10 May, 2023
لا لعودة دولة الكيزان
تجرى الان مفاوضات لوقف اطلاق نار وعودة الدوله السودانيه الى ممارسة مهامها وان يعود الجيش كما كان وكذلك القضاء والشرطه واقول لحميدتى اذا قبلت بهذا فلماذا القتال ؟؟ وموت الآلاف من الشعب السودانى وهدم العاصمه !
تجرى الان مفاوضات لوقف اطلاق نار وعودة الدوله السودانيه الى ممارسة مهامها وان يعود الجيش كما كان وكذلك القضاء والشرطه واقول لحميدتى اذا قبلت بهذا فلماذا القتال ؟؟ وموت الآلاف من الشعب السودانى وهدم العاصمه !
ومازال الوطن يطحن والجثث منتشره فى كل مكان وليس هناك حتى من يجمعها ليسترها والموت ينتشر فى كل مكان والحياه توقفت تماماً والناس جاعت ومع ذلك فان البرهان وحميدتى لازالوا فى صراع على السلطه والرصاص يلعلع من اجل الكرسى المضمخ بالدم ولو سالنا اى منهم هل تملك برنامجاً للحكم ؟ لوجدنا صفراً كبيراً فكلاهما ليس لديه برنامج للحكم حتى لمدة ٣ ايام فالمطلوب السلطه والسلطه للسلطه فقط والغريب ان الجيش يصف حميدتى بالمتمرد على السلطه وانه يريد ان يستولى على
واضح جداً ان اغلب الشعب السودانى لا يقف مع حميدتى لاسباب عديده منها ان حميدتى صناعه كيزانيه وكان كما يطلق عليه البشير حمايتى وكان سنداً للبشير ولكن ثبت تماماً ان حميدتى الآن هو الذى له الغلبه فى الموقف العسكرى وكما قلت سابقاً فان مجرد استمرار معركة السيطره على الخرطوم لاكثر من ١٠ ايام بين الجيش السودانى ومليشيا قبليه واحده هى الدعم السريع هو هزيمه للجيش السودانى الذى تم تكوينه عام ١٩٢٥ والا يستحى الجيش السودانى وهو يعلن على الملأ مثلاً
قبل قليل خرجنا للشارع فى القاهره وشاهدنا امراه سودانيه تبكى باعلى صوتها ودموعها تجرى على خديها وهرعنا نحوها ونحن نتساءل عما يبكيها فى الغربه وفى الشارع ومن بين دموعها كانت تتكلم اتصل بى اخى امس مساء عمره ٢٤ سنه وبغير عادته اطال فى الونسه فقلت له غريبه مأمن عادتك تتونس طويل كده وانتهت المحادثه ونمت وانا احلم بالعوده للسودان وسط اهلى فى شمال السودان والشوق يقلقنى وفى الظهيره تواصلوا معى لينقلوا لى اسوأ خبر سمعته فى حياتى لقد قتل اخى
كلما ذهبت لمحطة سكه حديد اسوان عدت وانا اكثر تمزقاً وإحباطاً وتشتتاً وانا اشاهد فى بنى وطنى رجلاً ونساء وأطفالاً تائهين النظرات مشتتين التركيز يقدمون خطوه ويؤخرون اخرى فالطريق غير واضح المعالم و الى اين ؟ لا هدف انه مجرد هروب من جحيم الوطن الى جحيم الغربه ؟ الطريق مجهول وسكة السفر غير واضحه المعالم وطريق من الواضح انه سيكون طويل طويل وبلا نهايه واضحه ….
السودان يتضرج فى دمائه ووطنا يكاد يضيع منا الى الابد في هذا الصراع بين الجيش والدعم واصبح كل املنا الوحيد فى هذه الظروف فى ضابط جيش وطنى شجاع يطيح بكل هؤلاء الهوانات البرهان ومجموعته ياسر العطا والكباشى وكل هؤلاء من قيادات الجيش الذين تحركهم الحركه الاسلاميه مثل اى دميه و يتحكم فيهم كرتى وغندور وبقية حثالات قيادات الاخوان المسلمين وينجح هذا الضابط فى ادخال الوطن فى مرحلة تصالح وسلام اننا نتلفت فى انتظار هذا الضابط الوطنى الشجاع ليعيد للجيش هيبته
اكثر مايدهش المرء في هذه الاحداث ان الجيش السودانى العريق الذى تم إنشاؤه فى عام ١٩٢٥ قد عجز تماماً عن حسم المعركه الاخيره مع قوات الدعم السريع الذى هو عباره عن مليشيا لقبيله واحده تم تكوينه بواسطة الانقاذ فى عام ٢٠١٣ ليساندها فى حربها على اهل دارفور وادى المهمه وهى قوات محدودة العدد محدودة السلاح محدودة المعرفه والتعليم حتى قياداتها تكاد تكون أميه و لم تتلقى تدريب عسكرى منظم وكان متوقع ان يحسمها الجيش فى يومين فقط ولكن ان تستمر
توقع بعض المحللين السياسيين ومنهم الصحفى بالأهرام عطيه عيسوى ان يقع انقلاب عسكرى يطيح بالبرهان وقيل ان هناك تململ داخل القوات المسلحه وذلك لان البعض فى القوات المسلحه يحملون البرهان قبوله الدعم السريع والتعامل معه بعد الثوره وكان ينبغى عليه رفض ذلك بدايه وكان فى يده حل الدعم السريع لو قام بالتنسيق مع شباب الثوره الذى كان من ضمن هتافاتهم “والجنجويد يتحل” ولو وقف معهم لما وجد نفسه الآن فى هذا الموقف المتهالك ولكنه بالعكس فقد قام البرهان باحتضان حميدتى
حريق فى مبنى القوات البريه وهى عماره من طوابق عديده ذو أثاثات فخمه وقد دخلت فى هذا المبنى من قبل والحريق مشاهد من جميع سكان العاصمه وشاهده العالم عبر القنوات الفضائيه وهو خساره كبيره ولابد ان له تاثيره النفسى على القوات المسلحه وواضح ان الجيش الذى أفرغه الكيزان من قياداته المستقله المحترفه قد اصبح ضعيفاً لدرجة انه فشل فى حسم المعركه مع مليشيات الدعم السريع رغم انه يملك من الاسلحه مالا يملكه الدعم السريع كالطيران والجيش يترنح الآن والإن النيران
اريد ان اسال الجيش السودانى الذى اعترض على تحركات الدعم السريع الآن وهل هذه التحركات والانفتاحات والتمدد للدعم السريع تمت فى هذه الايام ام ان هذا الدعم السريع مأخذ راحته على الآخر منذ تكوينه كقوه موازيه للجيش ولم تعترضوا وصمت الجميع خوفاً وطأطأتم الراس للجيش الموازي تقديراً لعمر البشير الذى لا يستحق ذرة تقدير !