7 December, 2010
مرثية البلد الذى كان والمواقف التى كانت! … بقلم: د. على حمد ابراهيم
ليس اصدق من هذا المثل الشعبى فى توصيف ما قام به الشيخ الترابى فى صبيحة الثلاثين من يونيو من عام 1989 .
ليس اصدق من هذا المثل الشعبى فى توصيف ما قام به الشيخ الترابى فى صبيحة الثلاثين من يونيو من عام 1989 .
بعد انقلابه المشئوم فى الثلاثين من يونيو 1989 ، الذى ديره والشعب يتهيأ لاتفاق تاريخى ينهى حرب الجنوب ويحفظ وحدة البلاد ، بعد انقلابه الغادر ، عرف الشعب السودانى ان الشيخ لم ينس له حكاية دائرة الصحافة التى عاقب فيها الشعب الغاضب استاذ القانون الدستورى على توظيف قدراته القانونية والعقلية لدى طاغية كان يطيح رؤوس المثقفين والقادة الوطنيين يمنة ويسرة ، فتسيل الدماء والدموع ، وتصعد الارواح البريئة ، ويهوش جائلا خلال الديار فيرعبها كما يهوش ثور اسبانى ممسوس ومرعب
بعد انقلابه المشئوم فى الثلاثين من يونيو 1989 ، الذى ديره والشعب يتهيأ لاتفاق تاريخى ينهى حرب الجنوب ويحفظ وحدة البلاد ، بعد انقلابه الغادر ، عرف الشعب السودانى ان الشيخ لم ينس له حكاية دائرة الصحافة التى عاقب فيها الشعب الغاضب استاذ القانون الدستورى على توظيف قدراته القانونية والعقلية لدى طاغية كان يطيح رؤوس المثقفين والقادة الوطنيين يمنة ويسرة ، فتسيل الدماء والدموع ، وتصعد الارواح البريئة ، ويهوش جائلا خلال الديار فيرعبها كما يهوش ثور اسبانى ممسوس ومرعب
* مدخل أول : قبل أن تنوح النائحة المفجوعة فى مأتم الوحدة السودانية المسجاة ، وجب ان نذكر أولا : أن انقلاب العميد عمر حسن احمد البشير الذى وقع فى صبيحة يوم الجمعة الثلاثين من يونيو من عام 1989 ضد حكومة الوحدة الوطنية برئاسة السيد الصادق المهدى المشكلة من جميع احزاب السودان ونقاباته وبعض الشخصيات الوطنية ، والتى كانت مهمتها الاساسية انفاذ اعلان اتفاق المبادئ الذى وقعه السيد محمد عثمان الميرغنى ، زعيم الحزب الاتحادى الديمقراطى ، مع الدكتور جونق
ربما يطالع القراء هذا المقال قبل حلول موعد الفجيعة الديمقرطية المتوقعة فى مساء الثلاثاء الموافق الثانى من نوفمبر عندما يكون الشعب الامريكى فى طول القارة الامريكية الشمالية قد بدأ يتحفز للإدلاء باصواته فى الانتخابات النصفية لمجلسى الشيوخ .
يكثر السودانيون الشماليون من احاديث التشكيك فى قدرا السودانيين الجنوبيين فى التعايش السلمى فيما بينهم ويفرطون فى الحديث عن التنازع والتصادم القبلى الجنوبى ويحسبون ان ذلك التصادم القبلى سيطيح بآمال النخبة الجنوبية التى تسعى الى تأسيس دولة مستقلة و مستقرة لجنوب السودان ويقدرون أن ذلك وحده سيكون سببا كافيا لدعاة الوحدة لأن يتعشموا ان أن يعود الجنوب المنفصل الى حياض الوحدة مرة اخرى طائعا مختارا تحت تأثير الفشل والتشرزم و فقدان القدرة على تاثيث دعائم الدولة الجديدة التى حلموا بها
تابعت من خلال التلفزة الفضائية العالمية مؤتمر الحوار الجنوبى – الجنوبى الذى انهى انعقاده فى مدينة جوبا فى اليوم الثامن عشر من اكتوبر من عام 2010 .
* فى ماضيهم السياسى غير البعيد ، حقق السودانيون ، و لاكثر من مرة ، مفاجآت سياسية من العيار الثقيل فى اوقات كانت تبدو غير مواتية بالنسبة لهم .
المؤتمر الذى دعا اليه الامين العام للامم المتحدة فى الرابع والعشرين من سبتمبر الماضى فى نيويورك للتفاكر حول موضوع استفتاء تقرير مصير جنوب السودان اتى بنتائج عكسية لدعاة استمرار الوحدة بين طرفى البلد ، وشجع فى المقابل العناصر الانفصالية فى كل من الجنوب والشمال لكى ترفع عقيرتها الانفصالية بجرأة اكثر ، بعد ان تأكدت هذه الجماعات كيف أن مؤتمر الامم المتحدة _ فى حقيقته- ما هو إلا مؤتمر تسيير وتسهيل وتوضيب لمشروع انفصال يسميه الذين تداعوا لحضور ذلك المؤتمر
فيما تتوالى الاخبار عن تعثر الاجراءات الخاصة باجراء استفتاء جنوب السودان فى موعده المقرر (التاسع من يناير 2011 ) ، بادرت ادارة الرئيس اوباما بتهديد نظام حكم الرئيس البشير ، و دعته الى الاختيار بين التعاون معها من أجل تنفيذ استفتاء سلس ونزيه فى جنوب السودان ، وبين الاستعداد للمواجهة معها ومع حلفائها .