السودان والصراع ما بين الدولة والقبيلة … بقلم: بشرى أحمد علي

 


 

 

أكبر تطور مجتمعي حدث في تاريخ البشرية كان هو (الدولة )
الدولة عبارة عن تنظيم مجتمعي يمثل الجميع ، يضع الخطط الإقتصادية ، يدير الموارد ويحقق العدالة ..
لم يحدث في التاريخ إن تحولت قبيلة إلى الدولة ، لكن العكس هو الصحيح ، تحولت القبائل إلى أحزاب يجمعها برنامج سياسي لبناء الدولة ، وليس بالضرورة أن يكون صناع الدول هم من أبناء القبائل ، فلا أحد يعرف قبيلة نابليون أو إبراهام لنكولن ، وأول من أثار هذا الأمر هو قبيلة قريش عندما تساءلت بالقول : لماذا لم يتنزل هذا القرآن على رجل بالقريتين عظيم ؟؟
لذلك كانت الإعتداد بالقبيلة فكرة جاهلية من الأساس
ولم يكن السودان دولة موحدة قبل الفتح التركي المصري بل كان عبارة عن ممالك تحكمها القبائل ، والتاريخ كشف لنا أن القبائل لم تنجح في صناعة الدولة ، بل ظلت متناحرة ومتشاكسة وتقاتل بعضها البعض حتى وصل إسماعيل باشا في عام 1820م وقام (ببل ) الجميع فقتل من قتل وطرد من طرد ...
لذلك ما فشل سابقاً لن ينجح حالياً ، الطاهر ايلا دخل وخرج من السودان بإسم الدولة السودانية ، والذي حفظ شرق السودان وجعله آمناً الآن من المطامع الإقليمية هو إسم الدولة الذي ينكرونه الآن وليس القبيلة ..
أتعرفون ما الذي أفزعني قبل يومين ؟؟
رايت وفداً من قبيلة (الشنابلة ) المسالمة ذذهب إلى دار حمر ووضع أكثر من ألفي رجل تحت إمرة نظارة دار حمر وذلك للتصدي لقبيلة المسيرية !!!!
هذا هو السودان الحالي حيث يسعى حزب المخلوع بحرق المعبد بمن فيه ، لكن الخلاصة في ذلك أنهم لن يتمكنوا من التكلم بإسم القبائل ، ولن يستطيعوا جعلها جيشاً يحرر الأراضي السودانية الواقعة تحت سلطة الدولة كما يتحدثون الآن عن شرق السودان ويصفونه بالأراضي المحررة بينما مشاريعهم وقصورهم كلها في الخرطوم ...
بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفان والذي كان يمثل الدولة وقتها سأل الناس سيدنا علي رضي الله عنه لماذا لم تقتص من قتلة عثمان بعد أن صرت أميراً للمؤمنين ؟؟
فرد قائلاً : هؤلاء القوم الآن يملكوننا ولا نملكهم
وكان قتلة عثمان عليه رضوان الله يحتمون بقبائلهم ومناطقهم في مصر والكوفة والبصرة ...
ومن هنا بدأت الفتنة الكبرى
////////////////////////

 

آراء