أيها الناس، العصيان المدني هو الحل الناجع!

 


 

 


* إلتهام النيران لمقرات حزب المؤتمر الوطني و التهامها للأمانات الحكومية في الولايات و اشتعالها في بيوت الولاة و المعتمدين الذين أخلوها و ولوا الأدبار، علامة من علامات إنهيار نظام المؤتمر الوطني..
* أثناء الإنتفاضات السابقة، كان الولاة و المعتمدون، يهرعون بالعودة إلى ولاياتهم و معتمدياتهم للسيطرة على الأوضاع!
* و تغير الحال في الانتفاضة الحالية.. و أطلت ظاهرة جديدة تجسدت في هروب كبار المسئولين من مواقع أعمالهم بعد أن سيطر الثوار على الأوضاع.. و أكثر الهروب لفتا للأنظار هو هروب أحمد هارون، والي كردفان، المعروف بتصديه لمعارضي النظام أينما وجدوا..
* إنها ظاهرة تتحدث عن التضعضع الذي اعترى النظام..
و عن إحساس النظام بأن ظهره مكشوف.. حيث امتد الغضب العام من سوء الحياة المعيشية إلى القوات النظامية التي أبدت عدم استعداد غالبية أفرادها و بعض قياداتها لمسايرة سياسة القمع.. و الإرهاب.. بل و خلع بعض الأفراد ثيابهم العسكرية و شاركوا الثوار في المظاهرات..
* إن الانتفاضة الجارية في السودان حالياً تختلف عن سابقاتها شكلا و مضمونا.. حيث يكتوي الجميع بالأزمات المعيشية.. و فشل النظام تماماً في إدارة الأزمات المتتالية.. و انهارت الخدمات و انعدمت أسباب الحياة حتى في أدنى مستوياتها..
* و لا يغيب عن المشهد الصراع المحتدم بين المتأسلمين من قيادات المؤتمر الوطني.. و هو صراع ظاهره الدين و باطنه الدنيا و الجاه و المال..
* هذا، و لم يحدث طوال عمر النظام أن تكالبت أسر المتنفذين من لصوص النظام على مطار الخرطوم الدولي للهروب إلى خارج السودان خشية المصير الأسود الذي يتوقعون حدوثه جراء التظاهرات التي غطت جميع ولايات البلاد..
* و تم تصوير هروب بعض أسر ( حكام السودان) من قبل ناشطين.. و جرى نقاش حاد بين ناشطة سودانية/ بريطانية و إحدى السيدات الهاربات التي إحتجت على تصوير الناشطة للهروب الكبير: " ما تصوري.. ما تصوري!"، قالت الهاربة، و رددت كلمات لم تتضح في الفيديو، فردت عليها الناشطةالسودانية البريطانية: أنا حاملة جواز سفر بريطاني!
* إبان العصيانين المدنيين السابقين في عام ٢٠٠١٦ أمرت وزارة التربية والتعليم مديري المدارس بالتدقيق فى تسجيل الحضور و الغياب من المدرسين و المدرسات.. و تم ذلك بالفعل.. كما تم جمع حصيلة التدقيقات و إرسالها إلى الوزارة، و تم تأديب كل من تغيب عن العمل حتى و إن كان بعذر يشفع للغائبين..
* لكن في الانتفاضة الحالية، قرر النظام تعطيل الدراسة في جميع مراحلها بسبب فقدانه السيطرة على الأوضاع في الشارع العام الذي يكاد يصبح كله ملكا للجماهير لولا تغطية الشوارع بسيارات تذرع الشوارع جيئة و ذهابا طوال اليوم بغرض قتل أو إعاقة الثوار.. و إرهاب كل من تحدثه نفسه بالخروج..
* لا مناص من العصيان المدني!
* العصيان المدني هو الخلاص.. و يتجلى نجاحه في غضب الشارع العام في السودان من أقصاه إلى أقصاه.. و الجميع متفقون على وجوب إسقاط النظام..
* لن يخشى متوسطو و صغار موظفي الدولة فقدان رواتبهم التي يرونها " ما بتساوي حقها!", كما يقول العديد منهم.. و سوف يبقون في بيوتهم إلى أن تزول الغمة..
* لن يستعصي النجاح على العصيان المدني و شل تسيير دولاب عمل النظام طالما تم التخطيط للعصيان بإتقان، و طالما تم العمل الأهم بفرض قيود على حركة المواصلات بين المدن حتى و إن أدى الأمر إلى تعيين مجموعات من الشباب لتعطيل المركبات التي يتخاذل أصحابها؛ هذا دون إلحاق الضرر البليغ بها..
* أيها الناس، بالعصيان المدني سوف تنتصر الثورة.. و هذا لا يعني توقف الاحتجاجات الشبابية ( الذكية)..
* بارك الله في أبنائنا الشباب و شد من عضدهم كي يلحقوا بركب الحرية و العدالة الاجتماعية و الحداثة بعد أن أهملهم النظام طويلا، و أي شباب أضاع هذا النظام الفاسد.. و أي عقول عطل!
* أيها الناس، لا مناص من العصيان المدني يعني لا بدّ مما ليس منه بدّ!
* نعم، العصيان المدني هو الحل الناجع و قد توافرت كل ظروف نجاحه.. و علينا التخطيط له ثم التنفيذ دون تلكؤ و دون ضياع الزمن في تخوين بعضنا البعض!

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء