8 July, 2023
السودان: حرب الجِنَجْويِّد والصدمة العِرقيَّة
أعادت الحرب المستعرة بين طرفي الصراع في السودان مسمى (الجنجويد) إلى الواجهة بعد أن اختفى واستبدل بآخر متطور، عن قوة باتت تعرف فيما بعد بقوات الدعم السريع.
أعادت الحرب المستعرة بين طرفي الصراع في السودان مسمى (الجنجويد) إلى الواجهة بعد أن اختفى واستبدل بآخر متطور، عن قوة باتت تعرف فيما بعد بقوات الدعم السريع.
إن ما وصلت إليه حرب السودان المدمرة على مداها الزمني، واتساعها الجغرافي وما تداعى منها من أوضاع مأساوية، يذكر بمآسي حروب الإبادة والتطهير العرقي في رواندا ـ المعيار الثابت لقياس صراعات السودان – وغيرها من صراعات شهدتها القارة الافريقية المنكوبة، تضاف إلى صفحات تاريخ حروب العالم المعروفة.
تدخل حرب السودان شهرها الثالث من دون أمل في نهاية تضع حداً لمأساويتها ولكلفتها البشرية وتمددها على نطاق واسع دون حدود، ربما أعادت هذه الحرب ككل حرب التساؤل الذي يتم تداوله على أوسع نطاق أو فضاء في مناقشات الدولة السودانية، حول دولة ما بعد الاستعمار، التي بات يشاع عنها وصفاً ينبئ عن فاصل تاريخ، دولة 56، الدولة الوطنية تاريخ استقلال السودان.
لا تزال الدولة بصورتها التقليدية تزداد تماسكاً كمؤسسة وحيدة قادرة على احتكار ممارسة العنف بشرعية وجودها، أو بقوة القانون حسب تعريفها التحليلي المتواضع.
بإصدارها مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي بوتن، تصعد تكون بذلك محكمة الجنايات الدولية المعروفة قد صعدت من ملاحقتها لمرتكبي الجرائم المصنفة جرائم ضد الإنسانية على أساس نظام روما الذي أنشأت بموجبه لأول رئيس دولة بحجم روسيا إلى قمة الصراع الدولي على المستوى القانوني والسياسي.
يصف المؤرخون وبالطبع المحللون السياسيون بِأن أوضاع عالم اليوم وما تشهده من توترات وحروب لم تعد قاصرة على أطرافه بل تتمدد إلى عمقه الذي ظلَّ في مأمن من أصوات المعارك منذ نهاية الحرب العالمية الثالثة تقترب كثيراً من الوقوع في حرب كونية ثالثة.
ما الذي تبقى بعد مضي من ثلاث عقود على ظهور أطروحة “صدام الحضارات” بكل ما أثارته حينها من جدل تمدَّد عبر السجالات والمناقشات على المجال السياسي والثقافي والأكاديمي عبر قارات العالم، وما روّج له الإعلام الأميركي في نهايات القرن الماضي، ولم تزل أصداؤها تتردد بين حين وآخر.