ذكرت في نهاية المقالة السابقة، أنني سوف أتعرض في مقالتي الثالثة، هذه، إلى الاعتراف العملي بنظام الانقاذ، من قِبَل الأحزاب السياسية، في مقابل تحول خطابها النظري، الذي أصبح يدعو إلى اقتلاع النظام القائم من الجذور.
تجنب خيار الانتخابات من جانب قوى المعارضة، وفقا للذرائع المعلنة، لا يمثل في تقديري، سوى إصرارٍ على السير على ذات النهج القديم، وهو النهج القائم على تجنُّب دفع استحقاقات كرسي الحكم، وهو العمل مع الجماهير، على مستوى القاعدة، ونيل تفويض حقيقي منها.
إن المرء ليحار، كيف يبقى نظام، كالنظام السوداني الحالي، في سدة الحكم لمدة تقارب الثلاثة عقود، ثم يجد نفسه مضطرًا، رغم هذه المدة الطويلة، لممارسة نهج الاعتقالات، ومنع التظاهرات، وخنق الصحافة، ومحاربة منظمات المجتمع المدني، بل وقتل أي مبادرة شعبية تريد