ابو مازن اعتبر أن ٧ اكتوبر كان ذريعة وشيك علي بياض لإسرائيل لتحول غزة الي شيء من الماضي

 


 

 

ابو مازن اعتبر أن ٧ اكتوبر كان ذريعة وشيك علي بياض لإسرائيل لتحول غزة الي شيء من الماضي وبهذا انطبق عليه القول : ( الذين لا يفعلون شيئاً ويؤذيهم أن يفعل الناس ) !!..
أليس كان من الاحسن والافضل لابي مازن أن يخرس لسانه ولا ينطق بهذه الجملة المشينة في حق اخوانه في حماس والتي وصفهم فيها بخيانة فلسطين والتآمر ضد اهلهم بما قاموا به من عمل بطولي في السابع من شهر أكتوبر هذا الطوفان الذي زلزلوا به كيان الصهاينة وكشفوا به عورتهم وفضحوهم علي مستوي العالم بأن جيشهم الذي لا يقهر كان أكذوبة وان مخابراتهم كانت غاطسة في بحار من عسل وقد أخذتهم كتائب القسام علي حين غرة وكبدتهم الخسائر الفادحة واسرت منهم الكثيرين ولأول مرة نري قادة إسرائيل في كرب عظيم وقد ذرف وزير الدفاع الدمع السخين ورأينا الإسرائيليين ينزحون بل يفرون من وثبة الاسود التي لم تترك لهم مجالا للتفكير !!..
هل ثمة دولة بهذه الهشاشة والضعف وما يكتنف داخلها من تناقض وعدم انسجام أن تصد هجوما من اشاوس غزة الذين كانوا وحدهم في الميدان لم تقف معهم دولة واحدة لاشقيقة ولا صديقة من العرب أو من المسلمين ؟!
ورغم القبة الحديدية والجسور الجوية من الأسلحة الفتاكة التي اضطلعت بإرسالها امريكا ومعها أوروبا ورغم الدعم المعنوي والسياسي والاقتصادي غير المحدود من الغرب لربيبتهم المدللة فقد حاقت الهزيمة بالصهاينة وباتوا كالفيران المذعورة ولم يهدأ لهم بال ويستقر وضعهم المهزوز إلا بعد أن جيرت امريكا كل إمكانياتها المهولة لتنقذ نتنياهو من هزيمة تاريخية الحقها بتل ابيب فتية القسام بأسلحتهم المصنعة محليا داخل الأنفاق والسراديب وبعزمعم وقوتهم الجسمانية وروحهم الجهادية التي لا تعرف الخور ولا التخاذل وهمتهم العالية لتحرير المسجد الأقصى المبارك من قبضة اليهود الملاعين والصهاينة المجرمين !!..
والعالم كله يتفرج علي الإبادة الجماعية في غزة والعدو الغاشم تعربد طائراته الأمريكية الصنع شديدة الفتك في غزة الجريحة من أقصاها إلى أقصاها وأصدقاء إسرائيل لا يتحدثون إلا عن الأسري الصهاينة في قبضة ابطال غزة ويصدعون الجميع بحديثهم عن إغاثة غزة وإرسال الإمدادات لها من غذاء وكساء ودواء وكل هذا كذب ودعاية فارغة وحب الظهور أمام الملأ بأنهم أناس لهم قلوب وضماير حية في حين أنهم من شيمتهم الغدر وكراهية الوقوف مع المظلومين والمعذبين في الارض وهم يعرفون جيدا أن بعض انزالهم الجوي من الإغاثة تصطاده إسرائيل ويكون غنيمة باردة لها بل حتي إذا وصل القليل منه الي الأرض وهرع إليه الجوعي من أهل غزة يحصدهم الرصاص من غير شفقة أو رحمة !!..
وجاءت القمة العربية في المنامة كسابقاتها مجرد جمعية أدبية يتاح فيها لكل رئيس عربي أن يقدم ورقته المزركشة بالشجب والاستنكار ومطالبة المجتمع الدولي أن يأخذ بيد إسرائيل ويجعلها تكف عن عدوانها وبعضهم نادي بتكوين مجلس للسلم عالمي ظنا منهم أن هذا المجلس أن قام سيكون فيه البلسم الشافي لجراح فلسطين .
واخيرا تقدمت جنوب افريقيا بالشكوي ضد الصهاينة بدعوي الإبادة الجماعية وفعلا بدأ النظر في هذه القضية أمام المحكمة الجنائية الدولية ورأينا مندوب إسرائيل مثل الحمل الوديع يمثل علي الجميع دور الضحية ويبكي ويولول علي إسراه ولا يذكر ٣٥ ألفا من البشر حصدتهم أسلحة الدمار الشامل الأمريكية والأوروبية وضعفهم من الجرحي هذا غير الخراب الذي طال كل شيء وجاءت مستشارة وزير الدفاع الإسرائيلي تدافع عن كيانها الغاصب أمام المحكمة الجنائية الدولية وتغالط نفسها وتكذب وتتعمد أن تغرق حديثها بتفاصيل مملة تدعو للنعاس وكل هذا من أجل أن تدفع تهمة الإبادة الجماعية عنهم وهم أول من يفتخر بذلك ولكنهم يظنون أنهم يخدعون العالم وقد هب طلاب الجامعات في الغرب ينددون بالحرب في غزة ورأينا شرطة العالم المتحضر تقبض عليهم وترسلهم الي السجن وقد بات واضحا أن الرؤساء في الغرب قد بان ولائهم لليهود وإذا تعارضت ديمقراطيتهم مع اليهود فالتذهب الديموقراطية غير مأسوف علي شبابها الغض .
انتهت القمة العربية في المنامة وكأننا ياعمرو لارحنا ولا جينا والجديد في هذه القمة أن من يزعم بأنه رئيس السودان لم يحضرها ربما يكون السبب أن الطائرة الرئاسية تحتاج إلي ( عمرة ) أو ( قاطعة بنزين ) !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء