الأرثوذكسي خالد موسى دفع الله وتقريظ الغنوشي

 


 

 

أصبح من المعتاد أن يوصف كل من يدمن المدح والتقريظ أنه من حملة لواء التأخر أو قل التخلف والإزفاف وهذا اللواء قد حمله خالد موسى دفع الله في طرحه المقارنة ما بين إلهه الهارب الدكتور حسن الترابي وإلهه القادم راشد الغنوشي. فالآلهة الهاربة والآلهة القادمة ترقد في أشعار هولدرلين وإن لم تعجبه أشعار هولدرلين فعلية عقد الصلح مابين التيتان الآلهة التي هزمتها آلهة الأولمب خالد موسى دفع يريد أن يقدم الغنوشي كأحد التيتان ولكنه صديق الإنسان أنه برومثيوس سارق النار ولكن أخفى بقية الحكم علية أي أن يكون برومثيوس في الأغلال. فهناك من اطلق صراح برومثيوس من الأغلال منهم الشاعر البريطاني الفذ شيللي ذاك الذي تحدى جمود الكنيسة وجمود المجتمع. وأيضا هناك من فك وثاق برمثيوس من بين شعراء العرب وهو أبو القاسم الشابي في قصيدته برمثيوس طليقا. أبو القاسم الشابي من بين من يؤمن بارادة القوة للشعوب التي يستجيب لها القدر. نعم إرادة القوة وليست قوة الإرادة والفرق شاسع بين إرادة القوة وقوة الإرادة حسب رأي نيتشة كفيلولوجست. فهل لخالد موسى دفع الله أدواته التي يستطيع عبرها فك وثاق الغنوشي من رأس المال الرمزي للدين الذي جسدته الأرثوذكسية للدين؟ لا يستطيع خالد موسى دفع الله فك الأغلال لرأس المال الرمزي للدين الذي جسدته الأرثوذكسية لأنه لا يملك أدوات التفكيك لوثاق الغنوشي وبالتالي سيبقى الغنوشي في الأغلال كما برومثيوس في الأساطير اليونانية لأن خالد موسى دفع الله يفتقر لشجاعة الشاعر الفذ شيللي وكذلك يفتقر لإرادة القوة للشابي لذلك سيظل الغنوشي وعلى مراء من خالد موسى دفع الله فى الأغلال رغم تقريظه له. فالفرق بين الترابي والغنوشي كالفرق بين أخوين النبي يوسف أي ذاك الذي قال أقتلوا يوسف والآخر الذي قال ألقوا يوسف في البئر.
جائزة مركز أبن رشد التي نالها الغنوشي توضح الإضطراب الذي عم العالم العربي والإسلامي والذي يؤشر الى إنتهاء مرحلة وإبتداء مرحلة لا توصفها إلا مقدمة راوية شارلز ديكنز قصة مدنتين. إنتهاء حقبة إزدهار الخطاب الديني المنغلق وإبتداء كل ماهو عقلاني. وإنتهاء الإستثمار في رأس المال الديني الذي جسدته الأرثوذكسية الدينية وتجارها أمثال الترابي والغنوشي كمستثمرين خسرت تجارتهما وإنبثاق فهم للدين يكون مقبول في حدود العقل.العالم العربي قد بداء ينتبه لخطورة خطاب الإسلاميين. في مصر وتونس قد تنبهت الشعوب لخطر الإسلاميين مما يدل على أنها تعتبر من الشعوب الحية. وهاهي السعودية ومصر ودول الخليج قد كونت حلفها ضد الإسلاميين والغنوشي يجيد الإنحاء للعاصفة لذلك ظهر بحكمة لا تنطلي إلا على من يريدون إعادة خطاب الإسلاميين سيرته الأولى وهيهات. 
يريد كل من خالد موسى دفع الله وعبد الوهاب الأفندي أن يشغلا المجتمع السوداني بنجاحات لا معنى لها للإسلاميين حتى يظن الشعب السوداني أن خطاب الإسلاميين لا بديل له الى يوم الدين. ولكن السودان لم يك جزيرة معزولة عن ما يجري في العالم. سيعرف الشعب السوداني أن خطاب الإسلاميين اليوم في حالة إحتضار مثله مثل كل الأيدلوجيات الشمولية التي ماتت وقد شبعت موت. وسيعقبه خطاب من نتاج العقل. هاهي كوبا بعد ربع قرن من سقوط جدار برلين تنتمي الى العالم الحر. 
على الشعب السوداني أن يعي وأن لا يكون ضحية يرزح تحت نير الإسلاميين بعد أن رفضتهم الشعوب في مصر وتونس والسعودية ودول الخليج. على الشعب السوداني أن لا يكون على إستعداد أن يأتي متأخر بعد ربع قرن كالشعب الكوبي اليوم. حالة العالم العربي والإسلامي اليوم وعلاقتها بخطاب الإسلاميين مثل اللحظات التى سبقت سقوط جدار برلين. فعلي الشعب السوداني أن يكون يقظ لحيل عبد الوهاب الأفندي الذي قد كان من أعضاء اللجنة التي أعطت الغنوشي جائزة ابن رشد وخالد موسى دفع الله الذي قد جاء يزف بشارة إلهه القادم.
نيل الغنوشي لجائزة أبن رشد سيمثل آخر إنتصارات الإمام الغزالي علي فكر وفلسفة أبن رشد الذي أنتصر فكره في اروبا أيام إنتصار تلاميذ ابن رشد على تلاميذ توما الإكويني. وهنا في العالم العربي والإسلامي قد إنتصر عرفان الغزالي الذي تشارف ألفيته على الإنتهاء  وبإنتهاء ألفية الغزالي ستنتهي حيل الإسلاميين. ألفية إحياء علوم الدين للغزالي سيعقبها عقل ابن رشد الذي سوف يأتي مع فكر محمد أركون ونصر حامد أبوزيد والأستاذ محمود محمد طه. فمن غرائب الأمور أن تكون آخر إنتصارات الإمام الغزالي على ابن رشد في عقر داره أي مركز ابن رشد يمنح الغنوشي كآخر متعشم في ألفية الإمام الغزالي جائزة تحمل إسم ابن رشد.
ومن غرائب الأمور أيضا أن يحمل الغنوشي المستثمر في رأس المال الرمزي للدين الذي جسدته الأرثوذكسية جائزة ابن رشد التي يحملها المفكر الفذ محمد أركون الذي قضي زمان يفكك في رأس المال الرمزي للدين الذي جسدته الأرثوذكسية الدينية التي يستثمر فيها الغنوشي وذروتها عرفان الإمام الغزالي.
ألم أقل أن حال العالم العربي والإسلامي اليوم يشبه مقدمة قصة مدينتين لشارلز دكينز؟       

taheromer86@yahoo.com

 

آراء