أعيدوا ثقتكم في قواتكم المسلحة، ولا تستفزوهم !!

 


 

 

 

إنَّ إنعدام الثقة بين قِوى الحرية والتغيير، والمجلس العسكري هو ما جعل المفاوضات تتطاول أولاً، وهو، ثانياً، ما جعلها تتعثر بعد الإختراق الذي أُعلن عنه قبل توقف التفاوض..

ليس عندي شئٌ محددٌ أقترحه لإستعادة (ثقة ما قبل التعثر) التي تضعضعت بين الطرفين الآن، ولكني أرى أنَّ على الثوار أن يقوموا (بمبادرةٍ مَّـا) لإعادة الإحترام، والثقة للجيش، وللدعم السريع..

وهنا لابد أن يفهم الثوار، تمام الفهم، أن الأوامر الصادرة للجيش، وللدعم السريع معاً، هي عدم إستخدام الذخيرة الحية ضد المعتصمين، ولكن، وبمثل ما أن هؤلاء العساكر كانوا قد خالفوا الأوامر، ورفضوا ضرب المعتصمين، فنجحت الثورة، فإنَّ ذات العساكر يمكن أن يخالفوا ذات الأوامر، ويستخدموا الذخيرة الحية ضد نفس المعتصمين إذا وقع عليهم منهم إستفزازاتٌ قبيحةٌ ومباشرة كالتي نسمع بها !!

ولابد أن يفهم الثوار، كذلك، أنَّ الجندي هو شخصٌ تمت إعادة صياغته تماماً، ومن أول جديد، ليكون جندياً..وأن من ضمن ما تمت إعادة صياغته فيه، أنه يلبس شرف الدولة الذي لا يقبل الإهانة -وهذا صحيح-، وأنه دائماً ال (فوق)، وأنه الأقوى، وأنَّ بقية المواطنين هم (مَلَكية ساكت)!! كما لابد أن يعلموا، كذلك، إنَّ أقصى درجات الإهانة التي يمكن أن توجَّه لأيِّ جندي هي أن يوصف بأنه (مَلَكي زينا كدة)..لأنه -بنظره- لن يكون ملكياً أبداً بعدما تلقى هذا التدريب الذي أفضى إلى إعادة الصياغة فيه..وليس في هذا أيَّ تحقيرٍ لجنودنا البواسل، ولا إستهانة بهم، ولا بمقدراتهم، ولكن طبيعة العمل الجرئ، والعظيم الذي سيُكلفون به هو ما يتطلب إعادة الصياغة هذه !!

ولابد أن يفهم الثوار، تماماً، أن كثيراً من جنود الدعم السريع ربما أنهم لم يخضعوا حتى لإعادة الصياغة هذه..فهم، أكثرهم من الشباب (جداً)، وربما أنهم أيفاع..وبحكم تكوينهم القَبَلي هم ممتلئون (جداً) بالنخوة، والمروءة، والنجدة، والفِداء (وبالرَّجالة)، ولكنهم أيضاً حساسون جداً للإهانة، والإستحقار، والإستفزاز، وبخاصةٍ عندما يأتي ممن هم في مثل سنِّهم، وأندادِهم من الشباب، (وعيال المدارس)!!
وهنا ليس في كلامي هذا أي تنميط برضو، ولا إستصغار، ولكنه إضاءةٌ ضروريةٌ جداً عساها تعين الثوار على تفهم إخوانهم من الطرف الآخر..

أعود وأقول للثوار: إنَّ العساكر خالفوا الأوامر حين حمَوكم، ورفضوا ضربكم بالرصاص في باحة الإعتصام..وبكل أسف هم سيخالفون ذات الأوامر إذا دفعتموهم دفعاً إلى هذه المخالفة للأوامر بالإستفزازات المجانية، وبالإهانات التي توجهونها ضدهم..

• إنَّ من المواقف التي لا تُنسى في المطارات الأمريكية أن ترى المواطنين، كلما ألتقَوا جندياً، بالزي الرسمي، مسافراً في ذات الطائرة توقفوا إليه، وقالوا له (نحنُ نقدِّرُ ما تقوم به من عملٍ عظيم)..بل أنني رأيتُ أطفالاً أمريكيين يشترون باقات من الزهور في المطارات ويهدونها للجنود المسافرين إلى جبهات القتال !!

بادروا يا أحبابنا إلى إظهار الإحترام، والتقدير لجنودِكم، دافعوا عنهم، وأعيدوا إليهم ثقتكم فيهم، في هذه الظروف الوطنية الحرِجة،
وإعترفوا لهم بأفضالهم، وأعترفوا بأفضال قائد قوات الدعم السريع، وجنوده، على نجاح ثورتكم -مهما يكن لكم من رأيٍ يخالفُ ذلك- وليس من مصلحة ثورتكم، ولا مصلحة الوطن، أن تعادوا الجيش، أو الدعم السريع، الآن، أو في أيِّ وقتٍ آخر..

bashiridris@hotmail.com

 

آراء