لم يكن الأمر محتاجاً لانتظار صحيفة "نيويورك تايمز" المرموقة لتكشف في تقرير لها بالأمس، ما كان واضحاً من سياق التطورات التي لازمتها، أن "مقامرة" التطبيع الذي انخرط فيه المكوّن العسكري في ترويكا الانتقال بلا حساب، مهدّد بالانهيار
بكثير من الرجاء، وغير قليل من التوجس، يستقبل السودانيون مرحلة ما بعد اتفاق جوبا للسلام، الرجاء أن يكون خطوة تسهم حقيقية وبجدية تامة بإتجاه إسكات صوت أكبر قدر ممكن من بنادق حروب الصراع السياسي المدمر على السلطة الذي ابتليت به البلاد منذ قبيل استقلالها، ولا تزال
“تمايزت الصفوف” تعبير استخدمه السيد نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وشدّد عليه مكرراً، في معرض دفعه عن الأستاذ إبراهيم الشيخ المتحدث باسم المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير في وجه هتافات لم ترحب بمخاطبته الاحتفال باستقبال قادة الجبهة الثورية، ومن سياق
لعل أقل ما يوصف به إقدام الحكومة على رفع أسعار المحروقات، تحت لافتة التحرير، بأنها مجرد إجراءات قاسية وقفزة في المجهول، بلا أفق لعملية إصلاح اقتصادي حقيقية شاملة ومتوازنة، ولا تدبير يتحسب لسيناريوهات اليوم التالي وعواقبها الوخيمة في ظل عدم توفر الشروط
لعل أكثر ما يثير فزع المرء على مصير هذه البلاد في زماننا الراهن ليست حالة الهوس ب"التطبيع" التي مسّت دعاته حتى أصبح عندهم كتميمة سحرية ستجلب المنّ والسلوى لتغطي عورة فشل وعجز الطبقة الحاكمة في التصدي لاستحقاقات إدارة الانتقال في جوانبه كافة، بل ما يثير
تبقت بضعة أشهر على الذكرى المائتين لسقوط سلطنة سنار باحتلال حملة محمد علي باشا لعاصمتها في 21 يونيو 1821، تعددت أسباب الغزو التركي، إلا أن حصيلة ستة عقود لحكمه كانت تشكيل القواعد المؤسسة للدولة السودانية الحديثة، وإن كانت ثمة معطى أساسي لتلك الحقبة فهي أن
إن كانت ثمة مفاجأة واحدة في "السقوط الحر" للاقتصاد السوداني الذي تسارعت وتيرة تدهورمؤشراته الكلية على نحو غير مسبوق في الأشهر القليلة الماضية، فهي أن الكثيرين ليس فقط من سواد السودانيين، بل كذلك من يتولون إدارته في الحكومة الانتقالية، فوجئوا بما يحدث من تراجع
ما ضرّ أطراف مفاوضات جوبا لو انصرفوا عن إهدار وقت ثمين في مظاهر احتفالية مصطنعة سئم السودانيون من كثرتها، وقد شهدوا على مدار العقدين الماضيين ما لا يُحصى من أمثالها احتفاءأ بسلام لم يتحقق أبداً، إلى التعامل مع الحدث بالجدية اللازمة في مخاطبة الرأي العام بمنطق
عام كامل من عمر المرحلة الانتقالية المحدود انقضى، وزمن ثمينأ أهدر للشروع في إنجاز مهام التأسيس لعبور ناجح وأمن إلى مرحلة جديدة يُفترض أنها تمثّل مدخلاً لقطيعة مع الماضي وتتجاوز مجرد الانتقال من نظام إلى نظام، بل تغادر محطة النظام السياسي السوداني المعطوب بكامله