اقتصاد نظام السوق هو اختراع امريكي في الاحتيال !!

 


 

 

هذا بلاغ للناس


1-4
    قرأت كتاباً مهماً للبروفيسور جون اسميث جالبريث  عنوانه (( اقتصاد النصب )) هذا حسب فهمي امحتوى الكتاب الذي حاول هذا الاكاديمي تأدباً أن يعطيه عنوان (اقتصاد الاحتيال البريء ) حتى يبعد عنه غضب كل محتالي وول استريت والكوربوريشنز (Corporation ) والتي تتحكم في الاقتصاد الامريكي ؛صدر هذا الكتاب عام 2004؛ وجون اسميث لمن لا يعرفه هو أحد أهم الاساتذة المرموقين  في جامعة هارفارد  وقد  نلت شرف تلقي العلم على يديه ضمن مجموعة مختارة من مختلف قارات العالم ضمن منح من وكالة التنتمية الامريكية باستثناء شخصي الضعيف فقد التحقت بحر مالي في هذه الدورة التدريبية في الادارة الاستراتيجية المتقدمة ومدنها ستة عشر اسبوعاً بمعهد الفريد هاملتون بنيوجرسي في منتصف عقد الثمانينات  من القرن الماضي ؛ كما أن جون اسميث كان قد تبوأ مناصب عديدة في البنك المركزي الامريكي أو ما يطلق عليه (FED ) وكان يستعان به في تقييم الاثار الاقتصادية التي قد تنجم قبل كل حرب تخوضها أو ستخوضها أمريكا لمصداقيته وصدقه ، ولأن تقاريره لا يرقى اليها الشك او التدليس ، وكان قد تبوأ أيضاً منصب سفير امريكا في الهند في حقبة الحرب الباردة، هذا وقد توفي جون اسميث العام المنصرم حيث استراح منه كل المدراء التنفيذيين أو من اصطلح على تسميتهم ( الكربوريتية ) في وول استريت والمصارف العملاقة وشركات السمسرة والوساطة المتعاملة بالاسهم والبورصة وكذلك الرؤساء التنفيذيون لمؤسسات الرهن العقاري العملاقة وشركات التأمين ، وصدق تحليله عند انهيار المؤسسات والشركات العملاقة وعلى سبيل المثال لا الحصر ( اونرون) ، وسيتي ، ومجموعة التأمين الأمريكية (AIG ) ؛ وول مارت(WAL MART)، وورلد كوم(World Com) وتايكو (Tyco ).!!
    التدليس والاحتيال بدأ عندما كان هناك قطباً آخر هو الاتحاد السوفيتي يقف كالموس في حلق أمريكا قبيل انهياره ؛ إذ كان يفضح مدى استغلال الراسمالية للطبقات الفقيرة  الكادحة ،و كان السوفيت قد اشتهروا ( بالاشتراكية) لذا فلا مناص من ناصبت الغرب بقيادة أمريكا له العداء  إذ أن الغرب قد اشتهر يومها ( بالرأسمالية) لذا كان العداء مستحكم لدرجة وصلت حد دمغ السوفيت بالالحاد " اي تم توظيف  المعتقدات الدينية تدليساً ونفاقاً في الحرب الاقتصادية وتحريك الآلة الاعلامية ضده لتنال منه حتى وظفت عبارة (In God we trust  ) في العملة ؛ فالحقيقة أن الرأسمالية لا يهمهما غير المستهلك  والارباح التي تجنيها من عرقه، لذا كان لابد لها من نظام متطور يتطور على الدوام لتفريغ جيوب المستهلكين ودفعهم دفعا للشراء لما يحتاجونه وما لا يحتاجونه لذا كانت صناعة الاعلان والانفاق الباهظ عليها وشركات الاعلان ايضاً  هي من ضمن سلسلة الاحتيال البريء للراسمالية الغربية ؛ لذا كان ابتداع بطاقات الائتمان والتمويل العقاري والتأمين بكل انواعه وخاصة الصحي ؛ كما أُسست مؤسسات الترويح والدعارة والقماركنشاط تجاري تداولي في لاس فيجاس؛ مدن الملاهي ؛ كل هذه العوامل ليثبت الغرب بقيادة أمريكا أنه متفوق على المعسكر الشرقي بصناعة مجتمع الرفاه ودون أن يكشف عن كل ما وراء ذلك من احتيال وزيف وتدليس ؛ ودون الكشف بأن مجتمع الرفاه المزعوم يعيش على الاستدانة وتتراكم عليه الفوائد المركبة وأن أي مواطن أمريكي عادي مديون حتى الجيل الثالث من احفاده. والحالة الاستغلالية هذه تعني نشاط في حركة (الاسواق) فتظهر ضخامة ارباح المصارف والشركات العملاقة في القوائم رغم انها ديون حقيقية  ربما يصل بها الحال كديون مشكوك في تحصيلها أو ربما تصل حد الديون المعدومة ولكن هذه المؤسسات العملاقة  تدرج الفوائد الواجب عليها  في قوائمها المالية ضمن الارباح الآجلة على أن تظهر اصولها كعمليات جارية تحت التحصيل وذلك بتواطؤ المدراء التنفيذيين مع شركات المحاسبة وبناء على ارباح هذه القوائم يقدر مجلس الادارة حوافز المدراء التنفيذيين ونوابهم ومساعديهم وهي مبالغ ضخمة تجعل منهم اثرياء حرب عن طريق التحايل والاحتيال .ومجالس الادارات هم اناس طيبون يتم اختيارهم بعناية فائقة وهم في معظم الاحوال نفعيون وانتهازيون بجدارة لا يهمهم إلا حجم ما سيدخل جيبوهم ، لذا أن اغلب اعضاء مجلس الادارة  مهامهم برتوكولية تنحصر في حضورهم عند دعوة المساهمين في نهاية العام المالي لإطلاعهم على القوائم المالية وتحويل ارباحهم الموزعة إلى أسهم وايضاً لإجازة مكافآت الادارة ومجلس الادارة. هذا يعني استلاب سلطة المساهمين ومعظم اعضاء مجلس الادارة المساهمين إلى (الكوربروتييين) من المدراء التنفيذيين  ونوابهم ومساعديهم حيث يستأثرون بأكبر جزء من الكعكة ثم تقديم  جزء من الارباج الوهمية كرشاوى للإداريين المصرفيين مقابل صمتهم ، أما الضحايا فهم المساهمون.
    إن أكبر عملية احتيال على مستوى شركات الوساطة والسمسرة وتوظيف الاموال في وول استريت كانت تلك التي اشتهرت بفضيحة (مادوف ) البليونير السبعيني اليهودي والتي أضاع فيها اموال المساهمين وقدرها خمسين مليار دولار على اسرته من قصور وطائرات ويخوت وسيارات فارهة والصرف البذخي ورحلات الاستجمام في الجزر الكاريبية ؛ وكانت كلها مسجلة باسماء اولاده ، ولم يترك مادوف مجالاً للمساهمين للحصول على ( آخر اليد) بل كان كل شيء وفق الاحتيال القانوني ؛ إذ أن شركات اسرته كيانات مستقلة واصولها ليست لها علاقة باموال المودعين ؛ يعني بالعربي غسيل أموال ولكن بطريقة قانونية لم يترك فيها ثغرة للمساهمين للحصول على سنت واحد. حكم على مادوف بخمسين عاما سجناً وهو البالغ من العمر 79 عاماً . كل ما قدمه مادوف للمودعين المساهمين هو إعتذار على الملآ.!!
يتبع
abubakr ibrahim [zorayyab@hotmail.com]

 

آراء