15 April, 2025
السلم الاجتماعي: مرحلة ما بعد الحرب
دكتور الوليد آدم مادبو على فراشِ الموت يرسمُ الوطن خارطةً جديدة.
دكتور الوليد آدم مادبو على فراشِ الموت يرسمُ الوطن خارطةً جديدة.
دكتور الوليد آدم مادبو لا شيء يُثير الشفقة مثل العجز حين يتزيّن بالبذلة العسكرية (إبراهيم برسي) لم تدّخر “العصابة الإنقاذية” جهدًا للوقيعة بين شعوب دار مساليت (مساليت، أرينقا، عرب، زغاوة، إلى آخره) منذ يومها الأول، الذي حاولت فيه تقويض سلطة السلطان عبدالرحمن بحر الدين (رحمه الله)، لكنه تصدى لتلك الحملة ـ التي جُيّرت عام 1994 ـ بكبريائه وحكمة آبائه التي لم تُفَرِّق بين مكونات السلطة، فعمل على تقوية اللُحمة القومية، مما جعله قادرًا على مواجهة محاولة المركز للاستقطاب الإثني والقبلي.
يعاني النهج الذي اعتمدته القوى الدولية في وساطتها لحلّ النزاع السوداني خللاً جوهرياً، فسواء كان ذلك عبر اتفاق جنيف، الذي يطرح حلّاً يقوم على دولتَين منفصلتَين، أو اتفاق جدّة (2023)، الذي يعيد إنتاج النظام القديم ويختزل الصراع في مجرد صراع بين فصيلَين عسكريَّين، فإن أيّاً من الإطارين لا يقدّم مساراً حقيقياً للخروج من الأزمة.
استنادا إلى تغريدة النور حمد الحصيفة والتي ذكر فيها أن “الجيش الإخواني الذي ظل يتلقى الهزائم بصورة متتالية على مدى عام ونصف، رغم أنه هو الذي أشعل الحرب، أضطر إلى أن يستجدي نصرا يبيض به وجهه لدى مصر وإريتريا وتركيا وإيران، من جهة، ولدى السعودية من الجهة الأخرى.
دكتور الوليد آدم مادبو أنزلق والموسيقى الدافئة تلتصق بجلدي، وأدخل في تفاهة طريق يؤدي إلى مدينة انتظار الأضواء الساطعة (للشاعر كُوامِي دوز، ترجمة صلاح محمد خير، نزوى – العدد المائة وعشرون، ص:221) إن الجهود التي بذلها الجيش السوداني مؤخراً لاستعادة القصر الجمهوري لم تكن ذات جدوى ولا تبرر تضحية الجند أو استشهاد صغار الضباط وكبارهم خاصة إذا علمنا أن هذا البهو الخرِب قد فقد رمزيته وقيمته المعنوية يوم أن اتخذته العصابة الإنقاذية مقرًا للتآمر على أبناء الوطن والتفنن في الوقيعة
ظللنا حيناً من الدهر نتصالح، نتهاوش ونتخاصم علي مسميات دون الإلتفات إلي جوهر الموضوع أو الإهتمام بما يراد تحقيقه من المسودة المعنيين نحن المواطنيين بتصميمها.
دكتور الوليد آدم مادبو على أيامنا كان للممثل المسرحي المرحوم الفاضل سعيد فاصلاً مسرحيا يمثل فيه دور الجِدة (الحبوبة) “بت قضيم” التي تنضح مواقفها بالحكمة والقدرة على تجاوز المواقف الحرجة بالطرفة اللاذعة أحيانا والمضحكة أحيانا أخرى.
في لقاء لي مطوّل مع المهندس صلاح إبراهيم أحمد، في منزله في الخرطوم، قال لي إنه سأل حسن الترابي (رحمهما الله) عقب انقلاب الجبهة الإسلامية القومية في 1989 عن تصوّره لكيفية التخلص من المقاومة المدنية، خصوصاً التي تعتمل دوماً في قرائح طلاب الجامعات في السودان، فقال له عبارة موجزة، لكنها بليغة الأثر في عمقها ومحتواها: حأعدّمهم الساندوتش (سيلهيهم في مسألة المعاش).
دكتور الوليد آدم مادبو لقد عانى السودان على مدى العقود الماضية من صراعات مسلحة أحدثت أثرا عميقا في الشخصية السودانية جعلها أقرب إلى الإنصرافية والعشوائية والغوغائية منها إلى العقلانية والموضوعية.
دكتور الوليد آدم مادبو تشير عملية إصلاح واستئناف العمل في أنابيب النفط بين السودان وجنوب السودان إلى أكثر من مجرد فرصة اقتصادية؛ فهي تجسد التفاعل المعقد للاعتماد الإقليمي، والنزاعات الداخلية، والمصالح الدولية.