18 May, 2023
شعوب السودان تنتحب وهي صامتة
ما يحدث في الجنينة حاضرة دار مساليت شيء يندى له الجبين، فقد تُرك المواطنُ أعزلاً في مواجهة جماعة غاشمة لا تقيم وزناً لميراث السلطنة ولا تحتفي برموزها التاريخية.
ما يحدث في الجنينة حاضرة دار مساليت شيء يندى له الجبين، فقد تُرك المواطنُ أعزلاً في مواجهة جماعة غاشمة لا تقيم وزناً لميراث السلطنة ولا تحتفي برموزها التاريخية.
الأحد 14مايو 2023 جاء “إعلان جدة” محبطاً للآمال رغم ما حمله في طياته من نقاط تسعى “للالتزام بحماية المدنيين في السودان”، فتاريخ الجهتين المتقاتلتين لا يشي بقدرٍ ولو قليل من احترام لحقوق الإنسان.
السودان ذاك البلد مترامي الأطراف بعيد المصاف ليس مجرد فجوة جغرافية، إنّما هو حقيقة تاريخية قديمة الأحلاف بديعة الأوصاف.
انهد الركن الركين ومات صلاح الدين الرجل الأمين، مات الفتى الذي كنّا نرجوه للنائبات ويستدعيه ربعنا فلا يتوانى عن نجدة الكل في المَلمْات، مات اخو المروءة الذي يرجى لقضاء الحاجات وتستفزه الهمّة فيهرع دون سؤال لنجدة الاخوان والاخوات، مات الهميم المتفقد للخيلان والخالات والأعمام والعمات، مات النصوح صاحب القلب السليم الناقد دون بخس لإخوانه بل حنو وتبسم وتسليم، مات صاحب الاريحية الذي جمّل المجالس بالإنس وسعى بين الناس بجميل الذكر، المجامل صحبه بما حمِلته يداه الواصل رحمه بما احتمله فكره
ظنّت “العصابة الإنقاذية” أن انقضاضها علي معسكرات الدعم السريع كان سيكون بمثابة نزهة عسكرية تُعلن من بعدها النسخة الثانية من برنامجها السياسي وإذا شئت إفلاسها الأخلاقي الذي يشمل الاغتيالات، التصفيات الجسدية، والانتقام من الشخصيات الثورية التي سفّهت أحلام الإسلاميين وسخِرت من مشاريعهم الفاشلة (نأكل ممّا نزرع ونلبس ممّا نصنع)، والمدمّرة للوطن والعابثة بأشواق المواطنين في الحرية والسلام والعدالة.
لم يستوعب بعد قادة الاحزاب السودانية والقادة العسكريين أن الحرب الدائرة قد جعلت من الصعب الرجوع بالعملية السياسية إلى الوراء؛ لقد تجاوزت الوقائع “الاتفاق الاطاري” متناً وشخوصاً، ولم يعد من الممكن الاستمساك ببنود قد تجاوزها بطلان حراك الفاعلين أو اشتراطات قد زالت بسبب اضمحلال نفوذ المشرفين (الاقليميين والدوليين)، ودخول أخرين كانوا من المتربصين.
تكلمت الكتب السماوية واسهبت الشرائع الانسانية في التقعيد الفلسفي والفكري للحرب وبيّنت مشروعيتها التي لا تحل لفئة إلّا بالقدر الذي تدفع به الاذي عن نفسها وتدرأ به الفتنة عن المستضعفين وتفسح به المجال للقادرين على الالتزام بالضوابط الاخلاقية للتعبير عن طموحاتهم بحرية وأريحية تتأصل بها الحياة الحياة المدنية وتزدهر بها الانسانية.
الحرب هي إحدى السبل التي يختطها القدر ليُعدِل بها مجرى التاريخ او يسلب البشر قدرتهم على التحكم في مجريات الأمور.
عوض عن ان تدفع نحو تنحي القيادات العسكرية الحالية برمتها وتولي قيادات بديلة للشأن العسكري، اتخذت (قحت) من الدعم السريع رافعة عسكرية في مواجهة الجيش السوداني، الامر الذي استفز قادة الجيش وجعلهم يصرون على توحيد القيادة العسكرية مهما كلف الأمر، إذ لا يمكن لبلد أن يكون فيها جيوش عديدة تحمل ولاءات سياسية مختلفة غير التي تتعلق بمصلحة الوطن.
تابعت مقابلة تلفزيونية بقناة الجزيرة مباشر قبل ايام ركّز فيها السيد اردول على نقطة مهمة تتعلق بغياب المعايير عند “المشرفين” فيما يخص الاشخاص المُخول لهم الانضمام للاتفاق الاطاري وقد بدى لي أن الرجل محقٌ فيما يقول سيما أننا لاحظنا أن هناك اعتباطية واذا شئت مزاجية تجلت في السماح للبعض والتشدد في منع الاخرين من الانضمام بحجة أن أجسامهم أجساماً هلامية علماً بأنه قد سبق لمثيلاتها أن انضمت للاتفاق.