أدركوا السودان قبل فوات الأوان

 


 

 

■ إن الوصاية، أو الإدارة، الدولية المؤقتة قد تكون فعلاً فكرة مجنونة و مربكة لكثيرين.. لكن الدافع وراءها قناعة أن الوطن محتاج إلى ( جَمَّة ) مؤقتة من أبنائه ، و متعطش إلي آلية قوية و فَاعِلة لفرض وقف فوري للحرب اللعينة القائمة، و لإعادة ترتيب البلاد دستورياً و أمنياً و إدارياً ، لينطلق الوطن من جديد علي هدىً و علي دراية..
■ هذا لن نقدر عليه وحدنا لظروف داخلية تاريخية و سياسية بعضها من صنعنا و بعضها الآخر فرضته علينا ظروف خارجة عن إرادتنا.
■ إن التدخل الإختياري و المؤقت للأمم المتحدة ليس إستعماراً... فكيف للأمم المتحدة أن تكون هيئة إستعمارية !!! فنحن أعضاء من قديم في منظمة الأمم المتحدة ، و شاركنا مراراً تحت راياتها في مجهودات دولية و إقليمية لإرساء السِلم في العديد من بقاع العالم.. و لم يخلو تاريخنا القريب من تواجد أممي عسكري و مدني . عليه ، فمن حقنا الطبيعي علي المنظمة أن تساهم في سٍلمِنا و نحن حالياً في حالة تمزق داخلي ،و تهديد إقليمي ، و أطماع دولية لا تخفى معالمها..
■ إن ما أفرزته الحرب اللعينة القائمة ، و ما أثارته من أحقاد و بغضاء في نفوس أهل السودان ضد بعضهم البعض ، و ما نشهده و نحس به من عدم تَعَلُّم المدنيين الحزبيين و المهنيين المتصدين للعمل العام ، يلقي بظلال قاتمة علي إمكانية إنقاذ أنفسنا و وطننا بقدراتنا الذاتية الماثلة.
■ إنه إختبار صعب ، و إختيار تاريخي ، لن يكون متاحاً إذا فات أوانه ، و تحولت بلادنا،بالإرهاصات الماثلة ، إلى كنتونات قبلية أو جهوية متصارعة و متناحرة في ظروف لا تمت للقرن الحادي و العشرين بصلة ، و لا تليق بأمة تعود جذورها التاريخية إلى عدة حِقَبٍ و قرون..
■ ليس هذا فحسب ، بل يتزايد امامنا ما يخشى منه أن يصبح السودان كله أرضاً مشاعة تتآكل أطرافها في كل إتجاه نتيجة أطماع إقليمية تنتظر الظروف المواتية ، و هنا لا أعفو أحداً من الجيران في الإتجاهات الأربعة !!!
■ ليتنا نفيق قبل فوات الأوان ، و كفانا إدعاءً بمقدراتنا الذاتية علي الخروج مما نحن فيه من وَحلٍ أمني عسكري/جنجويدي ،و من تَشَظٍ سياسي حزبي/مهني.
■ والله و الوطن من وراء القصد.
بروفيسور
مهدي أمين التوم
14 مايو 2024 م
mahdieltom23@gmail.com

 

آراء