب البعض إلى مهاجمته بوصفه “تكراراً لخطأ القوى السياسية في إعداد الوثيقة الدستورية لعام 2019″، على الرغم مما يتضمنه من تكريس لمدنية الدولة وإنهاء مفاعيل الانقلاب.
في آخر حواراته الصحافية، أقر نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، بفشل الانقلاب العسكري الذي نفذه مع قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
تتعدد المبادرات والوساطات في السودان لإنهاء حالة الخلافات والانشقاقات التي ضربت صفوف القوى والتيارات السياسية المناهضة للانقلاب العسكري في البلاد، وآخرها مبادرة “تجميع قوى الثورة”.
الانقلابيون في السودان وموالوهم، كلما تزداد عليهم ضغوط الشارع، يلوحون بورقة إجراء انتخابات عامة، بكونها مخرجاً للأزمة السياسية الراهنة التي خلقها الانقلاب منذ يومه الأول.